الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد بن سعيد.. رؤيا منام تقوده للإسلام

خالد بن سعيد.. رؤيا منام تقوده للإسلام
19 يوليو 2014 02:34
أحمد مراد (القاهرة) خالد بن سعيد صحابي جليل، آمن برسالة الإسلام بقلبه وعقله، وقد أسلم مبكراً، حيث لم يسبقه إلى اعتناق الإسلام سوى ثلاثة أو أربعة رجال، وظل طوال حياته مخلصاً لدينه ورسوله، بدأ حياته الإسلامية برؤيا قادته للإسلام وانتهت باستشهاده في سبيل الله. هو خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يروى أنه ذات ليلة قام مفزوعاً من نومه، وهو يقول: أحلف بالله إنها لرؤيا حق. فلقى أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - فقال: إنني رأيت في منامي أني واقف على شفير نار عظيمة، وأبي يدفعني نحوها، ومحمد بن عبدالله يمنعني من أن أقع فيها، ويجذبني من ملابسي بيده اليمنى المباركة. فقال له أبو بكر رضي الله عنه: إنه لخير أريد لك، هذا رسول الله، وإنك ستتبعه في الإسلام الذي يحجزك من أن تقع في النار، وأبوك واقع فيها. لقاؤه مع الرسول وانطلق خالد يبحث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى وجده عند جبل بمكة يسمى أجياد، ثم سأله: يا محمد، إلى من تدعو؟ فقال الرسول: «أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وتخلع «تترك» ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع، ولا يدري من عَبَده ممن لم يعبده». فقال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، ففرح الرسول- صلى الله عليه وسلم- بإسلامه. ?وحين علم والده سعيد بإسلامه دعاه وقال له: أصحيح أنك اتبعت محمداً وأنت تسمعه يعيب آلهتنا؟. قال خالد: إنه والله لصادق، ولقد آمنت به واتبعته، وهنا انهال عليه أبوه ضرباً، ثم زج به في غرفة مظلمة من داره، حيث صار حبيسها، ثم راح يضنيه ويرهقه جوعاً وظمأ، وخالد يصرخ من وراء الباب: والله إنه لصادق، وإني به لمؤمن، وأخرجه والده إلى رمضاء «صحراء» مكة، ودسه بين حجارتها الملتهبة ثلاثة أيام لا يواريه فيها ظل، ولا يبلل شفتيه قطرة ماء، ثم يئس والده فأعاده إلى داره وراح يغريه ويرهبه وخالد صامد يقول لأبيه: لن أدع الإسلام لشيء، وسأحيا به وأموت عليه، وصاح سعيد: إذن فاذهب عني يا لُكَع، فواللات لأمنعنك القوت، فأجاب خالد: والله خير الرازقين. هجرته إلى الحبشة وعندما أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، كان خالد من أوائل من خرج إليها، ورزقه الله هناك بابنه سعيد وابنته أم خالد. ثم عاد خالد وهاجر إلى المدينة بعد فتح خيبر، وأقام بجوار رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وشاركه فتح مكة وحنين والطائف، وتبوك، ثم بعثه الرسول- صلى الله عليه وسلم- والياً على اليمن. وشاء الله تعالى أن يهدي إخوته إلى الإسلام، فأسلموا جميعاً، وشاركوا الرسول- صلى الله عليه وسلم - غزواته، ثم جعلهم أمراء على بعض البلاد. وبعد وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم- عاد خالد من اليمن إلى المدينة، وعلى الرغم من معرفته أبي بكر، فإنه كان من الجماعة التي ترى أحقية بني هاشم في الخلافة ولم يبايع أبا بكر، ولم يكرهه أبو بكر على ذلك، وإنما بقي على حبه وتقديره له، حتى جاء اليوم الذي غير فيه خالد رأيه فشق الصفوف في المسجد وأبو بكر على المنبر، فبايعه بيعة صادقة. حوار مع أبو بكر وذات مرة كان أبو بكر يسير الجيوش للشام، وعقد لخالد بن سعيد لواء، فيصير أحد أمراء الجيوش، إلا أن عمر بن الخطاب يعترض على ذلك، ويبلغ النبأ خالداً، فيقول: والله ما سرتنا ولايتكم، ولا ساءنا عزلكم، وسار الصديق- رضي الله عنه- إلى دار خالد معتذراً له ومفسراً له هذا التغيير. ويخيره مع من يكون من القادة مع عمرو بن العاص ابن عمه أو مع شرحبيل بن حسنة، فيجيب خالد: ابن عمي أحب إلى في قرابته، وشرحبيل أحب إلى في دينه، ثم يختار كتيبة شرحبيل، ودعا أبو بكر رضي الله عنه شرحبيل وقال له: انظر خالد بن سعيد. فاعرف له من الحق عليك، مثل ما كنت تحب أن يعرف من الحق لك، لو كنت مكانه، وكان مكانك انك لتعرف مكانته في الإسلام، وتعلم أن رسول الله توفى وهو له وال، ولقد كنت ولّيته ثم رأيت غير ذلك. وعسى أن يكون ذلك خيراً له في دينه، فما أغبط أحداً بالإمـارة وقد خيرته في أمراء الأجناد. فاختارك على ابن عمه، فإذا نزل بك أمر تحتاج فيه إلى رأي التقي الناصح، فليكن أول من تبدأ به أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وخالد بن سعيد ثالثاً، فإنك واجد عندهم نصحاً وخيراً، وإياك واستبداد الرأي دونهم، أو إخفاءه عنهم. وفي معركة مرج الصُفَر التي دارت بين المسلمين والروم، استشهد خالد بن سعيد، ورآه المسلمون مع الشهداء، فقالوا: اللهم ارض عن خالد بن سعيد، وكان ذلك سنة 14هـ في بداية خلافة عمر- رضي الله عنه-.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©