الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صيد تحفر الخشب وتمنحه روحاً ورسالة

صيد تحفر الخشب وتمنحه روحاً ورسالة
30 سبتمبر 2010 21:52
يتفنن معلمو الحفر على الخشب، ويتمركز معظمهم في شوارع صيدا وأحيائها الداخلية، في تشكيل قطع فنية منه. ويتخذون من أزفتها دكاكين صغيرة لينشروا من خلالها روائع الفن والذوق. والحفر على الخشب يمتاز بجماليات قلما تجدها في مهنة أخرى، حيث تتحول قطع الخشب إلى تصاميم وتحف حرفية، يتجسد فيها التراث اللبناني بكل أنواعه، مع إضافات من المجسمات والأشكال التي تعبق فيها تصاميم للقدس وخريطة فلسطين ومآذن الأقصى. احتراف وولع يعد طريف إبراهيم من أشهر محترفي هذه المهنة، إذ يعرفه القاصي والداني في صيدا، ويعمل في محترف أنشأه في المدينة عام 1990، لتتحول هوايته إلى احتراف وولع، حيث سافر إلى ألمانيا للالتحاق بدورة مهنية في “الحفر على الخشب” ثم الديكور، ودامت الدورة عامين ليعود إلى لبنان، وتحديداً إلى صيدا لاحتراف هذا الفن من المنزل، لعدم القدرة على فتح محترف خاص به. وعن أسرار الحفر على الخشب، والبدايات الحقيقية لمسيرة الاحتراف، يقول إبراهيم “بعد افتتاح محترف مهنة الحفر على الخشب في مدينة صيدا، انتقلت إلى “بناية المرجان” ثم إلى “سنتر الزعتري”، حيث أنشأت محترف “ركن التراث” لمزاولة هذه الهواية التي تجري في دمي وقلبي، وهذا ما زادني في التعلق بها، بل في تطوير الحرفة، فالأعمال التراثية والفنية حولتها إلى تحف ولوحات نادرة وقيمة، وأضفت عليها كل ما يتعلق بالتاريخ العربي والإسلامي، من آيات قرآنية ولفظ الجلالة، وكل المعالم التي تجد فيها التراث اللبناني من قلاع وأرز وهياكل أثرية، عدا المجسمات التي تدل وترمز إلى فلسطين والقدس والأقصى وشجر الزيتون، وأضفت أخيراً لوحات توضع على المكتب وتحوي عبارات الاسم والصفة مشغولة بطريقة لوحات مزخرفة”. وعن آماله وتطلعاته، يبين: “أتمنى دوام هذه المهنة التي تعبق بالتراث والأصالة، وأرجو (غرس) هذه الحرفة في الأجيال الصاعدة عبر معاهد خاصة تهتم بتدريسها من أجل المحافظة على التراث”. حول المهنة ومردودها المالي وقوت العيال والعمال، يقول إبراهيم: “الحفر على الخشب مهنة ليست فقط لتأمين قوت الحياة، وإن كان لا مردود مادياً لي غير هذه الحرفة، بل إن الأهمية الكبرى تبرز في الحفاظ على هذا التراث، مهما كانت الصعوبات والعراقيل التي تصادفنا من بعض المؤسسات والنقابات، الذين لم يعطوا هذه المهنة الاهتمام الكافي والرعاية الكاملة، إن كان لناحية حقوق محترفي (الصنعة) وإيجاد الوسائل المتاحة لإقامة المعارض الحرفية والتراثية داخل وخارج لبنان، عبر التشجيع المعنوي الذي يساهم في نشر الحضارة في هذا الفن الراقي، أو لناحية سن القوانين التي تساعد في تسهيلات تصدير الإنتاج اللبناني إلى الخارج، خصوصاً أن الأعمال الحرفية اللبنانية معروفة بجودتها وقيمتها والمهارة اليدوية التي تميزها عن غيرها من الأشغال”. وعن أسعار المشغولات، يقول إبراهيم: “الإقبال جيد على أشغالنا اليدوية، وطلبات الزبائن نلبيها بسرعة، فاللبنانيون يحرصون على تزيين منزلهم ومكتبهم ببعض اللوحات الفنية التي ترمز إلى هذه الحرفة، تعبيراً عن التمسك بالتراث والانتماء والأصالة، أما لناحية الأسعار فهي متوافرة وليست باهظة، والأسعار تبدأ من 15 ألف ليرة وصولاً إلى 125 ألفاً، ومعروضاتنا تباع بالجملة إلى المحال التجارية، وبالمفرق للزبائن العاديين”. وحول مواسم البيع والشراء، ومناسبات رواج هذه المهنة، يقول: “يزداد الإقبال في المناسبات والأعياد، مثل الاستقلال والجيش والأم والحب، وأيضاً نشهد بعض الرواج في موسم السياحة والاصطياف، وفي محطات انعقاد المؤتمرات والندوات، حيث يعود المشاركون إلى بلادهم وهم محملون بهدايا وتذكارات لبنانية تعبر عن التراث والتاريخ”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©