الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلماء: تفجير المساجد لا يمت للإسلام بصلة.. وتشويه لدين التسامح

العلماء: تفجير المساجد لا يمت للإسلام بصلة.. وتشويه لدين التسامح
1 يوليو 2015 08:33
أجمع علماء الأمة على أن الحذر واجب، في ظل ما تشهده الأمة الإسلامية من خروقات شرعية واعتداء وقتل للنفس باسم الدين، وأكد العلماء على أن الجهات المعنية لها أن تتخذ التدابير لتجهيز أماكن العبادة والصلاة بأحدث الوسائل المتوفرة لرصد أي أعمال إرهابية لأعداء الإنسانية، مع إعادة فتح بيوت الله (المساجد) للتعلم والقراءة عن دين الله والتعريف بوسطية وتسامح الإسلام وعدم إغلاقها بعد الصلاة، وأكد الدكتور إبراهيم صلاح الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر ـ عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر - أن ما حدث في بيوت الله مؤلم جداً وللأسف يأتي باسم الإسلام؟ كيف يعقل أن تراق الدماء في المساجد باسم دين السلام؟ وهل باسم الإسلام تفجر بيوت الله؟ وواصل الهدهد متسائلاً : وهل يجوز شرعا تفجير دور العبادة أيا كان مذهب من فيها؟ والله إن رسول الله لبريء من هذا كله، ودين الإسلام بريء من هذا كله، مستشهداً بأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما دخل مكة فاتحاً ماذا فعل مع من طردوه وآذوه، وهم كفار، ظاهروه بالعداوة والحروب، إنه أعلن الأمان لمن دخل الكعبة فكيف يأمن الكافر بمجرد دخوله الكعبة، ولا يأمن المسلم في بيت الله؟ كيف يعقل إرهاب من احتمى ببيت الله وفرغ فيه لعبادة الله؟، إن ما حدث أمر عظيم ضد دين الإسلام، وتشويه فظيع لصورة الإسلام، وأكد الهدهد أن ما حدث هو أفظع أنواع الظلم لأنه يترتب عليه خوف الناس من الذهاب إلى بيوت الله التي هي ملاذ للعباد وحمى لهم ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم)، وأشار الهدهد إلى أن آخر ما وصل إليه الظلاميون وأعداء الإسلام هو تفجير بيوت الله وقتل المصلين فيها تحت ذريعة الحفاظ على الإسلام، واستشهد نائب رئيس جامعة الأزهر بالحديث الشريف: (إن بيوتي في الأرض المساجد وإن زواري فيها عمارها فحق على المزور أن يكرم زائره)، وأكد الهدهد أن مسؤولية تأمين المساجد مشتركة بين جميع أفراد المجتمع، وذلك عبر قيام كل شخص بدوره كاملا في إبلاغ الجهات الأمنية عن أي تصرف مشبوه، مطالبين المسلمين بمواصلة ارتياد المساجد ليكون رداً قوياً على هذه التصرفات التي تظلم وتشوه صورة الإسلام. وأكد الهدهد أنه لا بأس أن تقوم الدولة والجهات المسؤولة فيها بتثبيت كاميرات مراقبة، وذلك لسرعة التصرف عند توقع أي مكروه، فكل ما يؤدي إلى عمارة المساجد وتأمينها هو أمر مشروع، وينبغي توعية أفراد المجتمع بدورهم في حماية بيوت الله، وإعلان الأرقام الهاتفية التي يبلغون عن حالات الاشتباه عن طريقها، وليس هذا من باب التجسس شرعا، وإنما هو حماية لبيوت الله، خلاصة القول إن المجتمع كله مسؤول عن حماية بيوت الله. ولفتت الدكتورة بشرى العلام الأستاذة في جامعة محمد الخامس المغربية، إلى قول المولى عز وجل: «وخذوا حذركم»، ولأن الأمة المحمدية في مشارق الأرض ومغاربها باتت تعيش لحظات عصيبة تنتهك فيها حرمة الدماء في أقدس الأماكن وأطهرها «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها»، فقد أصبح لازماً وواجباً ومتعيناً، واتباعاً للحق جل وعلا الحفاظ على حرمة الأنفس وصونها، باتخاذ التدابير المطلوبة لتأمين أماكن الطُهر والصلاة بأحدث الوسائل لرصد أعمال مجرمي الإنسانية اليوم. وأشار العلام إلى أن المجتمع المدني عليه دور كبير في برامج التوعية ضد الإرهاب وأفكاره الهدامة والتي تشوه سماحة الإسلام، كيف يعقل أن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة ما تقوم به التنظيمات الإرهابية من زرع للأفكار الهدامة في عقول شبابنا في مختلف البلدان العربية. من جانبها دعت الدكتورة فاطمة