باريس ـ أ·ف·ب: في خطوة نحو تأكيد قيم التسامح والتعايش في فرنسا، يدشن الرئيس الفرنسي جاك شيراك غداً نصبا تذكاريا للمقاتلين المسلمين في الحرب العالمية الأولى، في وسط ساحة معركة ''فردان''، تكريما لآلاف الجنود الذين أتوا من المغرب العربي وأفريقيا ومدغشقر وقتلوا خلال تلك الحرب دفاعا عن فرنسا·
والنصب جاء بناء على طلب المجلس الفرنسي الأعلى للذاكرة الإسلامية، ويبلغ ارتفاعه 25 مترا وعرضه 19 مترا·· ومولت الحكومة الفرنسية تكاليف النصب التي بلغت 500 ألف يورو·
وتجاوز عدد الجنود المسلمين 600 ألف من القناصة والخيالة والفرسان الذين توافدوا إلى فرنسا للدفاع عن ''الوطن الأم''·
وقال رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وإمام مسجد باريس دليل أبو بكر إن الإسلام في فرنسا ولد في ''فردان''·· وأضاف ''لقد تجذر في سهول فردان ودومون وفلوري حيث دافع القناصة الجزائريون والتونسيون والسنغاليون والمغربيون عن فرنسا''·
ويذكر المؤرخ والأستاذ الجامعي الفرنسي مارك ميشال أن 293 ألف جندي ''من أصول مغاربية'' قد جندوا خلال الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918)· ولم يشارك الجنود المسلمون في أي حركات تمرد في 1917 بل طلب منهم أن يراقبوا بعض الأفواج من الفرنسيين التي كانت القيادة الفرنسية العليا تعتبرها ''مشبوهة''· حتى ان القناصة الجزائريين الذين شاركوا في معركة الدردنيل، إبان الإمبراطورية العثمانية، لم يلبوا الدعوات إلى الفرار·