الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ماء زمزم» شراب وطعام ودواء

«ماء زمزم» شراب وطعام ودواء
19 يوليو 2014 02:24
أحمد محمد (القاهرة) على الرغم من وجود الكثير من مصادر وينابيع مختلفة للمياه في مختلف بقاع الأرض، فإن ماء «زمزم» يعتبر خير ماء على وجه الأرض، وخروج بئر وسط صخور نارية ومتحولة شديدة التبلور، لا مسامية فيها، أمر ملفت للنظر، والذي هو أكبر من ذلك وأكثر أن تظل هذه البئر تتدفق بالماء الزلال على مدى أكثر من ثلاثة آلاف سنة على الرغم من طمرها وحفرها عدة مرات على فترات، ويبلغ معدل تدفقها حالياً بين11، 18.5 لتر في الثانية فهي بئر مباركة، في منبعه الأساسي سر غامض يعتبره علماء الجيولوجيا كنزاً كبيراً ربما يستحيل كشف رموزه إلى أن تقوم الساعة. وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «ماء زمزم لما شرب له»، وبقوله: «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام طعم وشفاء سقم»، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم في الإداري والقرب وكان يصب على المرضى ويسقيهم»، يعني أنه متعدد وكثير الفوائد وأن لكل إنسان نية في شربه لماء زمزم، وكأن شرب هذا الماء نوع من العبادة، وقال بعض العلماء، ماء زمزم سيد المياه، وأشرفها وأجلها قدرا، وأحبها إلى النفوس. سقيا الله وجاء في كتاب «فيض القدير» في شرح حديث، «ماء زمزم لما شرب له»، أنه سقيا الله وغياثه لولد خليله، فبقى غياثاً لمن بعده، فمن شربه بإخلاص وجد ذلك الغوث، وقد شربه جمع من العلماء لمطالب فنالوها، وذكر ابن القيم في كتاب «زاد المعاد»، وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أموراً عجيبة، واستشفيت به عدة أمراض فبرئت بإذن الله، وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريباً من نصف الشهر أو الأكثر ولا يجد جوعاً. وذكر الشوكاني في «نيل الأوطار»، في الحديث دليل على أن ماء زمزم ينفع الشارب لأي أمر شربه لأجله، سواء كان في أمور الدنيا أو الآخرة، لأن في قوله «ما شرب له» من صيغ العموم، وقد دونت في زماننا أحداثاً كثيرة برئ فيه أعداد من المرضى بأمراض مستعصية بمداومتهم على الارتواء من ماء زمزم. وأكدت دراسة أجراها معهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس بمصر، تفرد ماء زمزم بخصائص مختلفة عن أنواع المياه في العالم، فهو حلو الطعم، رغم زيادة أملاحه الكلية، وأنه لا يتعفن ولا يتغير طعمه أو لونه أو رائحته، وأنه في هذا مثل عسل النحل، الذي لا يتأثر بتعرضه للجو، مختلفاً في ذلك عمّا يحدث لجميع أنواع المياه الأخرى مثل الأنهار، والبحار، والأمطار، والمياه الجوفية، ويرجع ذلك إلى مكوناته الكيميائية، التي تمنع نشاط الجراثيم والبكتيريا والفطريات. وأثبتت الدراسات العلمية التي أجريت على ماء زمزم أنه متميز في صفاته الطبيعية والكيميائية، غني بالعناصر والمركبات الكيميائية النافعة، ولم يعرف مصدر المياه المتدفقة إلى بئر زمزم إلا بعد حفر الأنفاق حول مكة المكرمة، حين تلاحظ تدفق المياه بغزارة في تلك الأنفاق من تشققات شعرية دقيقة، تمتد لمسافات هائلة بعيداً عن مكة المكرمة وفي جميع الاتجاهات من حولها، وهذا يؤكد قول المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنها نتجت عن طرقة شديدة، قال: «هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل»، والهزمة، الطرقة الشديدة. معجز الاستشفاء والاستشفاء بماء زمزم خصوصية ومعجزة، لأنه ثبت أنه شفاء من كل داء بإذن الله، والذين تعافوا واستشفوا بماء زمزم كثيرون لا حصر لهم ومن كل أنحاء العالم والجنسيات من المؤمنين بالشفاء به. إن هذه البئر العظيمة لم تنضب أبداً منذ ظهرت للوجود بل على العكس فهي تمدنا بالمزيد من الماء ومن ذهب لبيت الله الحرام سيدهش من كثرتها وكفايتها لجميع الحجاج، وهو لا يزال يحتفظ بنفس نسب مكوناته من الأملاح والمعادن منذ أن ظهر للوجود، كما يتميز ماء زمزم بوفرته رغم كثرة زوار بيت الله الحرام، إذ بلغ متوسط المستهلك منه في يوم واحد نحو عشرة آلاف متر مكعب في الساعة. وإضافة لصلاحيته للشرب لجميع الحجاج من جميع أنحاء العالم، فلم يحدث أن اشتكى مخلوق من أثر مياهه على صحته أو ما شابه ذلك، بل على العكس فهم دائماً ما يستمتعون بالمياه التي تنعشهم على الدوام. العناصر الكيميائية في «ماء زمزم» العناصر الكيميائية في ماء زمزم تشمل الصوديوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والماغنسيوم، والكبريتيات، والبيكربونات، والنترات، والفوسفات، والنشادر، وكل مركب من هذه المركبات له دوره في النشاط الحيوي لجسم الإنسان، وتعويض الناقص داخل الخلايا، والأكثر أهمية من ذلك أنه يحتوي على فلوريدات مضادة للجراثيم بشكل عالي الفعالية، فهو نقي طاهر ليس فيه أدنى شيء، لكن قد يحدث نوع من التلوث بعد ذلك في استعمال الآنية أو أنابيب المياه أو الدلو فيأتي التلوث من غيره، ومن خصوصية ماء زمزم أيضاً أنه دائماً يعطي ويفيض منذ آلاف السنين إلى اليوم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©