الزهراء محمد حسن مدرس الحديث - جامعة الأزهر، إلى الضرب بيد من حديد على الإرهابيين ومن يمولهم ليكونوا عبرة لغيرهم، ونشر قصص الصالحين وحياة السلف الصالح للاعتبار، و إنشاء مواقع للتواصل الاجتماعي لعدد من العلماء المعروفين بالوسطية من أجل المحافظة على الشباب وتثقيفهم بوسطية وتسامح الدين الإسلامي، والتركيز على الطبقات الفقيرة ونشر العلم فيها والوعي الصحي ومعالجة المرضى وتدريب الشباب، لأن هذه البيئة المحرومة من الحقوق الإنسانية ما هي إلا معامل تفريخ للإرهاب والعنف والجرائم. وحددت الدكتورة فاطمه الزهراء عدداً من الآليات التي تساهم في علاج الإرهاب، إصلاح حال الأسرة المسلمة بإشعار جميع الأطراف بالمسؤولية الكاملة عن الأحداث الراهنة، وشغل وقت الإجازات الصيفية بالدورات التعليمية المجانية والمهارات الرياضية لاستقطاب الشباب، وعدم إغفال دور المدرسة والمدرس وأثرهما في الجيل الجديد، وإعادة الترابط بين أفراد الأسرة بإعلان جائزة الأسرة المثالية، والابتعاد عن التقليد الأعمى لشباب الغرب ونشر قصص شباب الصحابة والتابعين، وإعادة فتح بيوت الله (المساجد) للتعلم والقراءة عن دين الله وعدم إغلاقها بعد الصلاة، والاستعانة بالكاميرات في المساجد لتساهم في منع الإرهاب فيها بإذن الله. على الصعيد ذاته طالب مواطنون ومقيمون الجهات المسؤولة بوضع كاميرات مراقبة في المساجد والأماكن العامة وذلك بعد وقوع الحادث الإرهابي في أحد مساجد الكويت يوم الجمعة الماضي، مؤكدين أن هذه الكاميرات تساهم في تأمين المساجد من أي عبث حتى وإن كانت بعيداً عن استهداف تلك العناصر، وشدد المواطنون والمقيمون على أن ما حققته الدولة من سمعة عالمية مرموقة جاء نتيجة للعديد من العوامل التي يبرز عنصر الأمن والطمأنينة في مقدمتها. وقال المواطن خليفة المهيري إن جميع الأهالي والمقيمين على أرض الدولة يشعرون بالأمان الذي تحظى به دولتنا منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا وهو ما انعكس إيجابياً على السمعة المرموقة للدولة عالمياً، لافتاً إلى أنه في ظل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة ووصول الأيادي العابثة لبعض دول المنطقة باتت الحاجة ملحة لتأمين المساجد والمنشآت العامة وكذلك الأماكن العامة ليس من باب الخوف من تلك الفئات الضالة التي أثبتت بجريمتها الأخيرة في على أحد مساجد الكويت مدى التغرير بعناصرها من قبل بعض قيادات تلك المجموعات الإرهابية التي تستبيح الدماء دون وعي، مشيراً إلى أن هناك حاجة ماسة اليوم لمراقبة جميع المنشآت بما فيها المساجد مع ضرورة وضع أجهزة تكشف وجود أي أسلحة غريبة يحملها أي شخص. وقال أحمد الخنبولي الشحي إن مراقبة المساجد مطلب مهم وهناك العديد من الدول تراقب المساجد اليوم بكاميرات متطورة ليس خوفاً من ارتكاب أعمال إجرامية بها بل لحمايتها من العبث والسرقة أيضاً، مشيراً إلى أن الإمارات هي أكثر دول العالم أماناً وهذا لم يأت من فراغ بل نتيجة لعمل الأجهزة الأمنية بالتعاون مع الأهالي والمقيمين الذين ما أحضر غالبيتهم أسرته للعيش في ربوع الإمارات إلا بعد إحساسه بالأمن. إلى ذلك قال نواف الشحي إن الأمن ليس مسؤولية تقوم بها وزارة الداخلية فقط، بل هو حالة عامة تشارك فيها جميع الجهات والأفراد، حتى يتسنى تجنب المخاطر التي بدأت تقترب من جميع دول المنطقة، مشيراً إلى أن مراقبة جميع المنشآت أمر ضروري ملح في الوقت الحالي لمواجهة أي تهديدات يمكن أن تعكر صفو الأمن، مشدداً على أن الإمارات شعباً وقيادة صف واحد في وجه أي تهديدات. وقال سالم الزعابي إن كاميرات المراقبة موجودة في معظم مساجد الدول الإسلامية وفي المسجد الحرام على وجه الخصوص هناك رقابة على مدار الساعة، ووجود مثل هذه الكاميرات يضمن تأمين المساجد وعدم العبث بها، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية في الإمارات تبذل قصارى جهدها لتحقيق أعلى مستويات