الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بالصور.. سعيد جمعوه: الكاميرا «الفيلمية» تعزف لحن الطبيعة

بالصور.. سعيد جمعوه: الكاميرا «الفيلمية» تعزف لحن الطبيعة
27 أكتوبر 2017 01:29
أشرف جمعة (أبوظبي) عشقه للكاميرا الفيلمية دفعه للانطلاق في فضاء دبا الحصن، التي ولد وترعرع فيها، فالتقط صوراً للطبيعة الجبلية والبيئة البحرية، والمهن التراثية، حتى غدت الكاميرا نقطة انطلاقه لحصد نحو 20 جوائز وتكريمات محلية ودولية، إنه سعيد جمعوه، أمين عام اتحاد المصورين العرب ورئيس جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، الذي احترف فن التصوير الفوتوغرافي، واكتسب خبرة ودراية حول أسرار التقاط الصورة، خاصة وأنه لا يحب العبث باللقطة البكر واللعب على وتر التقنيات الحديثة في تجميلها، ما وضعه في مكانة مرموقة بين المصورين الإماراتيين خاصة، والعرب عامة، فهو يتمتع بمواهب حقيقية في مضمار الفن تجعله يخلص للكاميرا وللطبيعة الإماراتية والموروث الشعبي، الذي فجر طاقاته الإبداعية حتى باتت مشاريعه علامات مضيئة. مهارة اللقطة يقول جمعوه: «ارتباطي بالكاميرا الفيلمية متواصل، حيث أعيش معها تفاصيل مغايرة، فهي تمثل نقطة الانطلاق الأصيلة لي، فضلاً عن كونها صورة بلا رتوش، فالذي يمتلك مهارة التصوير بالكاميرا الفيلمية يستطيع أن يعبر إلى عالم فن التصوير الفوتوغرافي من أوسع أبوابه»، لافتاً إلى أنه رغم امتلاكه كاميرا رقمية حديثة، فإنه حين يلتقط صوراً بالكاميرا التقليدية يشعر بأنه يحافظ على روح الإبداع بداخله. ويتابع أنه «حين استلها من مكانها الأثير في البيت في بداياته انطلق في دهاليز دبا الحصن يصور الطبيعة الساحرة، فرسمت هذه الكاميرا طريقه نحو الفن وجعلته يدرك أن الصورة التي لا تخضع لتقنيات العصر هي الأنضج شرط أن يتوافر لها مهارة التقاط اللحظة». محاكاة الطبيعة ويوضح جمعوه أنه في عام 1999 خاض غمار الصور بالتقنية التقليدية، وكان ينتظر بشغف نتيجة تحميض الصور في الاستوديوهات القريبة منه، ليتعرف إلى معايير جودتها ويتدارك الأخطاء التي وقع فيها، وبمرور الأيام وبالعلم والصبر والإصرار على أن يكون له رؤيته الخاصة استطاع أن يحمل روحه الفنية عبر اللقطة ليخاطب العالم، مؤكداً أنه بات يجيد عملية تحميض الصور بالكاميرا الفيلمية، ويشعر بالفرح حين يجد أن صوره التي لا تخضع لمؤثرات التقنيات الحديثة تعبر عن الطبيعة وتحاكيها بجدارة.  مشروع تراثي ويقول إنه عمل على مشروع تراثي مهم يوثق نحو 90 مهنة وحرفة قديمة في دبا الحصن، تعبر عن موروث شعبي أصيل يحافظ على وحدته وجودته تاريخياً عبر تمسك بعض كبار السن به، وكذلك من خلال الفعاليات التراثية التي تمتلك مقومات الحفاظ على الموروث، لافتاً إلى أنه جمع مادة كتابه الذي وصل إلى نحو 200 صورة مذيلة بشرح واف للمهنة أو الحرفة التراثية، ما يعد إنجازاً يعبر عن شغفه بمفردات الحياة الإماراتية القديمة التي ألهمته لقطات معبرة، حيث وثق لهذا المشروع بكاميرا رقمية ليحقق معادلة الطيران بجناحي الحداثة والأصالة، عبر امتلاكه القدرة على التصوير بالطرق التقليدية والرقمية.  فلسفة الحياة عن علاقة الصورة الفوتوغرافية بالسفر، لا يخفي جمعوه أنه حاول الوصول إلى فلسفة الحياة في بعض البيئات في الكثير من الدول التي سافر إليها كأفريقيا والهند والصين وفيتنام واليابان ونيبال، خصوصاً أنه اشتغل على علاقة البشر بالطبيعة فجسد الحياة بكل تفاصيلها عبر لقطات حية تعبر عن شغفه الحقيقي بفلسفة التصوير التي طرحته مصوراً يمتلك أدواته الخاصة. معارض شخصية ويشير جمعوه إلى أنه رغم حصوله على عديد من الحوائز فإنه يعتز بفوزه بجائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي، وفوزه أيضاً بمسابقة ناشيونال جيوغرافيك للتصوير، موضحا أن لديه نحو خمسة معارض شخصية قدم فيها الكثير من أعماله في أبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة، موضحاً أن مثل هذه المعارض قربت المسافات بينه وبين الجمهور. رُمح القبائل البدائية يقول أمين عام اتحاد المصورين العرب سعيد جمعوه، إنه قصد السفر إلى أثيوبيا بقصد زيارة بعض القبائل البدائية هناك، ومن ثم الانغماس في تجربة حقيقية يوثق لها بالصورة، وفي أثناء التقاط صورة لطفل يعيش ضمن نطاق هذه القبيلة توجه نحوه أحد أفرادها محاولاً منعه وفي يده رمح، وقبل أن يحدث تصادم حقيقي معه، كان برفقته أحد المواطنين الأثيوبيين الذي تدخل في الوقت المناسب شارحاً القصد من التقاط الصورة، وهو ما هدأ من روعه، ومن ثم السماح له بالتصوير. ويشير جمعوه إلى أنه تبسط معه والتقط لصاحب الرمح بعض الصور، تعبيراً عن الود، وتأكيداً على أن الصورة مهمة في حياة الناس، لتوثق طبائعهم وحياتهم بوجه عام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©