القاهرة (الاتحاد)- اقتحم متظاهرون مصريون أمس المقر الرئيسي لجماعة “الإخوان” في القاهرة إثر مواجهات دامية حصلت هناك مساء أمس الأول بين مؤيدين ومعارضين للرئيس محمد مرسي. وأضرمت النيران في المقر الواقع في حي المقطم جنوب القاهرة قبل أن يدخله المتظاهرون ويبدؤون برمي أغراض من النوافذ فيما حمل آخرون معهم قطع أثاث.
وتعرض المقر للاحتراق والاقتحام من قبل المتظاهرين، بعد فرار المجموعة التي كانت بداخله، وخلال هروبهم كثفت المجموعة التي كانت بداخله من إطلاق النيران، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا في محيط المقر إلى 12 قتيلا و45 مصابا تقريبا. وتمكن المتظاهرون من القبض على أحد أعضاء المجموعة واعتدوا عليه ثم سلموه إلى قسم شرطة المقطم.وقال مصدر أمني إن من بين المصابين ملازم أول من قوة قسم شرطة البساتين، مشيرا إلى انه أصيب بطلقات خرطوش بالوجه والرأس والصدر والذراع الأيسر، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. واتلف المعارضون جميع محتويات المقر فيما قام البعض بالاستيلاء على المنقولات والأجهزة الكهربائية والإلكترونية الموجودة داخل المقر.وقام عدد من المتظاهرين برفع علم مصر على المقر مرددين هتافات بإسقاط النظام.
وقام أحد المتظاهرين بخلع اللافتة الموجودة على باب مكتب النائب الأول للمرشد العام خيرت الشاطر، ونزل بها وسط المتظاهرين الذين رددوا هتافات مناهضة للجماعة.
وأكد حارس عقار مواجه للمقر ان “شباب الإخوان خرجوا من الباب الخلفي تحت ستار من اطلاق النار الكثيف”. ولم يكن أي تواجد لقوات الشرطة أثناء اقتحام المقر، وفي وقت لاحق وصلت قيادات أمنية من دون أن يصاحبها قوات “الأمن المركزي”.
واخرج المتظاهرون خوذا ودروعا وزجاجات تحتوي على “ماء نار” من المقر الذي تفحمت جدرانه. وقال شاب يدعى محمود وهو يمسك بجهاز تكييف مسروق من المقر “الإخوان خربوا البلد وهذا يبرر سرقتهم. هذه لحظة تاريخية”.
وانتقد محمد البلتاجي القيادي في حزب “الحرية والعدالة” تقاعس الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية عن حماية مقرات الإخوان في المحافظات وفي المقطم.
وأعلن محمد مصطفى حامد وزير الصحة ارتفاع حصيلة أحداث أمس الأول وحتى أمس بالقاهرة والمحافظات إلى 781 مصابا و20 حالة وفاة.وقال إن حالات الوفاة تتوزع على محافظات بني سويف والإسكندرية وكفر الشيخ والفيوم بمعدل حالة واحدة إضافة إلى 3 حالات وفاة في أسيوط و13 بالقاهرة منها حالة وفاة أمام قصر الاتحادية و12 أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم. وأكدت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة إدانتها الكاملة لكافة ممارسات العنف التي شهدتها بعض المحافظات المصرية مثل أسيوط وبني سويف وتعرض بسببها متظاهرون سلميون لإصابات وسقط بينهم عدد من الضحايا.
وأدانت الجبهة أعمال العنف التي شهدها محيط المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم ونتج عنها سقوط ضحايا من بين المحتجين وحرق المقر وتدمير محتوياته وهو ما ترفضه الجبهة جملة وتفصيلا.
وأهابت بالشعب المصري الذي خرج إلى الشوارع والميادين طالبا التغيير الديمقراطي والانتخابات الرئاسية المبكرة، الحفاظ على سلمية هذه الموجة الثورية والصمود في الشوارع والميادين حتى تتحقق مطالبه.
