الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل يتأهب بوتين للتصعيد في أوكرانيا؟

19 يوليو 2014 01:50
مارك تشامبيون محرر الشؤون الدولية في «واشنطن بوست» عادة ما أشعر بالقلق، عندما يذهب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور الأحداث الرياضية العالمية الكبيرة. فقد كان في بكين لحضور دورة الألعاب الأولمبية لعام 2008، عندما شنت جورجيا هجوماً على الانفصاليين الموالين لروسيا في هذه الدولة. وعندها هرع بوتين إلى الوطن للإشراف على غزو جورجيا وتقطيع أوصالها، كما كان بوتين في سوتشي في فبراير الماضي لحضور دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية، عندما تم إقصاء الرئيس الأوكراني السابق «فيكتور يانوكوفيتش» من السلطة في كييف، وعند عودته إلى موسكو، بدأ بوتين في ضم شبه جزيرة القرم. ومؤخراً، ذهب بوتين إلى البرازيل لحضور المباراة النهائية لمسابقة كأس العالم لكرة القدم، وليقبل بوضع الدولة المضيفة للدورة القادمة من البطولة المقرر إقامتها عام 2018. كما التقى بوتين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وحث على ضرورة الإعلان في أقرب وقت عن وقف لإطلاق النار، وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، والعمل على استئناف النشاط السلمي في أوكرانيا، غير أن كليهما يعلمان أن هذا لا يحدث، فقوات الحكومة الأوكرانية تخوض هجوماً كبيراً ضد الانفصاليين الموالين لروسيا والذين يقاتلون هناك. لا أقول إن هناك علاقة سببية بين ذهاب بوتين لحضور الأحداث الرياضية ووقوع غزو، لكن هناك علامات مثيرة للقلق حيال التصعيد الذي تشهده أوكرانيا. ومؤخراً، اتهمت روسيا الأوكرانيين بالقصف عبر الحدود، ما أسفر عن مقتل مواطن روسي وإصابة آخر بجروح خطيرة. هذه الوفاة المزعومة لمواطن روسي في روسيا على يد الجيش الأوكراني قد تكون سبباً للحرب المحتملة، وقد حذرت وزارة الخارجية في حينها من «عواقب وخيمة»، وذكرت صحيفة «كوميرسانت» يوم الاثنين أن الكرملين يدرس توجيه ضربات محددة ضد أوكرانيا، رداً على مقتل المواطن الروسي. كما يبدو الرئيس الأوكراني «بيترو بوروشينكو» مذعوراً على نحو متزايد، وقد طالب قادة الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ذات مغزى على روسيا لدى اجتماعهم في السادس عشر من يوليو. وتزعم أوكرانيا أنها أعادت صفاً كبيراً من المدرعات التي عبرت الحدود من روسيا يوم السبت الماضي، ودمرت طابوراً آخر عبر الحدود يوم الأحد. ومن الناحية عقلانية، لا ينبغي أن تكون لدى بوتين الرغبة العلنية في مزيد من التورط في أوكرانيا، وقد استطاع، حتى الآن، ضم شبه جزيرة القرم وزعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا بتكلفة منخفضة. فقد استردت سوق الأوراق المالية الروسية الوضع الذي كانت عليه قبل ضم القرم، في حين أنه من الواضح أن الاتحاد الأوروبي متردد بشأن فرض عقوبات اقتصادية، إذ من شأن مثل هذه العقوبات أن تهدد الصادرات الأوروبية. وفي ذات الوقت، إذا ما بدأ الجيش الأوكراني في قصف المتمردين في العاصمة الإقليمية «دونيتسك»، فإن ذلك سيمثل انتصاراً عظيماً، ومن الناحية التكتيكية، فإن بوتين لا تزال له اليد العليا. ورغم ذلك، فإن الصراعات لديها المنطق الخاص بها، كما أن حرب بوتين الدعائية لتشويه صورة النظام في كييف وتعزيز الدعم المحلي لتصرفاته قد بلغت أبعاداً جديدة. وأحدث الأمثلة على ذلك برز في ادعاء سيدة، خلال بث مباشر للتلفزيون الحكومي الروسي، بأنها كانت لاجئة من «سلافيانسك»، وأنه عند استعادة المدينة من المتمردين الموالين لروسيا في وقت سابق من هذا الشهر، قامت القوات الأوكرانية بإحضار العدد المتبقي من سكان البلدة إلى ساحة «لينين» لتنفيذ حكم الإعدام العلني بحقهم، كما قامت بصلب طفل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام على لوحة إعلانات، ثم سحبوه وهو فاقد الوعي، وأمام أمه في الساحة، بواسطة دبابة. هناك الكثير من الأشياء البشعة التي تحدث أثناء الحروب الأهلية، ورغم ذلك فإن مدينة «سلافيانسك» ليس بها ساحة «لينين»، رغم أن بها شارع باسم لينين، كما أنه لا توجد لوحة إعلانات في الساحة الرئيسية. ولم تظهر أية تسجيلات تمت بواسطة الهاتف النقال لهذا الحدث، ولم يظهر أي شهود لتأكيده. واتضح أن القصة الأصلية، وهي أن طفلاً في السادسة من عمره قد تم صلبه لإثارة ذعر والده، قد رويت في التاسع من يوليو من قبل المجادل القومي الروسي المتطرف «الكسندر دوجين»، نقلا عن أحد الأشخاص كان قد سمعها من شخص ثالث، وعليه، فمن الواضح أنها كانت قصة ملفقة. ورغم ذلك، فالقصة يتم بثها بلا منازع على محطات التلفزيون الروسي، ما يساهم في تأجيج المشاعر. وعندما يلتقي قادة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، عليهم أن يدركوا أن هذا الصراع يبدو وكأنه وصل مرحلة تصعيده الأخطر، حتى دون وجود أدلة على التحضير لغزو كامل النطاق. وبينما يدعو الانفصاليون في أوكرانيا (من أصل روسي) للحصول على مساعدة روسيا، ويستمر الدم في التدفق، فإن الضغوط الممارسة على الرئيس بوتين للتصرف بشكل حاسم، ستستمر في الزيادة، وعليه يجب أن تزداد أيضاً الجهود الرامية لثنيه. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©