الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاربة باكستان الإرهاب.. والتمويل الأميركي

19 يوليو 2014 01:50
غوبال راتنام محلل متخصص في شؤون باكستان وأفغانستان تعتزم باكستان السعي إلى الحصول على مساعدات أميركية متواصلة تعينها على تمويل معركتها ضد الجماعات الإرهابية في أقاليمها الشمالية، بعد رحيل قوات التحالف المقاتلة عن جارتها أفغانستان في عام 2016. وتتوقع باكستان الاحتفاظ بنحو 150 ألف جندي مقاتل في شمال وزيرستان حتى عام 2017، رغم أن عمليتها الحالية الرامية إلى كسر شوكة الجماعات الإرهابية في المنطقة قد أنجزت، حسبما أفاد مسؤول في وزارة الدفاع الباكستانية خلال مقابلة معه في واشنطن. وأوضح المسؤول، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، أنه نظراً لأن حضور/ وجود القوات الباكستانية في المنطقة الحدودية مقصوده هو المساعدة على إرساء دعائم الاستقرار في أفغانستان المجاورة، فإن إسلام آباد تنوي مطالبة الولايات المتحدة بتحمل بعض التكاليف في صورة دفعات سنوية بسبب استمرار ضعف اقتصادها. وأفادت «كريستين فير»، الأستاذة في «جامعة جورجتاون» في واشنطن ومؤلفة كتاب «القتال حتى النهاية: طريقة الجيش الباكستاني في الحرب»، بأن إسلام آباد حصلت على مليارات الدولارات من الولايات المتحدة منذ عام 2002 كتعويض مقابل محاربة الجماعات الإرهابية داخل حدودها، مضيفة: «إن ذلك أكثر شيء مثير للغضب سمعته، فهم يسعون للحصول على مقابل لإرساء الاستقرار في المنطقة الحدودية، التي تعمل وكالة الاستخبارات الباكستانية الداخلية على زعزعتها». ويشير مسؤولو الاستخبارات الأميركية إلى أن وكالة الاستخبارات الباكستانية الداخلية تدعم أيضاً جماعات «طالبان»، وشبكة حقاني وتنظيمات أخرى مسلحة تهاجم قوات التحالف في أفغانستان. وبحلول عام 2013، كانت الولايات المتحدة قد دفعت لباكستان نحو 11 مليار دولار من ميزانية البنتاجون المخصصة لدعم قوات التحالف، مقابل الجهود العسكرية التي تبذلها هذه الدولة الجنوب آسيوية في مساعدة عمليات مكافحة الإرهاب الأميركية. وقد منحت واشنطن إسلام آباد نحو 28 مليار دولار خلال الأعوام الـ12 حتى عام 2014، وفق هيئة الأبحاث التابعة للكونجرس. ومن المرجح أن تذعن الولايات المتحدة لطلب المساعدة، ذلك أن إدارة أوباما مهتمة بسلامة الترسانة النووية الباكستانية. وأوضحت «فير» أن الأميركيين مهتمون جداً بمساعدة الباكستانيين على فعل ما يرونه مناسباً لقتل أعضاء حركة «طالبان» التي تشن هجمات ضد الحكومة الباكستانية. وتابعت: «إننا ندفع لهم كي يحاربوا بؤر الإرهاب، لكنهم في الوقت ذاته يدعمون بؤراً أخرى عن طريق مساعدة جماعات تهاجم قوات التحالف. وقد أوقفت الولايات المتحدة تعويضات عام 2012، عندما أعاقت باكستان نقل شحنة حلف «الناتو» عبر أراضيها إلى أفغانستان رداً على هجوم أميركي أدى خطأً إلى مقتل 24 من قوات حرس الحدود الباكستانية. وظلت خطوط الإمداد مغلقة لمدة سبعة أشهر وأعيد فتحها في يوليو 2012، بعد أن أعربت وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك هيلاري كلينتون عن «أسفها العميق»، بسبب حالات القتل غير المقصودة. ومنذ ذلك الحين، أضاف المشرعون الأميركيون شروطاً للتعويضات السنوية تنص على ضرورة أن يتحقق البنتاجون من أن باكستان لم تغلق طرق الإمداد، وأنها تتعاون في مجال حقوق الإنسان. ومنح الكونجرس البنتاجون ووزارة الخارجية الأميركية السعي لمنح إعفاءات على أساس الأمن القومي. وفي أغسطس 2012، استخدمت وزارة الخارجية الأميركية تلك الصلاحية في السعي لإعفاء من الشهادة على أن باكستان كانت تتعاون مع جهود مكافحة الإرهاب، بما يسمح بتقديم التعويضات، حسب جهاز أبحاث الكونجرس. واقترح مجلس الشيوخ قيوداً متواصلة على التعويضات المدفوعة لباكستان في الموازنة الدفاعية لعام 2015 والتي تتم مناقشتها الآن في الكونجرس. وهناك جزء من الأموال المستحقة عام 2015 لا يخضع للإعفاء، ولا يمكن دفعه ما لم يشهد وزير الدفاع الأميركي بأن باكستان باشرت عملياتها العسكرية في شمال وزيرستان وأعاقت بشكل كبير الملاذات الآمنة لتحرك شبكة حقاني، حسب التعديل الذي أضافه عضو مجلس الشيوخ كارل ليفين، الذي يرأس لجنة الخدمات المسلحة في المجلس. وبدأت قوات الجيش الباكستاني الشهر الماضي هجوماً برياً لطرد المسلحين من تلك المنطقة القبلية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي. وفي هذه المنطقة، التي تعادل مساحتها تقريباً مساحة ولاية كونيكتيكت، ويقطنها نحو 700 ألف نسمة، مثلما أوضح القائد العسكري الأميركي السابق في 2010، موضحاً أنها «مهد للإرهاب» ولعناصر «القاعدة». ورغم مرور أشهر من تحذير الولايات المتحدة وقوات التحالف الأخرى في أفغانستان بشأن الحاجة إلى غلق الحدود قبل العملية العسكرية الباكستانية، فمن المعتقد أن ما يزيد على 30 ألف شخص فروا من شمال وزيرستان، بما في ذلك بعض زعماء الجماعات المسلحة، وعبروا الحدود الأفغانية، حسبما نوّه مسؤول باكستاني. وقد استخدمت باكستان طائرات إف 16 أميركية الصنع في قصف شمال وزيرستان، وقالت يوم الأربعاء إنها قتلت 35 مسلحاً في هذا الهجوم. وصادرت القوات الباكستانية أطناناً من المواد المتفجرة المزروعة على جانب الطريق، وبعض القنابل البدائية الأخرى في المنطقة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©