الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سر التميز إرضاء فريق العمل أولاً والزبون ثانياً

سر التميز إرضاء فريق العمل أولاً والزبون ثانياً
17 فبراير 2009 22:01
8 فئات من قطاع الضيافة تميزت في مجالها ضمن 118 مرشحاً من فنادق العاصمة، واستحقت جوائز ''فنون الطهي في أبوظبي''، المهرجان الذي اختتم فعالياته الأسبوع الماضي بعدما استضاف على مدى 10 أيام أهم الطهاة العالميين الحاصلين على نجوم ''ميشلين''· الحدث الاستثنائي الذي أطلقته هيئة أبوظبي للسياحة بالتعاون مع كبريات شركات التنظيم والعلاقات العامة من دول مختلفة، كان حديث الساعة في الأسبوعين الماضيين لما تضمنه من فقرات غنية وعروض تحضير الطعام على أيدي الخبراء من عدة جنسيات· ''الاتحاد'' زارت الفائزين بالجوائز، وتوقفت عند تفاصيل أدائهم المهني الذي خولهم لنيل ثقة الجمهور الذي صوت لأدائهم من جهة، واللجنة الحكم من جهة أخرى· الأنثى الوحيدة بينهم هي الفلبينية ماي برنسيسكو الفائزة بجائزة أفضل مضيفة مطعم· تعمل منذ سنة في المطعم البرازيلي ''شماس'' بفندق إنتركونتيننتال، وتتميز بطلّة أنيقة وابتسامة مشرقة ترافقها طيلة ساعات عملها الذي يبدأ من الثالثة عصرا وحتى منتصف الليل· تقول برنسيسكو ''حين أخبروني أن اسمي مطروح بين المرشحين للفوز، ظننت أنهم يمازحونني ولم أعر الأمر أهمية، حتى أني لم أحضر حفل توزيع الجوائز الذي تزامن مع موعد عطلتي الأسبوعية· وفي اليوم التالي عندما أبلغني المدير أني فزت فعلا، لم أصدق حتى قرأت اسمي على مجسم الجائزة وكانت المفاجأة الكبرى في حياتي''· وتعتبر نفسها محظوظة بحيث تمكنت خلال 3 سنوات من خبرتها المهنية أن تحقق تقدما ملحوظا ''فأنا تخرجت من كلية الاعلام في بلادي وعملت قليلا هناك، بعدها سنحت لي الفرصة بالسفر الى دبي، حيث عملت لسنتين في المجال نفسه الى أن انتقلت الى أبوظبي وكانت وجه السعد بالنسبة لي''· ويقتصر عمل مضيفة المطعم عموما على تلقي اتصالات الرواد وحجوزاتهم ومن ثم استقبالهم وايجاد أماكن للضيوف الذين يصلون من دون حجز مسبق· لكن وعلى الرغم من أن مهنتها تبدو بسيطة للوهلة الأولى، إلا أنها تحتاج الى الكثير من الصبر وسرعة البديهة كما تقول ''فمن الصعب إرضاء جميع الزبائن على مختلف طباعهم''· برنسيسكو التي يصفها المحيطون بها بالفتاة اللبقة، تضع في أولوياتها ألا يخرج أحد من المطعم وهو غضبان لأي سبب من الأسباب، وتضع على عاتقها أن توفر الراحة والرضا لكافة الموجودين· ''فمن غير المقبول مثلا أن نخسر زبونا لمجرد أنه حضر الى المطعم من دون حجز مسبق''· وهي في هذه الحال، تحاول جاهدة أن تدبر الأمر كأن تطلب منه الانتظار في بهو الفندق حتى تفرغ طاولة، أو تدعوه ومن معه لتناول العصائر عند شرفة المطعم· الإخلاص والمتابعة من جهته، جوزف مطر الحائز على جائزة أفضل مدير لقطاع الأغذية والمشروبات بفندق شانجري لا - قرية البري، تحدث عن مهنته بكثير من الحب والاهتمام، فهو أمضى في مجال عمله نفسه أكثر من 25 عاما متنقلا بين الفنادق من بلد الى آخر· ''أهم ما في مهنتي الاخلاص للعمل والمتابعة المستمرة، فهذا القطاع متوار عن الأنظار