السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

إبداع 142 أسرة مواطنة في الحــــي الإماراتي

إبداع 142 أسرة مواطنة في الحــــي الإماراتي
10 ديسمبر 2016 23:00
مع تنوع الأحياء التراثية في مهرجان الشيخ زايد التراثي الذي يستمر حتى الأول من يناير 2017، يظل «الحي الإماراتي» الذي تفوح من بين أروقته روائح العطور والبخور والأكلات الشعبية والقهوة بالهيل.. الأكثر إقبالاً من قبل زوار المهرجان من الجنسيات العربية والسياح الأجانب، فمن يقف في هذا الحي ينتابه شعور بأنه أمام حصن منيع، له بصمة في تاريخ مليء بالتراث والأمجاد والفن المعماري والحرف والمهن التقليدية في الماضي. هناء الحمادي(أبوظبي) حول مشاركة 142 أسرة مواطنة في الحي الإماراتي في مهرجان زايد التراثي أوضح محمد حاجي الخوري، المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية أن مهرجان الشيخ زايد التراثي يشكل إحدى أهم المناسبات التراثية على صعيد المنطقة لاهتمامه المباشر بعرض منجزات تراث الإمارات العريق ويمثل فرصة لتقوية قنوات التواصل، والمشاركة وإتاحة الفرصة للأسر للقاء الجهات التنظيمية والتدريبية وزيادة خبرتهن ومنحهن العديد من فرص المبيعات وزيادة قاعدة العملاء. ويضيف «يظل الإقبال على جناح الأسر المواطنة في مهرجان زايد التراثي لم يسبق له مثيل منذ انطلاقة وهذا يدل على نجاح مشروع دعم الأسر المواطنة الذي تتبناه المؤسسة منذ عدة سنوات، مؤكداً أن الأهداف الأساسية من هذا المشروع تتحقق الآن بنجاح، وهذا ما يدفع مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية إلى الاستمرار في تطوير هذا المشروع لجعله مشروعاً وطنياً اجتماعياً له صبغة اقتصادية. ولفت إلى أن الأسرة المواطنة قامت بعرض منتجاتهن في مختلف المجالات منها الطهي، والتمور، والأشغال اليدوية والتراثية والتصميم، وإعادة التدوير واستغلال خامات البيئة، والرسم وصناعة البخور والملابس والعبايات والشيل والتطريز. أطقم الضيافة منى خادم المزروعي «تخصص تصميم أطقم الضيافة» المشاركة ضمن الأسر المواطنة في الحي الإماراتي تميزت بأعمالها الفنية على الكثير من أواني الضيافة من الدلة وفناجين القهوة والمشغولات التراثية مثل السفرة والفخار و«المندوس» و«اليحلة»، حيث مزجت القديم بالحديث في الكثير من الأعمال مع إضافة اللمسات الجمالية في منتجاتها. وتقول « تميزت بوضع لمسات جمالية على الدلال بأشكال وألوان مختلفة مع ما يصحبها من ملحقات تشمل فناجين القهوة العربية، وأكواب الشاي الصغيرة «الاستكانات»، وأكواب العصير». وعن الإقبال النسائي على منتجاتها، أوضحت أن الفكرة لاقت استحسان الكثيرين ممن أقبلوا على شرائها لاستخ دامها في الضيافة كأدوات ثمينة وفريدة من نوعها، في حين أقبل البعض على شرائها، باعتبارها ديكوراً مكملاً لأناقة المنزل وفخامته، بالإضافة إلى وظيفتها الأساسية، وهي الضيافة، مشيرة إلى أن الكثير من الفتيات يقدموها هدايا لأمهاتهن. وتشارك أم عمر في مهرجان زايد التراثي بمجموعة من الأشغال اليدوية التي تفننت في إبداعها بطريقة تلفت الأنظار، حيث استطاعت أن تحي تلك الأشغال اليدوية في أجواء تراثية في جناح مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية الذي كان له دور بارز في الدعم والتشجيع من خلال المشاركة بأعمالها في المهرجان. وتقول «هذا العام قمت بأعمال تراثية مختلفة عن الأعوام السابقة حيث اضفت قطع أقمشة الجيش «الزي العسكري» على معظم منتجاتي التراثية والتي تنوعت ما بيع الملابس والحقائب والشنط والميداليات، مبينة أن معظم أعمالها تخاط يدويا، لذلك يظل الإقبال على شراء منتجاتها مستمراً وخاصة من السياح الأجانب الذين يقتنون هذه المشغولات خاصة ذات الأحجام الصغيرة والتي تختلف أسعارها بتنوع أشكالها. عطور وبخور كل من يزور الحي الإماراتي فإن أول ما يجذبه في الجناح هي الروائح العطرية التي تفوح منه والتي تتنوع ما بين البخور والعود ودهن العود والمخمرية