من المتوقع أن يكون أكثر من مليون من مشجعي كرة القدم قد توجهوا إلى ألمانيا لمتابعة مباريات كأس العالم في ألمانيا مع انتهاء فعالياتها في برلين في التاسع من يوليو القادم· وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من هؤلاء يركزون تحديدا على الملاعب الخضراء فإن أعدادا كبيرة تستغل الوقت بين المباريات لزيارة أشهر المعالم السياحية الالمانية·
وتشهد الحركة المرورية ازدحاما شديدا يوميا حول نقطة تفتيش شارلي في برلين هذا المانع الاسطوري الذي كان يشكل المعبر الرئيسي بين القطاع الامريكي وبرلين الشرقية حتى سقوط السور عام 9891 طوابير طويلة من السياح تصطف دون كلل في انتظار دخول ''هاوس أند شيك بوينت شارلي'' وهو عبارة عن متحف عن السور
وأولئك الذين حاولوا عبوره· جماعات من مشجعي كرة القدم بألوانهم القومية يزحمون الارصفة فيما يثرثر المرشدون السياحيون باللغات الانجليزية والسويدية والالمانية والفرنسية وهم يشرحون خلفية الموقع·
تقول شيرلي فيلدز من ليدز بانجلترا والتي جاءت إلى ألمانيا لمدة أسبوعين لمتابعة فريقها ''من المهم أن أحضر وأن أرى معالم برلين· والدي خدم هنا في القوات المسلحة لذا فإن الامر يعني لي شخصيا الكثير''·
ويقول ديفيد ماير من نيويورك وهو يتفحص منضدة صفت عليها هدايا تذكارية تشتمل قبعات من الفراء على الطريقة الروسية ''إنه لامر مثير''· واستطرد ''الناس تنتقدنا نتيجة ما نفعل في العراق ولكن علينا ألا ننسى ماذا فعلت أمريكا من أجل أوروبا في الحرب العالمية الثانية ولفترة طويلة بعد ذلك أيضا''·
ويقول المرشد السياحي بيتر لينك إن الموجات المتوقعة من السياح تأخرت في الوصول بيد أنه بعد أسبوع من انطلاق المباريات بدأ الزحف بقوة· وأضاف فور وصولهم تكون كرة القدم أولا وثانيا وثالثا شغلهم الشاغل· بيد أنه بعد أيام قلائل يهدأون ومن ثم يدركون أن الحياة تعني ما هو أكبر من مجرد كرة بيضاء صغيرة''·
وعلى طول الطريق يشغل معلم الهولوكست بناية كاملة بوسط برلين على مرمى حجر من بوابة براندنبرج· كما يوجد بالمنطقة لوحة تذكارية جديدة تخلد الموقع الاخير لهتلر في مخبئه الشهير·
واحتشدت مجموعة من السياح متعددة الجنسيات أمام اللوحة التي تضم خريطة ملونة للقلعة الموجودة تحت الارض بينما يصف مرشد مولود في بريطانيا الموقف الاخير في حياة هتلر· ويقول المرشد مشيرا إلى سيارة فولكس فاجن رمادية اللون تقف في ساحة انتظار سيارات لبناية تعود لحقبة الثمانينات بناها نظام ألمانيا الشرقية السابق ''تناول هتلر حبة من السيانيد ثم أطلق النار على نفسه ومن المحتمل أن هذا حدث هناك حيث تقف هذه السيارة''·
ثمة مجموعة أخرى تصطف عند مدخل المعرض الموجود تحت الارض بنصب الهولوكست وهو بناء داكن اللون مؤلف من 1172 كتلة خرسانية ضخمة أقيمت على قاعدة مساحتها 31 ألف متر مربع·
ويقول منتقدو النصب أن وضعه في وسط المدينة محاطا بالمطاعم والحانات والمحال السياحية يستهين بجلال المكان·
يقول كريستيان كستنر 91 عاما الذي يزور برلين قادما من هامبورج لمشاهدة الفريق الوطني الالماني في مباراتـــــــــه ضد الاكـــــوادور ''كان من المهم بالنسبة لي أن آتي إلى هنا· إنني أشجع الفريق الالماني بقوة ولكن الامور نسبية من حيث الاهمية·
عدد اليوم