ولا يمكن النجاح فيه والظهور عبره إلا من خلال المنتج الجيد الذي نقدمه للضيوف· وأنا دائما أضع نفسي مكان الزبون وأحاول أن أوفر له ما يرضيني أولا، وما هو الأفضل في السوق على الاطلاق''· وهذا هو السر برأيه من خلال اختياره ليفوز بجائزة قطاع الأغذية والمشروبات التي تحمل أهمية كبيرة في العمل الفندقي وتندرج تحتها الكثير من الأقسام· ومن ضمن مسؤوليات مطر توفير كافة المواد الغذائية للحفلات والمؤتمرات والمطاعم والمطابخ وخدمة الغرف· وهو يشرف على النظافة العامة وصلاحية المنتجات المستخدمة في الفندق، وكذلك تحضير قوائم الطعام وتحديد الأسعار وطريقة تقديم المأكولات من وجبات وحلويات وعصائر· وعلى مدار سنوات عمله الطويلة، اكتسب خبرة واسعة من خلال احتكاكه بمختلف الجنسيات من مختلف الثقافات، ''الأمر الذي جعلني أقترب أكثر مما يفضله الناس لدى زيارتهم أي مطعم داخل أي فندق''· وقد عمل مطر في ''شانجري لا'' و''رونسانس'' بسيدني، و''انتركونتيننتال'' بمسقط، و''ماريوت'' و''موفمبيك'' بالقاهرة وسواها من الفنادق· ثقة كاملة وبالانتقال الى فندق الشاطئ روتانا الذي نال 4 جوائز من أصل 8 بينها جائزة أفضل رئيس طهاة، توجهنا الى مطعم المأكولات البحرية ''فينز'' الذي حصد جائزة أفضل مطعم وأفضل طاه وأفضل مدير مطعم· وهناك دلتنا رائحة النظافة وبساطة الديكور المريح على سبب انفراد هذا المكان باستحسان الرواد الذين ما أن يزوروه مرة حتى يعيدوا الكرة· مدير المطعم ثائر ميخائيل حنا، وهو سوري تدرج في المهنة خلال 8 سنوات من مجرد مساعد نادل، يقول: ''قد يرى البعض أن الفترة التي ترقيت خلالها في عملي كانت وجيزة، لكني أتطلع اليها كأمر طبيعي طالما أني طوال أدائي المهني كنت حريصا على تعلم كل صغيرة وكبيرة والافادة من أخطائي وأخطاء الآخرين وتفادي تكرارها''· ويرى أن مدير المطعم يجب أن يختلط بالمجتمع وأن تكون لديه علاقات كثيرة، بحيث يشارك في مختلف الفعاليات من باب الاطلاع على كل جديد· ''هذه الأسباب مجتمعة رشحتني لأنال الجائزة التي أعتبرها كذلك من حق كل من يعمل معي في المطعم، فأنا جزء منهم ونحن جزء من الفندق الذي يوفر لنا الأفضل دائما من أجل تبوؤ القمة''· ومن الأمور التي يأخذها حنا في الاعتبار، منح الثقة الكاملة لفريق عمله ومحاولة إرضائه ووضعه في أجواء مريحة ليتمكن بدوره من تقديم أفضل خدمة للزبائن· ويذكر ''شعاري الذي أتبعه هو احترام الموظفين أولا واكرامهم تماما كحرصي على رواد المطعم، لذلك أخصص لهم سنويا حفلة للتمويه عن النفس، بحيث يكون المطعم بكامله تحت تصرفهم''· مستوى الخدمة ومن المطعم نفسه، يتحدث الطاهي الهولندي دانيال سمينك صاحب جائزة أفضل شيف مطعم ''التكريم الذي نلته يعني لي الكثير، فأنا أعمل في المهنة منذ 12 سنة وفخور بأني تسلقت السلم درجة درجة بحيث مررت بمختلف الأدوار وتمرست في كل وظيفة توليتها''· نال ترقية في أمستردام عن أدائه المتميز وأصبح شيفا أساسيا، وبعد خبرة 3 سنوات قدم الى أبوظبي، وها هو يفوز بلقب يحمله مسؤولية اضافية لتقديم الأفضل على الدوام· ويرى أن ما يفرق طاه عن الآخر، الاستمرار على مستوى الخدمة التي