الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحمة الرسول شملت البشر والحجر

19 يوليو 2014 00:58
الرسول كان رؤوفاً رحيماً بكل فئات الناس، وكانت رحمته أكبر بالمستضعفين وصف الرسول- صلى الله عليه وسلم - نفسه بقوله «إنما أنا رحمة مهداة»، وقد اتصفت رحمته - صلى الله عليه وسلم - بطبيعة الدين الإسلامي من حيث عالميتها وشموليتها، فقد استمدت هذه الرحمة من طبيعة الإسلام الشمولية، فهي ليست رحمة للبشر فقط، ولكنها رحمة لكل الخلق والخليقة من بشر وحيوان وطير وجماد. ويقول د.محمد خليفة حسن - الباحث في الدراسات الإسلامية-: جاء النبي صلى الله عليه وسلم برسالة عالمية موجهة للبشرية جمعاء في كل زمان ومكان، وهذه العالمية استدعت بالضرورة أن تكون رحمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - للعالمين، وقد عكست سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه الشمولية في الرحمة، فوجدناه - صلى الله عليه وسلم - رؤوفاً رحيماً بكل فئات البشر من مسلمين وغير مسلمين وأغنياء وفقراء، وكانت رحمته أكبر بالفئات الضعيفة والمستضعفة من شيوخ ونساء وأرامل، وأطفال ويتامى، ومساكين وفقراء، وعبيد وإماء. الرحمة بالجيران كما اشتملت رحمته أهل بيته من زوجات وأبناء وبنات وأقارب، وامتدت رحمته إلى جيرانه من مسلمين وغير مسلمين، واهتم بالجار اهتماماً عظيماً حتى اعتقد أنه سيورثه، واهتم بصلة الرحم واعتبرها مصدراً للرزق حين قال: «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه».التراحم أساس قوة المجتمع ويضيف: حث الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - على تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، واعتبر هذا التراحم أساس قوة المجتمع، فقال صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً»، كذلك قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». ونهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن القنوط من رحمة الله تعالى، فقال: «إن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك». ومن شمولية رحمة الرسول- صلى الله عليه وسلم- أنها تجاوزت حدود البشر لكي تشتمل رحمته الحيوان والطير والجماد. رحمته بكل الكائنات وامتلأت سيرته بالأمثلة القوية على رحمته بكل الكائنات، ونهيه عن ممارسة القسوة مع الحيوان والطير، ووصاياه بحسن التعامل مع البيئة، وما فيها من نبات وجماد، وعبر عن حبه لهذه الكائنات ورحمته بها، فقال - صلى الله عليه وسلم - عن جبل أحد: «هذا جبل يحبنا ونحبه».كما عبر عن مشاعره تجاه الجماد والنبات ورحمته به وعطفه عليه كما ورد في الروايات الخاصة بحنين جذع الشجرة إليه وتهدئة الجذع وتسكينه بضمه واعتناقه واحتضانه شفقة به ورحمة. ويشير د.خليفة إلى أن الرفق مظهر من مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم، ومن أحاديثه التي تحض على الرفق بالبشر قوله: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه»، وقوله: «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله». والتيسير على الناس، ومن أشكال الرفق بالبشر قضاء حوائجهم رحمة بهم، والتيسير عليهم وسترهم، والتفريج عن كربهم وعدم التضييق على المعسرين منهم. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه».كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله»، (متفق عليه).وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء». وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: «ما صليت خلف إمام قط أخف صلاة ولا أتم صلاة من النبي صلى الله عليه وسلم». وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع بكاء الصبي خفف الصلاة حتى لا تفتتن أمه. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©