الأمن والأمان. وأوضح مبارك عبد القادر أن الرقابة على المساجد وغيرها من المنشآت مطلب أمني ضروري ومهم في صد أي استهداف للإرهابيين لدور العبادة في الدول الشقيقة، مشيراً إلى أن الإمارات من أوائل الدول استخداماً للتقنيات المتطورة في عمليات التأمين، ووضع الكاميرات لتأمين المساجد أمر ضروري ولا ينبغي أن يقتصر على المساجد فقط بل لابد أن يشمل جميع المنشآت الأخرى. وأشار عرفان سليمان إلى أن الكاميرات يجب أن تشمل مواقف المساجد أيضاً كونها أصبحت مستهدفة من قبل بعض اللصوص بعد تسجيل سرقات سيارات ببعض المناطق، مشيراً إلى أن الإمارات ستظل واجهة الأمن والأمان مهما حاولت تلك العناصر الإجرامية من النيل منها أو التهديد بتنفيذ أعمال إجرامية. أما أحمد عبد الله فيرى أن هناك تأخرا في تركيب هذه الكاميرات، أسوة بالبنايات السكنية التي تم إلزامها في السابق، لافتاً إلى أن عملية تركيب هذه الكاميرات وربطها مع الجهات المسؤولة تساعد الجهات الأمنية في الوصول إلى أي مجرم يحاول العبث بأمن المساجد، كما أنها تساهم في الوصول بسرعة لمن يحاول سرقة الصناديق الخيرية التي توجد بمعظم المساجد. فيما أكد أحمد شاهين على أن تحقيق الأمن يكون بالتلاحم بين جميع أفراد المجتمع الذين يعيشون على أرض الدولة سواء كانوا مواطنين أو مقيمين بالطريقة المناسبة التي تحفظ هذا الأمن، لافتاً إلى أنه في معظم دول العالم المتقدمة تتم مراقبة الطرق والشوارع الرئيسية وكذلك المنشآت المهمة لمنع وصول أيدي العابثين لها. فيما أكد خالد فوزي أن تركيب كاميرات المراقبة على المساجد أمر مهم ومطلب احترازي يجب أن يتم العمل فيه بشكل فوري إلى جانب وضع الأجهزة المتطورة التي تكشف عن حمل أي شخص لأي نوع من الأسلحة والمتفجرات. بث روح المحبة قال فضيلة الشيخ عمر الخطيب الأستاذ بدار المصطفى باليمن «كل وسيلة يمكن أن تكون سبباً في منع وقوع هذه التفجيرات الإرهابية أو تقليلها ينبغي استعمالها والاستفادة منها بضوابط الشرع الشريف والهدي النبوي من خلال الاهتمام بكاميرات المراقبة داخل المسجد وخارجه، وبث روح المحبة والسلام بين أهل الإسلام وفتح المجال في جميع وسائل الإعلام والإبلاغ للعلماء الوسطيين وأهل الاتزان في الطرح. وأشار الخطيب إلى إيجاد روح التعاون والتعاضد بين جميع طوائف الإسلام والجهات المختصة للوقوف صفاً واحداً ضد الإرهاب، وضرورة المسارعة بالإبلاغ عن الحالات المشتبهة بسرية تامة، ومتابعة المناهج المدرسية وإضافة مواد عن وسطية وتسامح الإسلام. كما دعى الخطيب إلى نشر الوعي الديني الوسطي في أوساط المواطنين والمقيمين وفتح المجالات له وتضييق الخناق على الطرح المثير حتى لا يصير له وجود بين الناس، ولفت إلى ضرورة التعاون مع الجهات المختصة، وعدم التردد في الإبلاغ عن الحالات المشتبهة، ومن المهم وجود معالم دينية تجمع بين العلم والتربية على الأخلاق يفرغ فيه الراغب في التفرغ للدين همته وطاقته واختيار مناهج وسطية فيها ومدرسين من أهل الاتزان في العلم والنظر. الأمن مسؤولية الجميع يرى هاني فوزي مقيم ويعمل محامياً أن حماية الأمن مسؤولية مجتمعية وأية محاولة للعبث به هو جريمة تعاقب عليها القوانين بأشد العقوبات لافتاً إلى أن قانون الإرهاب الأخير جاء في الوقت المناسب للضرب بيد من حديد على كل من يفكر في العبث بأمن البلاد، مشيراً إلى أن تحقيق الأمن بالصورة والطريقة التي تراها الأجهزة الأمنية، فإن كانت هناك حاجة لمراقبة المساجد فيجب اتخاذ جميع الأساليب الممكنة لذلك بما في ذلك تركيب أجهزة الرقابة، وأجهزة كشف المتفجرات وغيرها، مشيراً إلى ضرورة تشديد القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب والمراقبة الجيدة لمنع تسلل هذه العناصر للمجتمع ومكافحة الأفكار الهدامة ضمانة أساسية لاستمرار هذه الحالة الأمنية التي يتمتع بها جميع افراد المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©