والعطور الشرقية، وقد تفننت بها مريم المهيري من الأسر المواطنة المشاركة في الجناح الإماراتي لمؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، فهي تصمم المداخن التي تتزين بالورود والأشكال الجميلة التي تقول عنها «تظل العطور عشق المرأة الإماراتية حتى أصبح العطر مكملاً لأناقتها ومظهراً من مظاهر الترحيب بالضيوف، وتمتاز العطور المحلية بجاذبيتها وأصالتها، وهي ليست وقفاً على المرأة وحدها، فالرجال لهم عطور خاصة بهم، ويقبلون عليها لأنها نابعة من تراثهم». وتتابع «صناعة البخور والعطور مهنة ليست بجديدة على المرأة الإماراتية فهي تعشق هذا المجال لما يحمل الطيب والرائحة من جمال وجاذبية وحتى تكمل تلك الصورة الجمالية، فلابد أن يصاحب البخور المداخن التي امتازت بروعة التصميم والابتكارات، وهذا ما أحاول أن أبرزه في مهرجان زايد التراثي الذي يزداد الإقبال على شراء منتجاتي من النساء والزوار وخاصة السائحات الأجنبيات. «الأيدي الماهرة» تعيد إلى الحرف بريقها أبوظبي (الاتحاد) حرفة تقليدية تُحكي في قسم الأشغال اليدوية في الجناح الإماراتي مازجة الهوية الإماراتية بالفكرة الجريئة في إطار من دقة التنفيذ لمجموعة من الأيدي الماهرة التي استطاعت خلال مشاركتهن في مهرجان زايد التراثي أن يرحلن بالزوار إلى الماضي عبر حرفة التلي والسدو والخوص. حصة المزروعي التي تمتهن حرفة صناعة الخوص منذ الصغر تعلمتها على يد والدتها، أشارت أن صناعة الخوص هي يدوية ترتكز على أوراق شجر النخيل «سعفها»، ورغم أن الحرفة بدأت بالاندثار بسبب البدائل الحديثة لها، إلا أن المشاركة في مثل هذه المهرجانات أعادت لهذه الحرف بريقها، وأصبح الكثير من الزوار يقبل على تعلمها رغم صعوبتها في بداية الأمر. وحول الأدوات المستخدمة في حرفة الخوص، أكدت المزروعي أنها أدوات بسيطة وميسورة، وهي اليدان والأسنان بالدرجة الأولى والعظام إلى جانب بعض الأدوات الأخرى كالمقص ووعاء تغمر فيه أوراق النخيل، وورق النخيل من النوع المركب، واستعمالاته عديدة حسب موقعه من النخلة، فالذي في القلب تصنع منه السلال والحصران والسفرة والميزات، والنوع الذي يليه أخضر اللون يستعمل لصناعة الحصير والسلال الكبيرة والمكانس وغيره، ومن الجريد تصنع الأسرة والأقفاص والكراسي». حرفة التلي أما غبيشة حمد التي تروي في حرفة التلي قصصاً من الماضي «التلي» فقد ورثت هذه الحرفة من الجدات إلى الأمهات، حيث وجدتهن يمارسنها في البيوت، ولم يكن لها سوق أو محل للترويج، وتتكون أدواتها من خيوط وشرائط ملونة، أما القاعدة التي تنسج عليها فهي الكاجوجة، وصناعة التلي تنسج خيوطاً ملونة تروي قصصاً من الماضي. وتشرح غبيشة طريقة العمل في هذه الحرفة وتقول «التلي شريط فضي مزركش يداعب أنامل النساء، اللاتي توارين خلف ذلك البرقع الذهبي، ليعملن على هذه الحرفة بصبر وهن يرددن أهازيج شعبية، أثناء قيامهن بحياكة التلي بدقة متناهية دون كلل أو ملل وعيونهن مفتوحة، تراقب حركة بكرات الخيوط الملونة لصناعة هذه الأشرطة، التي تستخدم في تزيين أكمام وياقات الأثواب النسائية. وتضيف «رغم اندثار هذه الحرفة إلا إن هناك الكثير من الأمهات مازلن يعملن في هذه المهنة، خاصة في المهرجانات التراثية والفعاليات التي تتحدث عن الحرفة القديمة، التي تعد من الأشغال النسوية المهمة التي لا غنى عنها في تزيين الملابس، وتستخدم في صناعتها ست بكرات من الخيوط «الهدوب» الملونة حسب الرغبة، تجمع أطرافها بعقدة مشتركة تثبّت بإبرة صغيرة على «مخدة الكاجوجة»، التي يثبت عليها كذلك طرف بكرة من خوص التلي. وأكدت أن رحلة صناعة التلي كانت تستغرق من 2 إلى 6 أشهر، حيث تنشغل النساء في العمل إلى حين عودة أزواجهن من رحلات الغوص والتجارة التي تستغرق المدة الزمنية نفسها تقريباً. وأشارت إلى أنه يطلق على أداة نسج التلي «الكاجوجة»، وهي عبارة عن وسادة مستندة على قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس، وبها حلقتان على القاعدة العلوية، لتثبيت