الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الدرمكي: نرافق القطعة الأثرية من المهد إلى العرض

الدرمكي: نرافق القطعة الأثرية من المهد إلى العرض
19 يوليو 2014 01:51
محمد عبد السميع تزخر إمارة الشارقة بالعديد من المواقع الأثرية، التي تعبر عن بيئتها القديمة ذات الطبيعة المتنوعة من صحاري وواحات وبحيرات وشواطئ وانهار وعيون. هذه الحضارة الثرية تعود إلى العصر الحجري المعدني وهي حضارة كامنة وغير مقيدة امتدت فروعها إلى العديد من المراكز والأطراف الحضارية داخل جغرافية جنوب شرق الجزيرة العربية. والتي شهدت العديد من المستوطنات البشرية التي استطاعت أن تتأقلم مع ظروفها المناخية والحياتية والجغرافية. وعبر هذه المستوطنات نمت حضارة وثقافة نقلت عن طريقها أصول وفنون. يمكننا قراءة سطور من تاريخها بين رمال هذه الصحراء عبر الرسوم الصخرية. ومن أجل وصولنا إلى حقيقة هذه الفترة التاريخية وتوثيقها، فإننا بحاجة إلى باحثين ومتخصصين ليتمكنوا من التنقيب عن تلك الآثار والكنوز واكتشاف ما بها من معلومات وحكايات. معرض «رحلة قطعة أثرية من الموقع إلى المتحف»، المقام حاليا في متحف الشارقة للآثار، يكشف لنا أسرار كل قطعة منذ اكتشافها وحتى عرضها، لتحكي لنا قصص التاريخ والأجداد والحضارات التي عاشت على تلك الأرض. حيث يطلعنا على مجموع الخطوات المتبعة مع كل قطعة أثرية مكتشفة والتي تتضمن أسس أعمال الصيانة والترميم للقطع الأثرية، عمليات التحليل والبحث المخبري لكل قطعة، الاستراتيجيات المتبعة في التوثيق والعرض. 4 محاور يتناول المعرض أربعة محاور رئيسية أولها ميلاد القطعة الأثرية أي لحظة اكتشافها وعثور المنقبين عليها وكيف يتم التعامل معها، بدءاً من عملية التنقيب وصولاً إلى رفع القطعة الأثرية من الموقع والاستعداد لنقلها إلى المتحف. وفي المرحلة الثانية يبدأ المختصون من علماء الآثار في اكتشاف القطعة بتحديد عمرها ودلالة وجودها في الموقع وترميمها وإعادة إصلاح الأجزاء المكسورة تمهيداً لعرضها في المتحف. وفي المرحلة الثالثة تحول القطعة إلى العرض في خزائن مخصصة، لتكون جزءاً من مجموعة المتحف الدائمة وإرثاً تاريخياً مهماً. مع وضعها تحت الملاحظة لرصد أي متغيرات قد تطرأ عليها. ودراسة وتحليل علاقاتها وارتباطها بالمكتشفات الأقدم أو الأحدث لتسجيل وتوثيق المعلومات. أما المحور الرابع في المعرض يتمثل في إتاحة الفرصة للزائر من التعرف على القطعة عن قرب باللمس ومن ثم خوضه تجربة مميزة تمكنه من استيعاب شكل القطعة والأحساس بمكوناتها ومن ثم معرفة ما تعبر عنه من معلومات. ومن ثم التعرف على الأسرار التي تكتنف القطع الأثرية منذ لحظة الاكتشاف وعثور المنقبين عليها. إن كل قطعة أثرية تشكل جزءاً من حكاية طويلة تحكي قصة الإنسان على الأرض، ورحلته في التكيف مع ظروف بيته المختلفة وتعامله معها لتوفير سبل الحياة والاستمرار فيها. «الاتحاد» التقت مع أمين المتحف ناصر الدرمكي للوقوف على تفاصيل رحلة القطع الأثرية، فذكر أن عملية التنقيب عملية طويلة وشاقة تحتاج إلى عناية ودقة وباحثين مختصين مدركين كيفية التعامل مع كل قطعة أثرية على حدة. وأكد على أهمية كل قطعة في استكمال المعلومة التي تم تحديدها من قبل وبالتالي كتابة تاريخ المنطقة بدقة من واقع المكتشفات الأثرية. المعرض أكاديمي وأشار الدرمكي إلى أن هذا المعرض يهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الآثار واكتشاف أسرار الماضي وتحفيز الزائرين على معرفة تاريخ الأجداد واستلهام تجارب الماضي. وأكد أن المعرض أكاديمي يفيد الدارسين والباحثين وطلاب دراسات الآثار سواء في التعرف على طرق الاكتشاف وتحديد القطعة ورسمها وتصويرها، وتنظيفها ووضعها في معامل الاختبار وتحليلها باستخدام المواد والميكروسكوب في اكتشاف التفاصيل وكيفية صيانتها وترميمها. ثلاث قطع وأضاف الدرمكي أن المعروضات تم حصرها في عدد قليل من القطع حتى نساعد الزائر على استيعاب خطوات رحلة القطعة من الموقع إلى المتحف. وتحدث عن القطع المعروضة في المعرض فقال: إن المعرض ضم ثلاث قطع الأولى عبارة عن تمثال برونزي على شكل رجل يرتدي إزاراً ويحمل بيده طائراً، وعثر عليه في مليحة، والقطعة الثانية قبة خزفية ذات ثقوب يعلوها تمثال ثور وتم اكتشافها في مويلح، وربما تمثل لطقوس دينية كانت تمارس في المعابد. أما القطعة الثالثة فهي مجموعة من الأقراص الذهبية للجام وجدت مدفونة مع بقايا حصان، وعثر عليها في مليحة. وأشار الدرمكي إلى أن المعرض سيتم نقله إلى متحف أم القيوين وإلى مناطق ومتاحف أخرى بالدولة للتعريف به، وتحقيق الهدف منه في إلقاء الضوء على دور الباحثين في علم الآثار وطريقة عملهم مع القطع المكتشفة. والتأكيد على الدور المهم الذي يلعبه خبراء وعلماء الآثار في اكتشاف كنوز الماضي وخبايا التاريخ والحضارات الإنسانية. (الشارقة-الاتحاد) حكاية الإنسان والطبيعة في الإمارات عبر 5000 سنة تأسس متحف الشارقة للآثار عام 1993م، كأول متحف في الشارقة وأول متحف من نوعه في الإمارات يعنى بالآثار ويوفر للمهتمين والباحثين والجمهور نافذة تطل بهم على تاريخ الشارقة من خلال آثارها المكتشفة. وقد أثبتت التنقيبات الأثرية التي جرت في مناطق مختلفة من إمارة الشارقة أن الإنسان قد سكن أرضها منذ عصور ما قبل التاريخ وما بعدها وتواصل مع محيطه وحضارات مجاورة وأن المنطقة كانت معبر تلاقي للعديد من الحضارات وهذا ما أكدته المكتشفات الأثرية. يحكي متحف الآثار بالشارقة ويوثق لتاريخ الشارقة عبر عصور ما قبل التاريخ، ففي فترة العصر الحجري الحديث بين 5000 و3000 قبل الميلاد اعتمد سكان الشارقة في حياتهم على حرفتي الرعي والصيد، وفي العصر البرونزي في الفترة بين 3000 و1300 قبل الميلاد استخدم الإنسان المعدن في صناعة أدواته المختلفة، وكان أول هذه المعادن النحاس. والذي كان متوفراً بالمنطقة. وقد استطاع الصناع بخلط نسبة بسيطة من القصدير إلى النحاس إنتاج معدن جديد اسموه البرنز. وفي العصر الحديدي (الفترة بين 1300 و300 قبل الميلاد) بدأ الناس باستخدام الحديد في صناعة أدواتهم المختلفة ولقد تميز العصر الحديدي في الإمارات عموماً والشارقة خصوصاً بتغيرين هامين أثر في حياة السكان هما: استئناس الجمل، واستخدام الأفلاج. وفي العصر الهلينسي وما بعده حتى ظهور الإسلام (الفترة بين 300 قبل الميلاد و611 ميلادي) صارت منطقة الإمارات جزءاً من شبكة التجارة العالمية التي ارتبطت فيها حضارات ودول هذه الفترة مع المراكز التجارية العربية الهامة في الجزيرة العربية. وقد جلبت هذه التجارة الازدهار لمنطقة مليحة بالشارقة والتي كانت مركزاً للقوافل التجارية العابرة وسوقاً لما جاورها من التجمعات السكنية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©