الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مساكن غير تقليدية داخل الكهوف في ليبيا

مساكن غير تقليدية داخل الكهوف في ليبيا
2 يوليو 2013 10:20
غريان (رويترز) - في عمق جبال نفوسة بغرب ليبيا، جلس العربي بلحاج يعد شاياً بالنعناع في مسكنه الغريب، جلس بلحاج (43 عاماً) على أبسطة صغيرة ملونة محاطاً بأوانٍ فخارية ليروي ما كانت عليه الحياة بالنسبة لساكني الكهوف. قال وهو يصب الشاي من إبريق لآخر حتى يبرده «حفر هذا المسكن عام 1666، وعاش فيه جيل وراء جيل. ولدت هنا.. كانت 8 عائلات تعيش معاً». وأضاف «كانت النساء تذهب إلى الجبال لجمع الأخشاب وإحضار المياه قبل أن نستيقظ نحن الأطفال، ثم يعددن الشاي معاً، بينما يرعى الرجال الحيوانات». قضى بلحاج أول 10 سنوات من عمره في هذا المسكن الذي حفره أجداده أفقياً في عمق الجبل. كان أجداد بلحاج يحفرون الكهوف حول باحة مربعة الشكل، ويتم تقسيم الكهف الممتد أفقياً بعمق 10 أمتار إلى ثلاثة أقسام، منطقة نوم الوالدين، وأخرى لنوم الأطفال، وغرفة معيشة. وتعيش كل عائلة في غرفة، بينما تستخدم مناطق مشتركة للطهي، هي عبارة عن كهوف أصغر. ويصنع الباب الأمامي للكهف من خشب شجر الزيتون، ويتم تزيين الكهف من الداخل بنقوش قبائل البربر وأبسطة صغيرة ملونة وأوانٍ من الفخار. وقال عبد الرحمن قريب بلحاج «المساكن الآن شاغرة.. رحلت العائلات عنها عام 1985. لكننا لا نزال نأتي إلى هنا في الصيف هرباً من الحر». وتقع غريان على بعد نحو 100 كيلومتر جنوبي العاصمة الليبية طرابلس، وبها المئات من هذه المساكن المتفرقة بين جبالها الصخرية، لكن كثيرين تركوها مع انتقال السكان إلى منازل حديثة. واحتفظ بلحاج وعائلته بمسكنهم، وفتحوه أمام السياح منذ سنوات عدة. وقبل الانتفاضة الليبية عام 2011، كان الزوار الأجانب ينامون في الغرف ويأكلون الوجبات المنزلية بمئة دينار ليبي (77 دولاراً) في اليوم. وتعتزم عائلة بلحاج افتتاح فندق في العام المقبل، ويحفر أفرادها المزيد من الغرف داخل الكهوف على أمل أن يعود السياح الأجانب إلى ليبيا بعد أن يتحسن الأمن في البلاد التي لا تزال تعج بالأسلحة. ويمكن العثور على مساكن في الكهوف في بلدات أخرى بجبال نفوسة ودولة تونس المجاورة. وفرت عائلات كثيرة إلى الكهوف خلال الانتفاضة الليبية في 2011 هرباً من القصف. ومع سعي الحكومة إلى زيادة عائدات البلاد من السياحة، يأمل بلحاج وعائلته أن يكون مسكن أجداده عنصر جذب للزوار. وقال عبد الرحمن مشيراً الى المساكن «هذا هو التاريخ، إذا لم يكن لك تاريخ فلن يكون لك مستقبل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©