الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غضب أوروبي من التجسس الأميركي الواسع

غضب أوروبي من التجسس الأميركي الواسع
2 يوليو 2013 01:00
عواصم (وكالات) - عبرت أوروبا أمس عن غضبها الشديد ودهشتها بعد الكشف عن قيام الولايات المتحدة بالتجسس على الأوروبيين الذين هم حلفاؤها وشركاؤها الاستراتيجيون، ما دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يقوم بجولة أفريقية إلى الإعلان بأن واشنطن ستقدم للأوروبيين كل «المعلومات» التي يطالبون بها حول نشاطات التجسس الالكتروني المنسوبة إلى الاستخبارات الأميركية. وحذر الأوروبيون أمس من أن البرنامج الأميركي للتجسس الذي يستهدف أوروبا كلها سبب «فقدان ثقة» وقد يؤدي إلى «أزمة سياسية خطيرة». وأبدوا استعدادهم لمعاقبة هذا التصرف الذي اعتبروه غير مقبول. وطالب الاتحاد الأوروبي واشنطن أمس بتفسير لما ورد في تقرير نشرته مجلة دير شبيجل الألمانية يفيد بأن واشنطن تتجسس على الاتحاد مستخدما لهجة قوية بصورة غير معتادة مع أقرب حلفائه بشأن ما تردد عن أنشطة التجسس. وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية أمس الأول إن الاتحاد الأوروبي اتصل بالسلطات الأميركية في واشنطن وبروكسل بشأن تقرير دير شبيجل بأن وكالة الأمن القومي الأميركية تنصتت على مكاتب تابعة للاتحاد الأوروبي في واشنطن وبروكسل والأمم المتحدة. ومن المتوقع أن تبحث مسؤولة الشؤون خارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون مع وزير الخارجية الأميركي الموجود في قمة آسيان المنعقدة في بروناي مسألة التسريبات التي أطلقها عميل جهاز الأمن القومي الأميركي السابق ادوارد سنودن وزعم فيها أن واشنطن تجسست على مكاتب الاتحاد الأوروبي. وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للعدل فيفيان ريدنج «لا يمكننا أن نبحث في إقامة سوق كبيرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إذا كان هناك أي شك في أن شركاءنا يتجسسون على مكاتب المفاوضين الأوروبيين». وأمس، أفادت صحيفة الجارديان البريطانية نقلا عن وثائق حصلت عليها من المُسرِّب سنودن، بأن البعثات الدبلوماسية الفرنسية والإيطالية واليونانية في كل من واشنطن ونيويورك كانت من ضمن «الأهداف» الـ 38 التي تجسست عليها الاستخبارات الأميركية. وقالت الصحيفة على موقعها الالكتروني إن إحدى هذه الوثائق تفيد بأن أنشطة التجسس الالكتروني التي كانت تقوم بها الاستخبارات الأميركية كانت تستهدف سفارات هذه الدول الثلاث في واشنطن وبعثاتها الدبلوماسية لدى الأمم المتحدة في نيويورك.. كما راقبت إتصالات سفارات وبعثات كل من اليابان والمكسيك وكوريا الجنوبية والهند وتركيا. وتجسست وكالة الأمن القومي الأميركية بحسب الوثائق المسربة على اتصالات الكترونية عالمية في إطار برنامج «بريسم». ولم تعتمد فقط على ميكروفونات وضعت في مباني الاتحاد الأوروبي، بل إنها اخترقت أيضا شبكته المعلوماتية، مما أتاح لها قراءة الرسائل الالكترونية والوثائق الداخلية. وبحسب الجارديان فإن عملية التجسس على الاتحاد الأوروبي كان هدفها جمع أكبر قدر من المعلومات عن الخلافات بين دوله الأعضاء. وطلب الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أمس من الولايات المتحدة أن توقف «فورا» تجسسها على الاتحاد الأوروبي، وقال إن فـرنسا لا يمكن أن «تقبل بمثل هذه التصرفا». وأضاف أولاند على هامش زيارة إلى لوريان غربي البلاد «لا يمكن أن نقبل بهذا النوع من التصرف بين شركاء وحلفاء»، معتبرا أن «العناصر باتت متوافرة بما يكفي لكي نطلب توضيحات». وقال أولاند «نطلب التأكيد أو النفي. لا يمكننا أن نصدر