يقدمها، وعدم الاستسهال أو الاستخفاف بطلبات الزبائن· ''ولا بد للطاهي أن يتابع بنفسه رغبات الرواد، بحيث لا يمتنع أبدا عن تنفيذها مهما كانت صعبة· فإذا طلب أحدهم طبقا ما ليتم تحضيره بطريقة مبتكرة، من واجبي أن أستفسر بنفسي عما يريده بالتحديد وأقدمه له حتى وان لم يكن من ضمن قائمة الطعام''· تكليف لا تشريف أما جائزة أفضل رئيس طهاة، فقد كانت من نصيب الألماني أرنست لوثر فرانك من فندق الشاطئ روتانا الذي يؤكد أنه ''ما من شيء يميز خدمة في فندق عن الخدمة نفسها في فندق آخر، غير وضع الشخص المناسب في المكان المناسب''· وهو يعمل في العاصمة منذ 5 سنوات وفي المهنة عموما منذ 35 سنة، أمضى نصفها كرئيس للطهاة في فنادق عديدة من العالم· يعتبر أن الوصول الى القمة تكليف أكثر منه تشريف، لأن المتوقع من القياديين في مجالهم يكون أكثر بكثير من الآخرين· ''وفي وظيفتي بالتحديد من الضروري المحافظة على ثقة كل من أتعامل معهم، من ضيوف الفندق الى رواد المطاعم الى الطهاة وكذلك كل العاملين في المطابخ وسواهم الكثير''· ويخطئ من يظن أن رئيس الطهاة، مهمته الاشراف على اعداد الموائد وحسب، لأنه يقوم أحيانا كثيرة بإعداد الطعام بنفسه ولاسيما في المناسبات الضخمة· ''كما أنتهز أي فرصة للتعرف على الضيوف وسؤالهم عن آرائهم بالخدمات التي نقدمها وأدون بنفسي ملاحظاتهم وأعمل على تطبيق أفضل ما يمكن لنيل رضاهام''· وينظر الى الجائزة على أنها لفتة جيدة، لكنه لا يعتبرها آخر المطاف لأن الصيت الحسن الذي يبتغيه من خلال عمله غير مرتبط إلا بمكافأة واحدة هي ابتسامة رضا على وجه الزبون· فئات وفائزون أهم الفعاليات التي شهدها المهرجان حفل توزيع جوائز الدورة الأولى من ''فنون الطهي'' الذي حضره خبراء الطهي العالميين والمشاهير من الضيوف· وجاءت الجوائز التي تنافس عليها 118 مرشحاً من مختلف مؤسسات الضيافة في أبوظبي على الشكل الآتي: ؟ جائزة أفضل رئيس طهاة: آرنست لوثر فرانك من فندق وأبراج الشاطئ روتانا· ؟ جائزة أفضل مدير قطاع الطعام والشراب: جوزيف مطر من فندق شانجري لا، قرية البري· ؟ جائزة أفضل طاه متخصص في مأكولات المنطقة: عادل دانيحسلي من مطعم ''أنار'' بفندق قصر الإمارات· ؟ جائزة أفضل مطعم متخصص في مطبخ المنطقة: مطعم ''أنار''· ؟ جائزة أفضل طاهي مطعم: دانيال سمينك من مطعم ''فينز'' بفندق وأبراج الشاطئ روتانا· ؟ جائزة أفضل مدير مطعم: ثائر ميخائيل حنا من ''فينز''· ؟ جائزة أفضل مطعم: ''فينز''· ؟ جائزة أفضل مضيفة مطعم: ماي برنسيسكو من فندق إنتركونتيننتال· جمهور وحكام تم اختيار المرشحين النهائيين بالتصويت المباشر من قبل الجمهور عبر موقع إلكتروني خاص، أما الفائزون فقد تم اختيارهم بالتحكيم النهائي من قبل لجنة خبراء ضمت في عضويتها: أحمد رمضان، الرئيس التنفيذي ومؤسس ''رؤيه للضيافة الدولية والاستشارات''، وأيان فير سيرفيس، الشريك الإداري في دار موتيفيت للنشر، وهو من الشخصيات البارزة في قطاع الضيافة في دولة الإمارات، إلى جانب أندرو تجيو، رئيس مجموعة ''تونج لوك''، سلسلة المطاعم الشهيرة في سنغافورة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©