السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش المصري: مهلة 48 ساعة لتنفيذ مطالب الشعب

الجيش المصري: مهلة 48 ساعة لتنفيذ مطالب الشعب
2 يوليو 2013 11:21
تسارعت وتيرة الأحداث في مصر أمس مع قرب انتهاء المهلة التي منحتها حركة “تمرد” للرئيس محمد مرسي حتى الخامسة من عصر اليوم الثلاثاء للتنحي، والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، مهددين بالحشد والتوجه إلى قصر القبة وبدء عصيان مدني شامل حال عدم الاستجابة لهذا الطلب. وحذر الجيش المصري أمس الرئيس محمد مرسي من أنه سيضطر للتدخل في الحياة السياسية إذا لم تتحقق “مطالب الشعب” خلال 48 ساعة، غداة تظاهرات غير مسبوقة طالبت برحيل مرسي. وحذرت القوات المسلحة ـ في أول بيان لها أمس حول الأزمة الراهنة ـ من إنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة، فسوف يكون لزاماً عليها استناداً لمسئوليتها الوطنية والتاريخية، واحتراماً لمطالب شعب مصر، أن تعلن عن خريطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها بمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية دون إقصاء أو استبعاد لأحد. وأكدت القوات المسلحة في بيانها، أنها لن تكون طرفاً في دائرة السياسة أو الحكم، ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها في الفكر الديمقراطي الأصيل النابع من إرادة الشعب. وقالت إن الأمن القومي للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التي تشهدها البلاد، وهو يلقي على الجميع بمسؤوليات، كل حسب موقعه، للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر. وأوضحت القوات المسلحة أنها استشعرت مبكراً خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصري، ولذلك سبق أن حددت مهلة أسبوعاً للقوى السياسية كافة بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة، إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أي بادرة أو فعل، وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار، وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذي أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي. وقالت إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيداً من الانقسام والتصارع الذي حذرنا ولا نزال نحذر منه. واستقبل متظاهرو ومعتصمو ميدان التحرير وقصر “الاتحادية” وميادين المحافظات بيان القوات المسلحة بالهتافات المؤيدة للجيش، مؤكدين ثقتهم الكاملة في انحيازه لمطالب الشعب، وهتفوا “الجيش والشعب ايد واحدة”. وقرر متظاهرو التحرير عدم مغادرة الميدان قبل انتهاء المهلة التي حددتها القوات المسلحة ولحين سقوط النظام، وعلت صيحاتهم بهتافات “ثوار أحرار هنكمل المشوار” و”الشعب خلاص اسقط النظام”. وهتفوا “انزل يا سيسي مرسي مش رئيسي”. وسادت أجواء احتفالية تعم شوارع القاهرة شبيهة بتلك المعتادة عقب الفوز بمباريات كرة القدم المهمة. وفي ما بدا أنه مظهر احتفالي، كذلك حلقت مروحيات عسكرية تحمل علم مصر أكثر من مرة فوق ميدان التحرير، فتعالت صحيات المتظاهرين تحية لها “الجيش والشعب ايد واحدة”. ونزل المصريون بسياراتهم إلى الشوارع وهم يلوحون منها بعلم مصر، ويطلقون أبواقها تعبيراً عن فرحتهم. ولم يصدر أي رد فعل عن مرسي غداة التظاهرات الحاشدة المطالبة برحيله. في المقابل، حيت حركة “تمرد” المعارضة التي أطلقت الدعوة إلى تظاهرات الأحد وأكدت أنها جمعت 22 مليون توقيع على استمارة سحب الثقة من مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بيان الجيش. وقال المتحدث باسم الحركة محمود بدر في مؤتمر صحفي إن “بيان الجيش معناه أن القوات المسلحة انحازت لإرادة الشعب، ومعناه إجراء انتخابات رئاسية مبكرة”. ودعا بدر “المصريين إلى الاستمرار في النزول إلى الشوارع وتنظيم مسيرات كبيرة اليوم الثلاثاء”. وطالبت “تمرد” بتنفيذ السيناريو الذي طرحته بأن تنتقل السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا بصلاحيات محددة، وأن يكون مجلس الدفاع الوطني مسؤولاً عن أمن البلاد وحدودها، وأن تتولى حكومة كفاءات ملفي الأمن والاقتصاد. وحيا بدر قيام القوات المسلحة بالاستجابة لمطلب الشعب بإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة مع عدم رغبتها في أن تكون طرفاً في الحكم والسياسة، منوهاً بأن الجيش فصل بين دعوته للقوى السياسية وشباب مصر مفجر الثورة. وأضاف بدر “متأكدون من أن الشعب الذي بدأ مع “تمرد” للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة وشارك بأكثر من 22 مليون مصري، سيكون معنا اليوم لإكمال حلمنا ببناء وطن الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية”. وقال “ندعو الشعب إلى محاصرة قصري القبة والاتحادية في الخامسة من مساء اليوم، وأن الحملة ستصدر البيان الثاني لها في السابعة والنصف مساء من أمام قصر القبة”. ورحب عمرو موسى المرشح الرئاسي السابق، عضو جبهة الإنقاذ الوطني ببيان القوات المسلحة وانحيازها لمطالب الشعب. وقال هذا هو