«رياضة الصائم» تحافظ على توازن مكونات الجسم

خورشيد حرفوش (أبوظبي) تكتسب ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان الفضيل أهمية خاصة نظراً لتأثيراتها الإيجابية لسلامة وصحة الجسم، وتصبح أكثر أهمية من ممارستها في رمضان عن باقي أيام السنة. فالبرنامج اليومي للصائم يتميز بطابع خاص يختلف عن باقي الشهور فتكثر فيه العبادات والصلوات وقيام الليل بالإضافة إلى زيارات الأهل والأصدقاء التي تمتد لفترات طويلة، كما أن الصيام والامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة تصل لأكثر من 15 ساعة يعرض الجسم للتعب والإجهاد، بالإضافة إلى السهر لفترات تمتد إلى ما بعد أذان الفجر، كل هذه الأمور تجعل ممارسة الرياضة عاملا مهما للصيام لرفع كفاءة الجسم ولياقته البدنية والصحية وإضفاء النشاط والحيوية، وتحصين الجسم من الأمراض والقضاء على الخمول والكسل. لكن ما هي علاقة ممارسة الرياضة بالصيام؟ حرق الدهون الدكتورة شذى حمدون، أخصائية التغذية وخبيرة الرشاقة، توضح أن من الطبيعي أن يعاني جسم الإنسان من الحرمان من الطعام والماء طيلة ساعات الصيام، وبالتالي تحدث استجابة للجهاز العصبي حيث يحدث تنشيط لمركز تقنين مخزون الطاقة الذي يؤدي إلى حرق الدهون المخزونة في النسيج الدهني لتوفير السعرات الحرارية الضرورية للقيام بالوظائف الأساسية «التنفس، ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم، المحافظة على ثبات درجة حرارة الجسم 37، المحافظة على النغمة العضلية، وظائف الغدد الهرمونية المختلفة» والقيام بالأنشطة البدنية اليومية. وأيضا تنشيط مركز تقنين مخزون الماء لتعويض نقص المياه فيحدث جفاف في الجسم. وذلك نفس ما يحدث للجسم في الأيام العادية إذا ما تعرض لنظام غذائي قاسٍ «ريجيم». وفي وقت الإفطار وخلال تناول الطعام يكون الجسم مهيئا لتخزين الطعام والماء بسرعة لتعويض الحرمان الذي تعرض له خلال فترة الصيام. لذلك فإن النقص في الوزن الذي حدث أثناء الصيام سيعود وبشكل أكيد بعد الإفطار، خاصة إذا أفرط الصائم في الطعام، واستمر على هذه الحال طوال شهر رمضان دون ممارسة الرياضة. كما أنه من المهم أن نعرف أن الجسم في حالة تعرضه للحرمان، ونقص مصادر الطاقة يحدث نقصا في الوزن، لكن من الأنسجة غير الدهنية وذلك يؤثر بشكل سلبي على الصحة، بينما ممارسة الرياضة في رمضان مع الحرمان من الطعام يؤدي إلى فقد الوزن من الأنسجة الدهنية، وذلك يؤثر بشكل إيجابي على الصحة. أمراض العصر لذا ننصح جميع الأعمار من الرجال والنساء، وكبار وصغار، أصحاء أو مرضى على ممارسة الرياضة في رمضان، حسب الوقت المتاح، لأن الرياضة بالإضافة إلى فوائدها المتعددة لصحة وسلامة الجسم، فهي تلعب دورا هاما في المحافظة على توازن مكونات الجسم من سوائل وعضلات، دهون وعظام. كما أن للرياضة دورا كبيرا في الوقاية من أمراض العصر وسوء استغلال الوقت والطعام في شهر رمضان. فثمة فوائد عدّة للصوم من شأنها تحسين الأداء الرياضي والتغلب على بعض المشكلات التي قد تؤثر في مستوى الأداء الرياضي، إذ وجد الخبراء تحسنا ملحوظا في نشاط الجسم البدني أثناء الصوم بسبب فعاليته في راحة أعضاء الجسم وخفض معدل مخلفات التمثيل الغذائي فيه. إن ممارسة الرياضة في رمضان تعمل على إذابة الدهون والتخلص من السعرات الحرارية الزائدة المستمدة من الغذاء، في مقدمة هذه الفوائد، إذ إن الجسم يحتاج إلى مزيد من الطاقة أثناء ممارسة الرياضة مقارنة بالأوقات العادية مما يجعله يلجأ إلى مخزون الدهون المتراكم في الخلايا الدهنية للحصول على الطاقة اللازمة له أثناء القيام بأي مجهود بدني أو عضلي أثناء الصوم. الجلوكوز وتشير إلى وجوب توخي الحذر عند ممارسة الرياضة خلال فترة انقطاع الطعام والشراب عنه وألا يقوم بنشاط بدني شاق قبل موعد الإفطار كي يتجنب نقص معدل السوائل في الجسم أو احتراق كميات كبيرة من الجلوكوز في الدم بالصورة التي لا يمكن تعويضها أثناء الصوم مما يؤثر مباشرة على وظائف الكلى التي تتأثر وظيفتها بنقص الماء والسوائل في الجسم. لذلك ينصح خبراء اللياقة بممارسة رياضة خفيفة أثناء توقف الجسم عن تناول الطعام أو الشراب بدءاً بتمارين الإحماء للجسم والرقبة والتي تعمل على زيادة دفع الدم للمخ مما يؤهل الجسم لممارسة باقي التمارين بشكل أفضل.