وسادة تلف عليها الخيوط اللامعة للقيام بعملية التطريز. مفارش السدو وفي جو تراثي تنسج اليازية على «السدو» بألوانه الزاهية الملونة موضحة أن العمل عليه يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد لإنجازه. تقول اليازية نصنع من السدو الكثير من الأشغال فهناك المفارش، والمساند، واللوحات الفنية التي تصنع من صوف الغنم فقط. أما بيت الشعر فيصنع من شعر الماعز، لأنه يتماسك عند تبلله بماء المطر، وبالتالي لا يسمح بتسرب الماء إلى الداخل››، مضيفة أنها تدخل في صناعة الملابس لاسيما العباءات الرجالية (البشت) التي تلبس في المناسبات كالأعياد والأعراس. وأوضحت اليازية أن أسعار السدو تختلف من قطعة لأخرى حسب الطول والأحجام وغالباً ما تبدأ الأسعار من 200 درهم للقطعة. أما عن المواد والأدوات الداخلة في الحرفة، فتبين اليازية التي شاركت في العديد من المهرجانات والمعارض المحلية للحرف اليدوية، أنها تشمل وبر الإبل، وصوف الماعز والأغنام، إضافة إلى المغزل، والمخيط، والأوتاد الخشبية، وتبرع النساء في صناعة السدو، وفق اليازية التي تؤكد أنه رغم أنها حرفة مارسها الرجال والنساء على حد سواء. إلا أن النساء يتقنها أكثر. لوحات فنية بأنامل الأطفال من جذع النخلة أبوظبي (الاتحاد) في ركن الورش الفنية للأطفال في مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، تتنوع الأعمال الفنية التي تبرز على «كرب النخل» وهو الأَصلُ العريض للسَّعف من خلال إضافة ألوان زيتية على «الكرب» مع تطبيق رسومات مختلفة ومنوعة للأطفال المشاركين في الورشة. وتستقبل المتطوعة مهرة سعيد الهاملي الأطفال بمختلف الأعمار بعد أن يكون المكان خلال دقائق ورشة عمل من الإبداع لصغار يمسكون فرشاة الرسم وقد تلونت أياديهم بألوان تبدع على قطعة «الكرب» لتخرج لوحة فنية توضع على الجدار. وتقول الهاملي «تعد هذه الورشة التي تأتي بإشراف الفنانة التشكيلية الإماراتية عزة القبيسي من الورش التي يزداد الإقبال عليها خاصة من الأطفال الصغار الذين يشاركون في الورشة من مختلف الأعمار، وتعتبر هذه الورشة الفنية مغايرة تماما عن الورش الفنية التي نظمت خلال الأعوام السابقة، فالشيء المختلف هذا العام في الورشة الفنية هو استخدام جذع النخل» الكّرب «في العمل الفني حيث من خلاله يشكل الأطفال مجموعة من الرسومات المختلفة التي تبدع بها أناملهم الصغيرة، باستخدام الألوان الزيتية التي يتم رسمها على الكرب ويستغرق كل طفل للعمل بهذه القطعة تقريبا نصف ساعة لإنجازها، وبعد أن ينتهي معظم الأطفال من رسوماتهم تشكل من خلالها لوحات فنية رائعة توضع على الجدار. ألوان زيتية بالاقتراب من الطفل محمد سالم 9 سنوات الذي كان بصحبة والدته يؤكد انه منذ الوهلة الأولى وجد في الورشة الفنية متعة جميلة، فقد اعتاد أن يقوم بالرسم على أوراق بيضاء، لكن ما أعجبه في الورشة هو استخدام جذع النخلة «الكرب» في التلوين. يتحدث مبتمسا وهو يرسم هذه المرة الأولى التي اجرب فيها الرسم على الكرب حيث لم أتوقع أن يكون هناك فن جميل في هذه القطعة المأخوذة من جذع النخلة، لكن خلال نصف ساعة استطعت ان انجز رسمتي بالألوان الزيتية التي استخدمتها. وتشاركه أخته سلامة سالم ذات الـ 4 سنوات التي وجدت صعوبة في البداية بالرسم على الكرب، لكنها كما تقول استطاعت أن ترسم لوحة فنية جميلة بمساعدة والدتها من خلال انتقاء الألوان الجميلة حتى يظهر عملها جميلا لوضعه على الجدارية الفنية مع أخيها والتي تشكلت بالكثير من الأعمال التي ساهم بها الأطفال في رسمها منذ انطلاق المهرجان. من جانبة يشارك الطفل سعيد المنصوري في الورشة الذي فرح بعمله الفني على «الكرب»، موضحاً أنه للمرة الأولى وجد أن الرسم على الكرب سهل، ويقول «أحببت الرسم على الكرب بالألوان الزيتية، فقد ترك لي مجالا للأبداع مع وضع لمسات فنية من خلال اختلاط الألوان مع بعضها مشكلا لوحة فنية صغيرة جميلة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©