الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحديات شرق آسيا عام 2016

5 يناير 2016 04:35
يرى الخبراء أن شرق آسيا تبدو وكأنها ستستمر على الأرجح باعتبارها الدينامو الاقتصادي في عام 2016، بيد أن كوريا الشمالية وتايوان تمثلان تحدياً جديداً للمنطقة. ويمثل الممر المنحني بين بكين وشنغهاي وسيول وطوكيو أكثر من مليار شخص في واحدة من أكثر المناطق تحضراً وتعليماً على كوكب الأرض. فهي منطقة تنافسية فيما يتعلق بالتكنولوجيا الفائقة، وتحقيق التكامل على نحو متزايد، حيث يزور السياح القادمون من اليابان والصين بعضهم البعض بأعداد قياسية. وفي هذا العام، تجتاز الصين واليابان الذكرى السبعين للحرب العالمية الثانية، وتبدو التوترات بين الدولتين وكأنها قد خفت حدتها. ومن جانبه، أنهى رئيس وزراء اليابان شينزو آبي العام بتقديم اعتذار تاريخي لمعاملة «نساء المتعة الكوريات» اللائي كن يعملن كرقيق جنس في عهد اليابان الإمبراطوري خلال الحرب العالمية الثانية، في خطوة لاقت إشادات واسعة باعتبارها تساعد على تعزيز السلام. والآن، وفي بداية عام 2016، فإن المخاوف الآسيوية الرئيسية، تتمثل في كوريا الشمالية وتايوان. ولا تزال كوريا الشمالية معزولة وفقيرة ولغزاً بالنسبة للدول الآسيوية الأخرى، كما يواصل زعيمها «كيم جونج أون» اتباع سياسة نووية مكنته من إنتاج نحو 20 قنبلة نووية. أما في تايوان فستجري انتخابات في 16 يناير الجاري، يتوقع أن تسفر عن حكومة أكثر تأييداً لتايوان مما اعتادت بكين، وقد تتمكن للمرة الأولى في 70 عاماً من الإطاحة بالحزب الشعبي من السلطة. ولسنوات، كانت الصين تصف تايوان بأنها «إقليم منشق». لكن بينما أصبحت الصين أكثر مركزية تحت قيادة الرئيس «شي جين بينج»، أصبحت تايوان واحدة من أكثر الديمقراطيات حيوية في آسيا. وفيما يلي لقطات من النظرة إلى المستقبل: في وقت سابق من هذا الشهر، بدا «كيم»، زعيم كوريا الشمالية، وكأنه على وشك انقلاب دبلوماسي محدود، إذ أرسل فريق البوب المفضل لديه لأداء عرض في بكين. وكان من المقرر أن يلعب فريق «مورانبونج»، وكله من الإناث، حفلا موسيقياً حصرياً لأعضاء الحزب الشيوعي في قاعة كبيرة بالقرب من المدينة المحرمة. وتحدث الصينيون عن الحدث كنوع من أنواع «دبلوماسية البينج بونج»، أي كانفراجة بالنسبة لكيم الذي لم يسافر إلى بكين أو أي مكان آخر منذ أن تولى منصبه عام 2012. وخلال فصل الربيع، ألغى كيم أول رحلة له كرئيس إلى موسكو لحضور احتفال بوتين بالذكرى السبعين للحرب العالمية الثانية. ولا تزال كوريا الشمالية في حالة من اليأس المجمد، فهي فقيرة ومعزولة عن بقية آسيا من خلال سياسة يتمثل هدفها الرئيسي في إبقاء سلالة أسرة كيم في الحكم. أما الخبر السار، فهو أن كيم أظهر بوادر للاعتراف بالحاجة إلى تحسين الاقتصاد. والخبر السيئ هو أن زعيم كوريا الشمالية لم يتخل بعد عن طموحاته النووية. وهذا يضيف إلى تقلب وهشاشة كوريا الشمالية. عبر المضيق الضيق من مقاطعة «فوجيان» الصينية، تقع تايوان، حيث توجد شخصية على النقيض تقريباً من زعيم كوريا الشمالية على وشك تولي زمام الأمور. فبعد خسارتها في الانتخابات الأخيرة، عملت «تساي إنج ون» خلال السنوات الأربع الماضية، وبهدوء تام، على تأسيس هوية سياسية مميزة لتايوان دون عداء للصين. إنها شخصية تصالحية. وإذا تمكن الحزب الديمقراطي التقدمي بزعامة «تساي» من استثمار الاستياء الشديد من الصين والشعبويين المؤيدين لبكين في تايوان خلال الانتخابات، فإن السلطة التشريعية في تايوان ستتمكن لأول مرة من حكم البلاد. والسؤال هو: كيف سترد الصين؟ في نوفمبر، وبينما أصبحت زعامة تساي أكثر وضوحاً، التقى «تشي» مع رئيس الدولة التايواني للمرة الأولى. وحتى الآن، تؤكد تساي وحلفاؤها السياسيون أن العلاقة بين تايوان والصين تقوم على نهج عقلاني ناضج بين الطرفين. وقد قللت تساي بشدة من شأن أي حديث عن «الاستقلال»، وقالت: «يجب أن يدرك زعماء الصين حقيقة طريقة الحياة الديمقراطية في تايوان ومنحها الاحترام». *كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©