أطفال «وطني» يتعلمون الصيد في عرض البحر

نظمت جمعية الصيادين في دبا الحصن أمس الأول، ورشة بحرية لأطفال «برنامج وطني»، حول مهنة الصيد، وأهم الوسائل والمعدات المستخدمة في صيد الأسماك وذلك بحضور كبار النواخذة والصيادين في دبا الحصن الذين تولوا عملية شرح طرق وأنواع الصيد. تاريخ ومهن الأجداد وقال طالب علي البلي نائب رئيس جمعية الصيادين في دبا الحصن، إن الهدف من هذه الورشة هو تعريف الأطفال بتاريخ ومهن الأجداد وبالأخص الصيد لذا تعمدنا أن تكون الورشة في عرض البحر القريب من سواحل دبا حتى ترسخ المعلومة في أذهان الأطفال، كما تأتي هذه المبادرة من الجمعية لتأكيد دورها في مساندة المؤسسات المجتمعية التي تهتم في تعزيز الهوية الوطنية من خلال ربط جيل اليوم بماضيه والتمسك بأصوله ومهن آبائه وأجداده وأن يكون ملماً بهذا الماضي ويفاخر به. أما عبدالعزيز الشامسي المشرف على فريق وطني المتجول في مختلف مناطق الدولة فقال إن الأطفال المشاركين اليوم في الورشة تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 12 سنة، ويهدف «برنامج وطني» تنظيم وإقامة هذه الورش إلى تعريف الأطفال بمناطق الدولة وأهم ما يميز كل منطقة. بالإضافة إلى ترسيخ مفهوم الهوية الوطنية وتعريف أبناء الدولة بكافة المهن والأعمال التي كان يمارسها الأولون، ومن هذا المنطلق تم اختيار 18 طالباً انضموا إلى مخيم برنامج وطني في دبي بعد انتهاء العام الدراسي مباشرة، وتم وضع برنامج لهؤلاء الأطفال يشمل زيارة أهم معالم الدولة.. فقمنا بزيارة حلبة فيراري في العاصمة أبوظبي ومنتزه حيوانات شبه الجزيرة العربية في الشارقة ونادي الشباب الرياضي الثقافي في دبي واليوم في دبا الحصن. الزاروقة والعبرة أما النوخذة حسن سليمان الأقرح الظهوري والذي تولى عملية شرح أهم سفن الصيد القديمة، فقال إن هناك أنواعا عدة من السفن أشهرها البتيل وهو نوعان، نوع يطلق عليه «مبشني» وهو أكبر حجما ونوع يسمى «امفيدري والزاروقة والعبرة، وهي أصغرهم وتستخدم للتنقل بين المناطق القريبة وصيد أسماك الخيط، أما النوخذة يوسف الأقرح فتولى عملية صنع المالح وقدم درسا عمليا للأطفال بداية من قطع رأس السمكة وفلقها وتشريحها ونثر الملح ووضعها بعد ذلك بعلب بلاستيكية، موضحا أن أفضل أنواع المالح هو الكنعد يأتي بعده القباب.. وقام علي بن سالم البلي بتعريف الطلبة بأسماء اللؤلؤ، وقال إن أشهرها وأغلاها الدانة وهي تعرف بكبر حجمها وصفاء لونها وحسن ملمسها ويصل سعر الواحدة منها إلى أكثر من 150 ألف درهم، والنوع الثاني يطلق عليه حصباء والثالث جوهرة.. وهناك أنواع أخرى أقل جودة لونها ذهبي وحجمها صغير وأسعارها بسيطة. أنواع الخيوط أما صالح محمد علي، عضو مجلس إدارة جمعية الصيادين، فتناول موضوع الصيد في الخيوط، وأشار أن طرق الصيد في الخيط من الطرق التقليدية القديمة ومن أشهر أنواع الخيوط، خيط بو 120 مل وهو خاص بصيد سمك الكنعد والخباط والضلع والقد.. وخيط بو 90 و100 وهو خاص بصيد سمك القباب والصد.. أما الأطفال فعبروا عن سعادتهم الغامرة بفكرة الورشة البحرية وقالوا إنها فكرة جديدة، وأضافت لنا غير المتعة والتعرف على ميناء دبا معلومات قيمة. وقال الطالب مصبح غانم من برنامج وطني إن مثل هذه الرحلات تساهم بشكل كبير على تعزيز ثقافة الأطفال وتجعلهم أكثر اعتمادا على أنفسهم.. وبعد مرور ثلاث ساعات قضيناها مع نواخذة البحر على ظهر السفينة السياحية مجان.. وصاحبها محمد المرزوقي الذي بادر إلى توفير السفينة ونقل أعضاء فريق برنامج وطني لتنظيم الورشة بالمجان دعماً منه لإقامة مثل هذه الأنشطة الهادفة والتي تصب في خدمة المجتمع واستثمار أوقات الفراغ بشكل صحيح. فن الشلات التقليدي احتفاءً بقدوم فريق برنامج وطني إلى دبا الحصن لم تكتف جمعية الصيادين بتنظيم ورشة وإقامة حفل غداء على ظهر السفينة، بل دعت فرقة الفنون الشعبية لتقديم لوحة عن فن الشلات التقليدي الأصيل الذي كان في الماضي يرافق الصيادين أثناء إبحارهم للصيد.