الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صراع على سوق الخدمات المصرية

24 يونيو 2006 00:27
القاهرة - محمود عبدالعظيم: تواجه تجارة الخدمات في السوق المصرية ضغوطاً وحصاراً حادين بسبب بدء تحرير السوق التزاماً باتفاقية الجات· وتبدو هذه الضغوط أكثر في بعض القطاعات مثل المقاولات والاتصالات والبريد السريع والاستشارات المالية وإدارة الاستثمارات بينما تقل الضغوط في خدمات المحاسبة والمحاماة والطب بسبب عزوف الشركات الأجنبية عن المنافسة في هذا المجال· ولا يقتصر التنافس القادم عبر الحدود على الشركات الأوروبية والأميركية بل يمتد إلى شركات عربية عاملة في مصر تسعى لاحتلال موقع متقدم على خريطة الخدمات لا سيما في الاتصالات والبريد السريع والمقاولات· فقد شهدت السوق المصرية على مدى الأشهر الماضية توسع شركات عربية عدة في هذه المجالات مثلما حدث مع شركة ''ارامكس'' للبريد السريع و''الخرافي'' في مجال المقاولات و''النعيم'' السعودية في مجال الاستشارات المالية وإدارة المحافظ بينما بدأت اتصالات الاماراتية للمنافسة بقوة على رخصة شبكة الهاتف النقال الثالثة ومعها شركة MTC الكويتية بينما ابرمت شركة ''اعمار'' العقارية الاماراتية اتفاقاً استراتيجياً مع شركة القرية الذكية لإنشاء حي مالي على طراز عالمي في القرية لتمثل هذه الخطوة من جانب ''اعمار'' انقلاباً في سوق الخدمات المالية في مصر لأن الحي المالي المزمع انشاؤه على طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوي سيقدم خدمات متكاملة على غرار الاحياء المالية في العواصم الكبرى وتصبح منافسته من جانب الشركات المحلية في غاية الصعوبة الأمر الذي يفسر هرولة الشركات المحلية لتوقيع اتفاقات مع ''اعمار'' للحصول على موقع قدم لها في الحي المالي الجديد بما يعني إمكانية ذوبان الكيانات المحلية في كيان إقليمي كبير· وتأتي هذه الضغوط كنتيجة مباشرة لعملية تحرير بنود تجارة الخدمات في اتفاقية ''الجات'' وجولة اورجواي التي التزمت بها مصر عبر جدول زمني وشرائح خدمية تمثل عملية تحرير تدريجي تنتهي جميعها مطلع العام ·2007 وبدأت بشائر هذا التحرير في قطاع الاتصالات حيث بدأ كسر احتكار خدمات الاتصالات الدولية والذي كان مقصوراً على الشركة الحكومية المصرية للاتصالات وتم مؤخراً طرح مناقصة لتقديم هذه الخدمات من خلال رخصتين ليصبح هناك ثلاثة كيانات تقدم هذه الخدمة من بينها الشركة الحكومية· وفي مجال المقاولات تواجه شركات المقاولات المصرية صعوبة في المنافسة على العمليات الكبرى واقتناص شركات مقاولات أجنبية لمثل هذه العمليات مثلما حدث مع صفقة مناقصة مطار القاهرة التي حصلت عليها شركة تركية بعدما دخلت المنافسة أكثر من ست شركات مقاولات محلية كبرى· ويؤكد المهندس محمود علي حسن -رئيس الاتحاد المصري للتشييد- على الصعوبات التي يواجهها قطاع المقاولات المصري خاصة الشركات الحكومية والتي ضاعفت حدة المنافسة التي تواجهها هذه الشركات وتشمل الصعوبات فروق أسعار الموردين والمستحقات المتأخرة لدى الحكومة عن عمليات سابقة وصعوبة الحصول على تمويل لمشاريع جديدة خاصة اذا كانت هذه المشاريع تابعة للقطاع الخاص إلى جانب مشاكل العقد الموحد· وقال: اذا وضعنا في الاعتبار حجم الملاءة المالية التي تتمتع بها شركات المقاولات العربية والاجنبية العاملة في السوق المصرية نشعر بصعوبة المنافسة في ظل اسواق منفتحة لا تعترف سوى بالخدمة الأجود والسعر الأقل· وأضاف أن شركات المقاولات المصرية تسعى للخروج من هذا المأزق عبر اتباع استراتيجية متعددة المحاور منها الخروج للعمل في الاسواق الاقليمية للحصول على مشاريع توفر لها ربحية معقولة خاصة في مشاريع البنية الاساسية التي تحظى فيها الشركات المصرية بميزة تنافسية تتمثل في سابق أعمالها في هذا المجال والخبرة التي توافرت لها من مشاريع عديدة مثل مشاريع الطرق والجسور وبناء محطات تحلية مياه الشرب وتوليد الكهرباء والصرف الصحي في عدد من الدول العربية والافريقية ونجحت عدة شركات مصرية مؤخراً في الحصول على عدد من العقود في الامارات واليمن والسودان وقطر· والمحور الثاني يتمثل في خفض الأسعار مما يعني تقليل هامش الربح الذي تحصل عليه شركات المقاولات المحلية من العمليات التي تنفذها خاصة في ظل استمرار ارتفاع اسعار مواد البناء بينما يشمل المحور الثالث دخول تحالفات مع جهات تمويل محلية تؤمن لهذه الشركات السيولة الكافية لعمليات جديدة والوقوف في وجه الشركات الوافدة· ويتوقع أن تزداد الصعوبات التي تواجهها شركات المقاولات المصرية في السوق المحلية في الفترة المقبلة في اطار صعوبات لقطاع الخدمات بصفة عامة نتيجة تحرير هذا القطاع في وقت لم يكن فيه هذا القطاع مستعداً بشكل كامل لمثل هذا التحرير· ويؤكد المهندس عقيل بشير -رئيس الشركة المصرية للاتصالات- ان زمن الاحتكار في مجال الخدمات في كل انحاء العالم انتهى والاتجاه الآن هو التحرير الذي من شأنه حصول المستهلك على خدمة جيدة بأسعار تنافسية· وفي مجال الاتصالات اصبحت المنافسة لغة العصر حيث يبني قطاع الاتصالات المصري خططه على فكرة التحرير والمنافسة والأسواق المفتوحة ولكن هذا التحرير يتم تدريجياً حفاظاً على المراكز التاريخية للمؤسسات القائمة فقد بدأ التحرير في مجال تقديم خدمات الاتصال عبر الهاتف النقال ثم طرح رخصتين لتقديم خدمات الاتصال الدولي ولم يتبق سوى مجال خدمات الاتصالات الارضية وهذه تستلزم استثمارات ضخمة وبني تحتية قوية وتحريرها سوف يأتي في الوقت المناسب· وحول تأثير هذا التحرير والانفتاح على مستقبل القطاع بصفة عامة يقول عقيل بشير ان هناك مزايا ايجابية على المدى الطويل سوف تتحقق لجميع الكيانات العاملة في السوق سواء كانت محلية او قادمة من خارج البلاد مثل توافر فرص الاختيار امام المستهلك ومفاضلة الجودة والأسعار ودمج الاقتصاد المصري في الاقتصاد الدولي بحيث تعمل الشركات المصرية وفق نفس الاسس التي تتعامل بها الشركات الدولية وتستطيع الصمود والمنافسة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©