الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عجمان تتهيأ لموسم الصيد واستقبال النوارس

عجمان تتهيأ لموسم الصيد واستقبال النوارس
30 سبتمبر 2010 22:06
دقت الساعة إيذاناً بموسم جديد “سيكون هذا العام محمّلاً بالخير” يقول أحد الصيادين؛ ففي عجمان لا يزال هناك شيء من سكون المناطق البعيدة عن صخب المدن، تعكّره بعض ورش العمار التي تمتد على الشاطئ وتوغل في الداخل وصولاً إلى المناطق الصخرية. في الخريف ينقلب البحر بعجمان وتتكسر أمواجه مستلقية على الشاطئ في مدّ وجزر كأنه يقصد الإلقاء بخيره إلى شباك الصيادين الذين وإن سكنوا أفخم الفلل تقودهم العادة وحب رائحة البحر إلى الصيد وإن في عطل الأسبوع وحسب. والصياد لا يعرف تضييع الوقت مع أنه يبدو وكأن ليس لديه إلا الوقت. ثمة الصياد الهاوي الذي يكتفي بحافات الأرصفة البحرية يلقي بخيط الصنارة بعد دعمها بما يجذب السمك. يقف لا يهزّ يديه إلى أن تحين الساعة ويشدّ الخيط فيعلم أن ثمة ما علق. “صغيرة أعيدها للبحر كي تقتات منه وتكبر، أما الكبيرة فلعشاء مميّز يجمع الأصحاب أو العائلة، وليس عادياً أن نلتقط من الأرصفة الضخمة، هي في الغالب من حظ الذين يقودون مراكبهم الصغيرة إلى عرض البحر. وثمة اتفاق بين هؤلاء الصيادين على أمكنة محدّدة علمتهم خبرتهم ومعاملتهم مع البحر مواقعها يتوزعون عليها ويوقفون المحركات ويلقون بالشباك أو خيوط السنارات”. عجمان تتحضر، فحين يكون الصيف لمدن أخرى في العالم، عجمان تتجمّل خريفاً وشتاء. فيأتي طير النورس إليها، يعود بعد هجرته منها ويتكاثر على طول الشاطئ الذي يمتد إلى 26 كيلومتراً، مغازلاً أحياناً طاولات الفنادق المنتشرة في الفلاء. اندثرت مع الوقت مهنة الغوص بحثاً عن محار اللؤلؤ لتقيم أشياؤها في متحف عجمان، مذكرة بمصاعبها وقساوتها وشظافة العيش في تلك الفترة. ولكن تبقى الذكرى تنتقل من جيل إلى آخر، فالصغار يعرفون أن حرارة الطقس بدأت بالتدني عن الصيف من طيور النورس التي يلاحقونها فتطير هاربة من أقدامهم الصغيرة على الرمال الذهبية. كما هناك من يغوصون حبا بالغوص كهواية أو قد ورثوا تقنياته عن الأكبر سناً فتابعوا الغوص من دون الاتكاء عليه كمهنة للعيش. للبحر وعجمان قصة، فعلى الشواطئ بدأ السكن في عجمان، فكما استقر الناس في بلدان أخرى حول الأنهار وأنشأوا حضاراتهم، ففي الصحراء كان البحر متنفساً يكافئ المجتهد الباحث الغواص ويشكل ميناء للتجارة وحلقة وصل مع العالم. وكانت البيوت الأولى متناثرة في عجمان. واحتلت مكانها العمارات الباطونية الجديدة ولم يبق من القديم أثر.
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©