الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

موانئ دبيتبحث فرصا في جنوب أوروبا وأفريقيا وتركيا

24 يونيو 2006 23:46
حوار - حسين الحمادي: كشف جمال ماجد بن ثنية نائب الرئيس التنفيذي لموانئ دبي العالمية ، ان سياسة الشركة تعتمد على خطة توسعات عالمية من خلال عمليات استحواذ وتطوير لموانئ في مختلف قارات العالم، مشيرا الى ان استراتيجية الشركة تقوم على تعزيز وجودها في مختلف الموانئ العالمية وتحقيق قيمة مضافة في صناعة خدمات النقل البحري والاعمال اللوجستية· واوضح ان الشركة تعمل بمفهوم تجاري لتحقيق عوائد حقيقية ومناسبة على مختلف استثماراتها في أي من موانئ العالم، مشيرا الى ان الشركة تبحث في الوقت الراهن فرصا استثمارية في جنوب اوروبا وافريقيا وتتباحث مع دول عربية لادارة موانئ فيها، كما تبحث فرصا للاستثمار في تركيا· وقال بن ثنية في حوار شامل مع ''الاتحاد'' ان اتهام دبي العالمية بالسعي الى السيطرة واحتكار الخدمات البحرية بهدف خدمة موانئ دبي ليس له اساس من الصحة، بل ان الشركة تضخ مليارات الدولارات في مشروعاتها التوسعية لتحقيق نمو في عمليات التشغيل في الموانئ التي تديرها، اضافة الى تحقيق عوائد مالية عن هذه الاستثمارات لصالح الشركة ذاتها، وتعمل على تحقيق هذه المعادلة وفق سياسة اقتصادية وادارية تتسم بالشفافية والوضوح· وافاد بن ثنية ان خطط النمو السريعة لموانئ دبي العالمية من خلال الاستحواذ على موانئ وشركات عالمية، جاء مواكبا لعمليات نمو واسعة وسريعة للشركات المنافسة، الامر الذي فرض على موانئ دبي العمل على تعزيز موقعها كثالث اكبر مشغل للخدمات البحرية في العالم· استراتيجيات الشركة كما كشف عن استراتيجيات الشركة المستقبلية في التوسع العالمي وتحدث عن مجموعة من النقاط المتعلقة بعمل موانئ دبي العالمية· واشار الى ان الشركة تتباحث حاليا لادارة موانئ في بعض الدول العربية، مشيرا الى ان المباحثات في مراحل اولية ولم يتم التوصل الى قرارات بهذا الشأن، كما اشار الى ان موانئ دبي تنظر الى بعض الاسواق في جنوب القارة الاوروبية وتركيا، الى جانب فرص اخرى في القارة الافريقية، مشيرا الى ان عمليات الاستحواذ على شركات كبيرة تعتبر خيارا مفتوحا متى ما رأت الشركة فرصة وحاجة حقيقية لذلك، الى جانب سياسة الشركة بالتوسع في ادارة الموانئ وتحقيق نمو وتوسعة في تلك الموانئ· ونفى بن ثنية ان يكون السعي الى السيطرة على الخطوط الملاحية العالمية هو السر وراء عمليات وخطط التوسع الكبيرة والسريعة لموانئ دبي العالمية، مشيرا الى ان التوسع السريع اصبح خيارا استراتيجيا في ظل النمو السريع ايضا الذي تحققه الشركات العالمية الكبرى مثل المشغل الاول في العالم بهونج كونج والمشغل الثاني بسنغافورة، واللذان قاما بعمليات استحواذ وتوسع رهيبة خلال السنوات الاخيرة وهو ما دفع موانئ دبي لاتخاذ استراتيجية التوسع السريع للبقاء في دائرة المنافسة العالمية· واضاف: لا نسعى للسيطرة على الخطوط الملاحية الدولية، بل ما نقوم به هو خلق قيمة اينما نذهب وجلب الكثير من الفوائد للمناطق التي نعمل فيها، وقال: نختلف عن الآخرين، فليس من سياساتنا اهما مناطق معينة والعمل على تكدس البضائع في بعض الموانئ بهدف رفع اسعار خدماتنا او أي اساليب اخرى مماثلة، لكننا نسعى من خلال تواجدنا في أي موقع بالعالم على تحقيق نمو مستمر وفق خطط تنظر الى النشاط المستقبلي ونمو الاعمال وليس الاكتفاء بالنظر الى عمليات العرض والطلب الحالية· وقال بن ثنية: اثبتنا ذلك في العديد من المناطق، ففي ميناء جدة على سبيل المثال لم يكن من المتوقع ان تناول كل محطة اكثر من مليون حاوية، الا ان واقع الحال اختلف حاليا واصبحت محطات مثل المحطة الجنوبية بميناء جدة تناول 1,5 مليون حاوية نمطية وهو رقم يفوق التوقعات ووصل حجم الاعمال الى الطاقة الاستيعابية خلال فترة بسيطة، وهو