الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعاسة بعد سعادة

24 يونيو 2006 01:17
معارك الدنيا كثيرة، وعَقَباتها متنوعة وغير محددة، فالعديد منها مفاجأة، والبعض منها متوقع، وبين هذا وذاك يتواجد ذلك الإنسان، الذي يكافح ويصارع الحياة، من أجل أن يوفر لقمة العيش له ولذويه، ومن أجل أن يصنع لنفسه بصمة مشرفة في عنان السماء، فهذه بالمعنى الصحيح هي أيامنا التي تمر علينا على الدوام، فيوم يكون سعيداً علينا، ويوم آخر حزين، وآخر مثمر، والذي بعده محبط، وهكذا تستمر عجلة الحياة·· هذا هو العرف الذي اعتدنا عليه، ولكن دعونا يا قرائي الأعزاء نتأمل أكثر في واقع حياتنا، ولنتعمق معاً مواقفها، واليوم وعبر هذا المنبر، أتحدث عن الفرحة، عن العدالة، عن الحرية، التي تأتينا في مواقف عدة من حيث لا ندري، وبعدها نصدم ونصعق بتكشف النقاب عن وجوه العديدين، لنصدم بالظلم، والمعاناة، والحزن، والهم والغم، ودعونا نذكر لكم قصة صغيرة واقعية على ذلك، ولنا بعد ذلك التعليق: شابة في مقتبل العمر، شاءت إرادة الرحمن أن تكون من ذوي الاحتياجات الخاصة ويتيمة، جاهدت وكافحت حتى وصلت لمراتب رفيعة ومتواضعة بالنسبة لطموحاتها وقدراتها، مشكلتها أنها محبطة بسبب تحبيط من حولها بسبب اعاقتها وتقليص طاقاتها وإبداعها، فليس هناك مجال للابداع في حياتها، وتعاني من عدم وجود مراكز ثقافية تستثمر قدراتها، فما كان لها إلا أن تكافح في صمت رهيب، إلى أن وجدت وظيفة طيبة، تخدم فيها أقرانها من ذوي الاحتياجات الخاصة، على إثر ذلك تقرب إليها الكثير، ووعدها أشخاص بمساعدتها ومعاونتها، فقد علموا بحالها، وعلموا بمدى المعاناة التي تعانيها هي وأقرانها من ذوي الاحتياجات الخاصة في اجتياح الصعاب، وفي ارتقاء سلم المراكز والإبداع· فرحت الشابة كثيراً، وسعدت بهذا الوعد الجميل، وهذه المساهمة الإنسانية التي ستجعلها تقفز قفزات عالية على سلم النهضة والارتقاء بواقع حال ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أنه سبحان الله تجري الرياح بما لا تشتهي السفن في كثير من الأحيان، فبعد الإعلان عن مساعدتها، قدموا نفس الأشخاص أسفهم وحزنهم واعتذارهم عن عدم القدرة على مساعدتها، لا مادياً ولا معنوياً،،، لماذا؟ ليس هنالك من سبب مقنع للرفض، فقد تعددت الأسباب ولكن العذر واحد، وهو أقبح من الذنب المرتكب!! نعم أحبتي، هذا مثال لما يعانيه ذوو الاحتياجات الخاصة من معاناة حقيقة مخفية عن مرأى العيون ومكمونة فقط داخل الصدور، وهذه بطبيعة الحال شكل من أشكال التعاسة، فأعظم وأشد حاجة في هذه الدنيا، أن يأتيك خبر سعيد ومن بعده بمهلة قليلة، يسحب هذا الخبر بكل سهولة، ويأتيك خبر حزين، سبب صدمات نفسية وعصبية في قلوب العديدين، وبات البعض الآخر منشل الحركة، ضعيف الهمة، كثير الدمعة، كل ذلك قد يحدث لقوة الصدمة الواقعة في قلوب المحزونين! نقطة الختام: كثيرة هي الأزمات التي قد لا يتعرض لها ذوو الحاجات الخاصة فقط، بل قد تتعرض لها يا قارئ أسطري، وقد تنصدم في يوم من الأيام، وتصعق بصعقة أقوى من الصعقات الكهربائية، وأنا متأكدة من أن العديدين من حولنا قد تعرضوا لذلك، لذا الحل الأمثل في الموضوع، والذي أستطيع أن أقدمه في هذا المجال هو: العلاج القرآني السحري، آيات الله، وذكره الحكيم، وأسماؤه الحسنى، كل ذلك يكشف همك وغمك، ويزيح عنك أزماتك، ويصبرك ويثبتك، ويجعلك قوياً لتتحمل معارك الحياة الصعبة، فالحياة سجن المؤمن وجنة الكافر، ولا تنس بأن كل شيء عند الله بمقدار، وبامكاننا تجاوز أزمات الحياة الصعبة، فلنتكاتف معاً، ولنتعاون من أجل تلقي صدمات الحياة ونحن أكثر قوة وشجاعة وفلاحاً، أعلم أنه اختبار صعب، ولكن تيقنوا إخوتي بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وكل هذه الصدمات والأحزان مكدسة عند الله لتثقل ميزان حسناتنا، ومن يدري فقد تكون سبباً في دخول جنات النعيم· ريا المحمودي- رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©