مسيرات وكرنفالات وحفلات رقص وشواء في شوارع دورتموند
كرة القدم داخل الملعب مع مهارات كاكا وإبداعات رونالدينيو وسحر روبينيو وقوة روبرتو كارلوس وأهداف رونالدو لها طعم مختلف تماما لأنها تضيف لكرة القدم مذاقا خاصا عندما تتوهج تلك المجموعة من المواهب وترسم لوحات فنية على ارض الملعب·
والحياة خارج الملعب مع جماهير السامبا تبدو أجمل في المدن والشوارع التي يقومون باحتلالها قبل وبعد مباريات البرازيل كما حدث ذلك في برلين مع المباراة الأولى أمام كرواتيا ،وفي ميونخ مع المباراة الثانية أمام استراليا ،وأمس الأول كان الموعد في دورتموند مع المباراة الأخيرة في الدور الأول أمام اليابان ·
بين محطة القطار والاستاد خمسة كليو مترات جعلت منها جماهير البرازيل مسيرة احتفالية مثل التي نشاهدها في كرنفالات ريو دي جانيرو ما بين الغناء والرقص على إيقاعات السامبا ،رجال وسيدات وأطفال ،وتحولت الشوارع القريبة من الاستاد إلى مناطق من البرازيل وإذا كنت تشاهد تلك المسيرات لأول مرة ستتخيل على الفور إنك فوق شواطئ كوباكابانا الشهيرة في ريو دي جانيرو وليس في إحدى المدن الألمانية ·
سيدة عجوز تجاوزت الستين من العمر ترتدي فانلة بيضاء تحمل فوق ظهرها اسم البرازيل تقوم بشواء السجق لأولادها الذين انشغلوا في الرقص وبجوارها أكوام من الحقائب بداخلها المشروبات والملابس وكل احتياجات '' الحفلة '' ·
نعم لأن كل مباراة للبرازيل هى بمثابة حفلة للجماهير لا تمر في صمت ،فالموضوع أكبر بكثير من مجرد التواجد في المدرجات والحضور قبل موعد البداية بساعة أو اثنتين ،ولكن هؤلاء يبدؤون '' حفلة المباراة '' من بداية اليوم ·
وفي مشهد آخر تجد مجموعة من الشباب يحملون الآلات الموسيقية من جيتار وطبول ومزامير ويواصلون العزف والرقص ،وعندما تتحرك إلى مكان آخر تجد شبابا وفتيات يضعون على الأرض جهاز كاسيت ضخما تصدر منه موسيقي السامبا ولا تجذب تلك الموسيقي كل من يرتدي اللون الأصفر فقط بل تجذب جماهير الفرق الأخرى ،وليس غريبا أن تشاهد قبل المباراة جماهير اليابان ترقص مع البرازيل·
إنها الحفلة التي يحب أن يشارك فيها الجميع ،وفي كأس العالم الانتماء وتشجيع الوطن شيء وعشق السامبا شيئ آخر ،حتى عند الخسارة لا أحد يكره البرازيل لأنه الفريق الوحيد في العالم الذي اتفق عليه الجميع لأنه الأكثر بطولات ومواهب ومصدر السعادة في كرة القدم حتى وإن لم يقدم كل ما لديه فالجميع يلتمس له مليون عذر ·
تذكرة
ولأن حفلة البرازيل من الصعب أن تمر دون المشاركة فيها ،فتجد في محطة القطار الرئيسية في دورتموند وعلى ابواب الاستاد وفي الشوارع عشرات الأشخاص يحملون لافتات كتب عليها :'' أريد تذكرة للمباراة '' ··'' تذكرة لمباراة البرازيل مع اليابان ''
هؤلاء الأشخاص لديهم استعداد لدفع خمسة أضعاف الثمن من أجل المشاركة في الحفلة داخل أو خارج الملعب ولذلك تجد تجار السوق السوداء يصطادون هؤلاء ويبيعون لهم في الخفاء وعندما حاولت التقاط صورة لأحدهم أثناء عملية البيع أسرع واخفى التذاكر داخل حقيبته ''
رونالدو على الباب
جماهير اليابان عرفت كرة القدم حديثا ،ولكنها سريعا ما توغلت داخل دمائها ،وقدم أصحاب العيون الضيقة والبشرة الصفراء طرقا جديدة في التشجيع ونجحوا في خطف الأنظار في المدرجات سواء بألوان الوجه أو ملابس السامواري أو الطبول الضخمة التي يصطحبونها معهم ·
وعند مدخل الاستاد قام مجموعة من الشباب والفتيات بتعليق دمية على شكل دجاجة ترتدي فانلة البرازيل رقم 9 من قدميها فوق مقصلة أعدت بجوار الأشجار،ودمية أخرى على شكل فتاة ترتدي فانلة مكتوب عليها '' البرازيل '' ورأسها لأسفل ووضعوا بجوارها علم اليابان وعندما سألت أحدهم قال :'' سوف نذبح رونالدو اليوم مثل الدجاجة ونهزم البرازيل ''·
والطريف أن الشاب الذي كان يقول هذا الكلام ويتوعد بغضب كان يسير بجواره صديقه يرتدي فانلة منتخب بلاده عليها اسم ناكامورا ويحمل حقيبة يطل منها علم البرازيل ·
فاليابانيون رغم عشقهم الشديد لبلادهم ورغبتهم في الفوز إلا أنهم أيضا يعشقون الكرة البرازيلية ليس فقط لأن مدربهم برازيلي وهو زيكو ولكن لأنهم مثل كل العالم يحبون الكرة الجميلة ،ورغم الخسارة الأربعة خرجوا سعداء يحتفلون بانتصار البرازيل ·
بينما ظلت جماهير البرازيل تهتف '' أكسا يا برلين '' وكلمة أكسا بالبرتغالية تعني الرقم 6 أى انهم في الطريق للفوز باللقب السادس في برلين ·
عدد اليوم
