الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خصلة محمودة

24 يونيو 2006 01:18
تعريف الطيبة سابقاً: خصلة من الخصال المحمودة يتمناها الكل ويتسابق الجميع على الحصول عليها لأهميتها ولما تزيد من شأن صاحبها· أما الآن: خصلة حميدة نادر الحصول عليها ويتسابق الجميع للتخلص منها لعدم أهميتها ولأنها تقلل من شأن صاحبها عند بعض الناس· لست أنا من يقول هذا الكلام ولكن لو نظرنا إلى حالنا الآن هل فعلاً الطيبة من مقاييس الشخص في زماننا؟ هل فعلاً كلنا نريد أن نكون طيبين؟ هل للإنسان الطيب شأن عند بعض الناس؟ كثيرة هي الأسئلة حول الطيبة ولكن السؤال الذي يؤرقني دائماً هو: ما ذنب الإنسان أن يكون طيبا؟ لكي يعيش الإنسان في هذا الزمان يجب أن لا يكون طيباً لأنه سوف يهضم حقه، وينصب عليه، ويقلل من شأنه، وسوف تحاك حوله المكائد وتدور حوله الشائعات وسوف يستغل وسوف ··· الخ من الكثير من أنواع الظلم، هل كل هذه الأشياء نعتبرها ضريبة الطيبة أم ماذا؟ هل يجب للإنسان أن يعيش كالذئاب لكي يرجو الراحة؟ هل عليه أن يقتص من المسيء إليه ويرد عليه الصاع صاعين؟ الا يحق له العيش بهدوء؟ ألا يحق للناس معاملته كما يعاملهم؟ أليس للناس عقول أليس لهم عيون أم أنهم قوم لا يفقهون؟ كم من مظلوم كيد له بسبب طيبته؟ كم من مسجون سجن بسبب طيبته؟ كم من محروم حرم بسبب طيبته؟ كم مسلوب سلب بسبب طيبته؟ هل أصبح الناس ذئابا؟ ألا يوجد من يحكم على أساس الخصال الطيبة؟ هل الطيبة قناع تحجب عن صاحبها مكائد الذئاب؟ لو كتبت ما كتبت وأكثر، وقلت ما قلت وأكثر لن يشفي ذلك غليلي ولا يضرم النار التي في جوفي وأنا أرى استغلال كثير من الناس للطيبين· ولكن الذي يثلج صدري هو ليس كل الناس كالذئاب، وليس كل الناس من يستغلون الطيبين إلا قلة وهم ضعاف القلوب والنفوس فهناك أناس يقيمون الشخص على أساس صفاته الحميدة وخلقه الحسن، وأريد أن أوجه كلمة لكل من يجد في نفسه خصلة الطيبة وهم كثر على هذه الأرض الطيبة والحمد لله: ليس معناه أن تكون طيباً أن تسكت عن حقك أو تترك الأمور على الغارب أو تشرع أبوابك لكل من هب ودب ويجب أن تكون فطنا وعامل الناس بالحسنى ولكن بحدود والزم كل واحد حده فلا يتجاوزه، ولا تزيد من طيبتك فتصبح ساذجاً وليس كل من تراه خيراً تثق به قد يبدي لك غير الذي يكنه لك واختر أصدقاءك جيداً وانظر إلى من تعاشر وقل الكلام المناسب للشخص المناسب فلا يستعمل كلامك ضدك فتصبح نادماً· محمد أحمد لقيوس
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©