أحكاما مسبقة». وأضاف «لا يمكن لفرنسا أن تجري مفاوضات أو تعاملات في كل المجالات إلا فور حصولنا على هذه الضمانات، ولكن هذا ينطبق أيضا على كل الاتحاد الأوروبي، كل شركاء الولايات المتحدة»، في إشارة إلى المفاوضات التي ستبدأ في يوليو بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول منطقة للتبادل الحر عبر الأطلسي. وأعلن أوباما من دار السلام في تنزانيا أمس أن الولايات المتحدة ستقدم لحلفائها الأوروبيين كل «المعلومات» التي يطالبون بها حول نشاطات التجسس الالكتروني على أوروبا والمنسوبة الى وكالة استخبارات أميركية. وأضاف اوباما أن واشنطن تواصل «درس» مضمون مقالات صحفية نقلت عن وثائق قدمها المستشار السابق لدى الاستخبارات الأميركية ادوارد سنودن، وهي «ستتواصل بالشكل المناسب مع حلفائها» بشأن هذه القضية. وأضاف اوباما «عندما سنحصل على جواب سنقدم كل المعلومات التي يريدها حلفاؤنا». وأضاف أوباما «هناك شيء ستواصل (الولايات المتحدة مع أجهزة استخباراتها) القيام به أي محاولة فهم العالم بشكل أفضل وفهم ما يجري في العواصم» مضيفا «أنهم يبحثون عن وجهات نظر من الداخل تتجاوز تلك الموجودة في المصادر المفتوحة». وقال اوباما أيضا «في العواصم الأوروبية هناك أشخاص يهتمون، إن لم يكن بما سأتناوله على الفطور، فعلى الأقل بما يمكن أن أقوله لزعمائهم». سنودن يطلب اللجوء إلى روسيا وبوتين يرفض تسليمه موسكو (أ ف ب) - أعلن مسؤول في الدوائر القنصلية الروسية أمس أن المستشار السابق في الاستخبارات الأميركية ادوارد سنودن الملاحق في الولايات المتحدة بتهمة التجسس والذي لا يزال عالقا في أحد مطارات موسكو، تقدم بطلب لجوء سياسي الى روسيا. وقال المسؤول القنصلي في مطار شيريميتييفو “أمس (الأحد) تقدمت المواطنة البريطانية ساره هاريسون من القسم القنصلي في المطار وسلمت طلب لجوء سياسي لسنودن” في روسيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أمس أن روسيا «لا تسلم أحدا على الإطلاق» إلا أنها قامت في السابق بعمليات تبادل، وذلك ردا على سؤال حول مصير المستشار الأميركي السابق لدى الاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن الموجود حاليا في مطار موسكو، والذي تطالب به واشنطن لتسريبه معلومات عن التجسس الأميركي بدأت تسبب أزمة في العلاقات بين أوروبا وأميركا. وقال بوتين في مؤتمر صحفي «إن روسيا لا تسلم أحدا على الإطلاق ولا تنوي فعل ذلك.. وفي أحسن الحالات أجرينا تبادلا بين عناصر من استخباراتنا الخارجية وأشخاص معتقلين ومحكومين في روسيا». وأضاف بوتين إن سنودن يمكن أن يبقى في روسيا إذا «توقف عن الإضرار» بالولايات المتحدة. وتابع الرئيس الروسي «إذا رغب في البقاء هنا فإن الشرط هو أن يتوقف عن أنشطته التي تهدف إلى الاضرار بشركائنا الأميركيين، ولا يهمني إن بدا مُستَغرَبا صدور ذلك مني». وأكد بوتين أن الاجهزة الروسية لا تعمل مع سنودن. وشدد على «أنه ليس عميلا لدينا ولا يتعاون معنا. وأضاف أن سنودن «لا يعتبر نفسه عميل أجهزة سرية، هو يعتبر نفسه مدافعا عن حقوق الانسان ومنشقا جديدا شبيها بساخاروف» في اشارة الى المنشق السوفياتي الشهير اندري ساخاروف. وسنودن عالق منذ اسبوع في مطار موسكو الذي وصل اليه اتيا من هونج كونج، بسبب الغاء واشنطن جواز سفره ومطالبتها بتسليمه. وكلف بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما رئيسي جهازي المخابرات «اف اس بي» و«أف بي آي» في البلدين بحل قضية ادوارد سنودن المستشار السابق لدى الاستخبارات الأميركية اللاجئ في مطار موسكو، حسبما أعلن أمس مسؤول روسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©