وأشاد قائد الحرس الجمهوري اللواء محمد زكي بدور قوات الحرس الجمهوري في تأمين قصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة أمس الأول والقيام بواجبها تجاه المتظاهرين السلميين على الرغم من الحشود الهائلة التي أحاطت بالقصر.
وقال إن قوات الحرس استطاعت القيام بواجبها على أكمل وجه في تأمين القصر الرئاسي والمنشآت الرئاسية بالتعاون مع المتظاهرين الذين التزموا أقصى درجات السلمية والتعبير عن آرائهم واعتصامهم أمام قصر الاتحادية من دون الإساءة لقوات الحرس أو انتهاك حرمة القصر.
وأشاد بالسلوك الحضاري للمتظاهرين وأفراد اللجان الشعبية الذين حافظوا على تأمين وسلمية التظاهر وكذلك المعتصمين الذين تواجدوا أمام قصر الاتحادية إدراكا منهم أن قوات الحرس الجمهوري تؤدي واجبها من دون أن يكون لها دور في الصراع السياسي الدائر حاليا.
إلى ذلك، قال مصدر عسكري امس انه تم إلقاء القبض على 15 حارسا شخصيا لخيرت الشاطر النائب العام لجماعة “الإخوان” أمام المقر الرئيسي للجماعة بالقاهرة واحالتهم للنيابة العسكرية. واكد المصدر العسكري “ألقى المتظاهرون والأهالي القبض على 15 حارسا شخصيا للشاطر”. وأضاف المصدر انه “جرى تسليم الحراس لقسم شرطة المقطم الذي سلمهم للنيابة العسكرية بتهمة حيازة أسلحة دون ترخيص”. وواضح المصدر ان “النيابة العسكرية تتولى التحقيق مع الحراس وكلهم مصريو الجنسية”.
وأعلن مصدر أمني مصري أن مباحث القاهرة ألقت القبض على سائق الشاطر من أمام منزله بمدينة نصر شرق القاهرة وبحوزته فرد خرطوش و4 طلقات فقط. وقال مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة إن السائق محمد عويس من محافظة الفيوم كان يقف مع زميله السائق محمد كمال من الفيوم أيضا، وقامت الشرطة بالقبض عليهما وتم تحرير محضر بقسم شرطة مدينة نصر أول.
ونقلت قناة الجزيرة عن أسرة الشاطر إن أفرادا من الشرطة أطلقوا النار على منزلها بحي مدينة نصر في شرق القاهرة، لكن مصدرا أمنيا نفى الزعم. وقبل ما أذاعته قناة الجزيرة مباشر مصر قال سعد نجل القيادي الإخواني في صفحته على تويتر “الشرطة تحت البيت عندنا بتعمل نمرة علينا وبتضرب علينا نار”. ونقلت الجزيرة نفي المصدر الأمني إطلاق النار على منزل النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
من جانبه، قال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة “الإخوان” امس إن المسلحين الذين هاجموا مقر الجماعة تخطوا خطا أحمر مضيفا أن الجماعة تدرس اتخاذ اجراء للدفاع عن نفسها. وأضاف لرويترز في مقابلة هاتفية أن المصريين لن يقفوا بلا حراك ولن يتغاضوا عن الهجوم على مؤسساتهم. وتابع “من الخطير أن يلجأ تيار واحد في المجتمع إلى العنف كوسيلة للتغيير لأن ذلك قد يحرض آخرين على القيام بنفس الأمر. الإخوان المسلمون جماعة منضبطة”.
إلقاء قنابل حارقة على مقر حزب الوسط
القاهرة (رويترز) - ألقى مجهولون قنابل حارقة على مقر حزب الوسط المصري أمس مع اتساع نطاق الاعتداءات التي تتعرض لها أحزاب التيار الإسلامي في البلاد. وأسس حزب الوسط أعضاء سابقون في جماعة «الإخوان المسلمين» في التسعينيات إلا أنه لم يرخص له رسميا بمزاولة النشاط إلا بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011 . وتحالف حزب الوسط مع جماعة الإخوان منذ وصول محمد مرسي إلى سدة الحكم قبل عام.
عدد اليوم