الدور الذي تتعلق به آمال الجماهير للحفاظ على وحدة الوطن وسلامته، لأن ضياع مزيد من الوقت سوف يزيد الأمور سوءاً. وأضاف أن الدعوة لتلبية مطالب الشعب خلال الساعات القليلة القادمة فرصة تاريخية، يجب عدم إضاعتها، ولقد اتخذت القوات المسلحة موقفاً وطنياً في اللحظة المناسبة. وأشاد عفت السادات، رئيس حزب “السادات الديمقراطي” بالبيان الصادر عن القوات المسلحة. وأكد أن الجيش المصري أثبت مدى وطنيته التي يؤمن بها الشعب، وأنه الركيزة الأساسية للمواطنين في تحقيق إرادتهم. وأشار السادات إلى أن القوات المسلحة والفريق أول عبد الفتاح السيسي لم يخذلوا الشعب المصري الذي خرج بالملايين في الشوارع بأعداد غير مسبوقة للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان المسلمين الذي فشل فشلاً ذريعاً خلال الفترة الماضية. وأوضح أن مهلة 48 ساعة ، لن تكفي النظام الحالي لتدارك الأزمة وتحقيق مطالب الشعب، واصفاً النظام بأنه “مات إكلينيكيا” بعد أحداث أمس الأول. واكتفت جماعة الإخوان المسلمين بالقول إنها “تدرس بيان الجيش”. وقال القيادي في الجماعة محمود غزلان “ندرس بيان الجيش وسيتم تحديد موعد لاجتماع مكتب الإرشاد” لتحديد موقف من هذا البيان، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وقال ياسر حمزة القيادي بجماعة الإخوان، إن ما من مؤسسة من مؤسسات الدولة ستدبر انقلاباً على الرئيس المصري المنتخب، محذراً من إساءة تفسير بيان للجيش. وقال حمزة العضو بحزب الحرية والعدالة، إنه لن يحدث أن تدبر أي من مؤسسات الدولة انقلاباً على الرئيس وإن أي قوة تخالف الدستور، فإنها تمثل دعوة للتخريب والفوضى. ونفى الجيش المصري في بيان توضيحي، أنه قام بانقلاب عسكري حين حدد مهلة 48 ساعة للسياسيين لحل الأزمة وإلا وضع خريطة للمستقبل تنفذ تحت إشرافه. وقال إن بيانه السابق استهدف دفع السياسيين لإيجاد حلول للأزمة السياسية. وأضاف أن القوات المسلحة تستجيب لنبض الشارع المصري، نص بيان القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية القاهرة (الاتحاد) - فيما يلي النص الحرفي للبيان الذي أصدرته أمس القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية بشأن الأزمة التي تمر بها البلاد: “شهدت الساحة المصرية والعالم أجمع أمس الأول تظاهرات وخروجا لشعب مصر العظيم، ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمي وحضاري غير مسبوق. - لقد رأى الجميع حركة الشعب المصري وسمعوا صوته بأقصى درجات الاحترام والاهتمام، ومن المحتم أن يتلقى الشعب رداً على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدراً من المسؤولية في هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن. - إن القوات المسلحة المصرية كطرف رئيس في معادلة المستقبل وانطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية والتاريخية في حماية أمن وسلامة هذا الوطن - تؤكد على الآتي: - إن القوات المسلحة لن تكون طرفا في دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها في الفكر الديمقراطي الأصيل النابع من إرادة الشعب. - إن الأمن القومي للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التي تشهدها البلاد وهو يلقي علينا بمسؤوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر. - لقد استشعرت القوات المسلحة مبكرا خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصري العظيم، ولذلك فقد سبق أن حددت مهلة أسبوعا لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة، إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أي بادرة أو فعل، وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذي أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي. - إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيدا من الانقسام والتصارع الذي حذرنا ولا زلنا نحذر منه. - لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهو ما يلقى بعبء أخلاقي ونفسي على القوات المسلحة التي تجد لزاما أن يتوقف الجميع عن أي شيء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبي الذي برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفاني من أجله. - إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن الذي لن يتسامح أو يغفر لأي قوى تقصر في تحمل مسؤولياتها. - وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها استنادا لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية واحتراما لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خريطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذي كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة، ودون إقصاء أو استبعاد لأحد. - تحية تقدير وإعزاز إلى رجال القوات المسلحة المخلصين الأوفياء الذين كانوا ولا يزالون متحملين مسؤوليتهم الوطنية تجاه شعب مصر العظيم بكل عزيمة وإصرار وفخر واعتزاز.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©