رأس الخيمة - صبحي بحيري:
تراجعت أسعار الأراضي السكنية والتجارية في رأس الخيمة بنسبة 40% خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي بعد فورة في السعر رفعت الأسعار نسبة تزيد على 100% خلال العام الماضي وباتت مكاتب العقارات وشركات بيع الأراضي أمام مهمة صعبة مع حلول فصل الصيف حيث يعرض المستثمرون أراضي سكنية وتجارية بالجملة للبيع لتعويض خسائر الأسهم وسداد التزامات بنكية·
فخلال العام الماضي شهدت إمارة رأس الخيمة إقبالاً على شراء الأراضي بصورة غير مسبوقة في جميع مناطق الإمارة، وأدى ذلك الى ارتفاع الأسعار بنسبة تعدت 200% في بعض المناطق وبلغت 300% في مناطق أخرى، ومع بداية شهور الصيف وفي ظل نزيف دائم لأسعار الأسهم في الأسواق المالية لم يجد صغار المستثمرين الذين اشتروا هذه الأراضي خلال العام الماضي إلا البيع الاضطراري لسداد مديونيات البنوك وتعويض خسائر الأسهم التي بلغت 423 مليار درهم خلال عام، كما يقول عمر ابراهيم، الذي يؤكد أن القيمة السوقية كانت تريليون درهم في يونيو الماضي واليوم وصلت الى 577 مليار درهم فقط·
ويقول عمر خلال العام الماضي، وبعد افتتاح طريق الإمارات اشتريت قطع أراضي سكنية وتجارية في مناطق متعددة في رأس الخيمة وأعرضها الآن للبيع بسعر الشراء رغم أن أرباح الأراضي التي اشتريتها بلغت نهاية العام الماضي 50% الآن أعرضها للبيع بدون هذه الأرباح لسداد مديونيات البنك بعد تراجع أسعار الأسهم بالبورصة·
وما يقوله عمر يردده كثيرون في رأس الخيمة، فقد أدت الطفرة العمرانية في رأس الخيمة وارتفاع الطلب على بيع وشراء الأراضي الى افتتاح أكثر من 100 مكتب عقاري وبات في رأس الخيمة 256 مكتباً عقارياً الآن بعد أن كان عددها لا يتجاوز 50 مكتباً قبل عامين· ويقول أشرف حسن مدير بيت الخير للعقارات أحد أقدم مكاتب العقارات بالإمارة ما يشهده السوق الآن غير مبرر حيث زاد عدد قطع الأراضي المعروضة للبيع بصورة ملحوظة ويطلب ملاكها البيع بأي سعر لسداد التزامات للبنوك حيث إن معظم ملاك هذه الأراضي مستثمرون في الأسواق المالية·
وخلال الأسبوع الماضي شهدت رأس الخيمة أول معرض عقاري شاركت به العديد من المكاتب العقارية من داخل وخارج الإمارة وعرضت قطع أراضي تجارية وصناعية وسكنية بأسعار تقترب من أسعار عام 2004 ويقول مدير مؤسسة اليوسف العقارية إن المعرض يقدم عروضاً خاصة وهدايا وأسعار غير مسبوقة فالهدف هو تحريك السوق في محاولة لاستعادة حيويته بعد الركود الذي شهده خلال الأشهر الماضية بسبب أزمة الأسهم·
في المقابل يرى مستثمرون أن أسعار الأراضي في رأس الخيمة لم تتأثر بأزمة الأسهم ويقول راشد خليفة الحديث عن تراجع أسعار الأراضي في رأس الخيمة لا يمكن تطبيقه على جميع المناطق، فهناك أراض سكنية وتجارية ارتفعت أسعارها خلال هذا العام رغم زيادة المعروض· ويقول أملك قطعة أرض في إحدى المناطق المميزة في رأس الخيمة كان سعرها العام الماضي 900 ألف درهم، اليوم بلغ سعرها 1,5 مليون درهم، ويقول: هناك اضطراب في السوق بسبب الخسائر الكبيرة التي منيت بها أسواق الأسهم خلال هذا العام وهذا قد يضغط على قطاع الأراضي حيث يضطر المستثمرون الذين يملكون قطع أراضي الى بيعها لتعويض سداد التزامات ترتبت على خسائر الأسهم لكن في المقابل فإن مغريات شراء وتملك الأراضي في رأس الخيمة تظل كما هي بعد افتتاح طريق الإمارات وبدء مشروعات عملاقة في مجالات السياحة والاستثمار في الإمارة ولجوء مئات المستثمرين من الإمارات الأخرى في رأس الخيمة كل ذلك يدعم قطاع الأراضي الذي شهد طفرة سعرية خلال العام الماضي ومازالت مستمرة حتى الآن·
عدد اليوم