الامر الذي حدث ايضا في جيبوتي حيث اضفنا نشاطا ونموا في الاعمال ولدينا نظرة توسعية في الميناء والمنطقة الحرة وخطط اخرى· عمليات التوسع وحول عمليات التوسع السريعة التي تقوم بها موانئ دبي العالمية والاهداف من ورائها قال جمال ماجد بن ثنية: حتى سنوات ماضية كانت اعمالنا تقتصر على ادارة الموانئ المحلية والاقليمية، وكنا نعمل على تحقيق عمليات نمو طبيعية وعادية، الا ان ما حدث في العالم دفعنا الى السير بخطوات سريعة للبقاء في دائرة المنافسة العالمية، فقد حدثت توسعات ضخمة وسريعة جدا في الشركات العالمية وبدأ المشغلان الاول والثاني في العالم وبعض الشركات البريطانية في اتخاذ خطوات سريعة للتوسع خلال فترة زمنية قصيرة واصبحت تمتلك وتدير موانئ في الصين واوروبا بنما وشبه القارة الهندية واميركا اللاتينية، فيما قامت شركات عالمية بانشاء اذرع استثمارية لتقديم خدمات مناولة عالميا· واضاف: لاحظت موانئ دبي حدوث هذا التوسع السريع وهو ما ادى الى حدوث هوة بين المشغلين الاول والثاني وبقية المشغلين العالميين، وكنا قد بدأنا عملياتنا الاقليمية وكنا ننمو بشكل طبيعي، فأصبحنا امام خيارين اما ان نستمر في النمو الطبيعي او ان تخذ خطوات استراتيجية للوصول الى المراكز العليا عالميا خلال فترة قصيرة، وكان القرار بان نتحول الى مشغل عالمي وبناء على حاجات ملحة تدور حول محور البقاء في المنافسة العالمية، فبدأنا في عمليات الاستحواذ التي بدأت في عام 2004 بشركة (سي اس اكس) الاميركية التي اتاحت لنا التواجد في 6 دول بالعالم واعطتنا بعدا عالميا جيدا الا انه لم يحقق التغطية الكبيرة التي كنا نسعى اليها، ثم اتخذنا الخطوة الجريئة بالاستحواذ على شركة (بي اند او) وقال بن ثنية: سنشهد خلال المرحلة القادمة توجها من الشركات الملاحية بالعالم للتعامل مع الشركات الكبرى وسنرى ان المشغلين الاقليميين سيعملون تحت مظلة الشركات الكبرى· وبالنسبة لصفقة (بي اند او) والتي كانت موانئ دبي العالمية قد رفعت العرض الذي قدمته لشرائها من 6,4 مليار دولار الى 7,2 مليار بعد دخول المنافسين السنغافوريين وما اذا كانت هذه القيمة تتناسب مع عوائد عمل الشركة قال نائب الرئيس التنفيذي لموانئ دبي العالمية: كانت بي اند او الفرصة الوحيدة المتاحة بالسوق لتعزيز تواجدنا العالمي، وحين قدمنا عرضنا الاول تركنا هامشا للزيادة في حال دخول أي منافس آخر، وكنا نعرف ان هناك منافسا سيسعى للدخول الى الصفقة ونعلم من هو، واود ان اقول ان قيمة العرض الثاني (7,2 مليار دولار) كان الخيار الاخير الذي وضعناه في مراحل دراسة الصفقة كخيار ثان في حال تقدم المنافس بعرض، وبالتالي فقد كانت جميع الامور محسوبة بدقة بالنسبة لنا منذ البداية· الموانئ العربية وحول رؤيته لفرص الموانئ العربية في التطور اكد جمال بن ثنية انه بالرغم من وجود فرص مهمة في الدول العربية سواء في مجال الموانئ او المجالات الاقتصادية الاخرى، والتي تشمل الكثافة السكانية في عدد من البلدان وتوفر العمالة الرخيصة، الا ان عدم وجود البنى التحتية المتطورة يعتبر عائقا اساسيا امام هذه الدول· وقال: في اعتقادي الشخصي لا يوجد رؤى مستقبلية لفهم الحاجات الاقتصادية للدول الاوروبية ومعرفة الفرص المتاحة امام الدول العربية بهذا الشأن، فالكثير من الدول الاوروبية بدأت تتجه الى اسواق بعيدة جدا في شرق آسيا وبدأت الكثير من العلامات التجارية الاوروبية تصنع هناك، والسبب هو رخص العمالة وتوفر البنى التحتية المتطورة، واتصور ان امام الدول العربية فرصة لاستغلال ذلك، فهي قريبة من اوروبا وتملك عمالة رخيصة وتبقى مسألة تطوير البنية التحتية هي العائق الاساسي امامها، وقد رأينا ان تطوير البنية التحتية في تركيا على سبيل المثال جعلها تخطو خطوات مهمة في تطوير اقتصادها وجذب الاستثمارات الاوروبية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©