الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواهب واعدة بين أبناء الإمارات في «المهارات العالمية»

مواهب واعدة بين أبناء الإمارات في «المهارات العالمية»
26 أكتوبر 2017 10:21
أحمد السعداوي (أبوظبي) يثبت أبناء الإمارات يوماً بعد يوم، أنهم قادرون على العطاء والإبداع، وهذا ما كان عليه حالهم خلال مشاركتهم الواسعة في مسابقة المهارات العالمية، التي أقيمت في أبوظبي مؤخراً، وتنافس فيها شُبان مواطنون مع أقرانهم من العالم على إظهار ما لديهم من قدرات عالية في مجالات منها الصناعة والأمن الإلكتروني، عكست مستويات متميزة، ما يبشر بصعود نشء جديد مؤمن بالعلم وسيلة للتقدم. صناعات مفيدة يقول شاهين سيف المطوع (22 سنة)، طالب السنة النهائية بكلية الهندسة الميكانيكية في جامعة أبوظبي بوليتكنك، إنه يحلم بأن يسهم في إنشاء أول مصنع سيارات متكامل على أرض الدولة، ما يرفع راية الإمارات في مجال الصناعات الثقيلة، ويدعم اقتصادها. وهو يسعى إلى تحقيق هذا الحلم، بالمشاركة في المسابقات العلمية، والتعرف إلى خبراء في مجالات مختلفة من دول أخرى ليستفيد منهم.  يذكر المطوع أنه يعمل على تنمية مهاراته بالتدريب ومساعدة الزملاء خلال المشاركة في المسابقات المتنوعة ومنها مسابقة المهارات العالمية، موضحاً أن مشاركته في هذا الحدث تأتي تتويجاً لاهتمامه بكل ما يتعلق بعلوم الهندسة الميكانيكية في حدود تخصصه، حيث شارك في فئة الميكاترونكس أو الكهروميكانيكية، لبناء خط تصنيع متكامل ومصغر، حيث سبق أن حصل على المركز الثاني في مسابقة مهارات الإمارات، ما أهله للانضمام إلى المهارات العالمية، وبعد أن انتهى منها قدم طلب المشاركة في مسابقة بالعلوم نفكر، وهي مسابقة علمية تهدف إلى اكتشاف المواهب العلمية الشابة من أبناء الدولة، وتشارك فيها فرق مؤلفة من مواهب شابة، حيث يقوم المشاركون بعرض أفكارهم العلمية المبتكرة، كما تركز المسابقة على تصميم ابتكارات علمية وتطويرها وبنائها، فضلاً عن تطبيق المهارات العلمية لحل المشاكل العملية. مكانة راقية ويقول ليث خالد نصر الطائي (17 سنة)، إنه يسعى إلى أن يكون من المتميزين في مجال الأمن الإلكتروني، كونه من المجالات الأساسية في الأعمال والصناعات في العالم الحديث، لافتاً إلى تفوقه في عديد من المجالات العلمية والرياضية، حيث فاز بالمركز الأول 3 مرات على التوالي في رياضة التزحلق المائي في المسابقة العالمية بنادي الفرسان بأبوظبي، وشارك في سباق القدرة للفرسان 40 كيلومتراً، وهو حاصل على رخصة دولية في ركوب الخيل، كما شارك مؤخراً في مسابقة المهارات العالمية بأبوظبي، في فئة أمن المعلومات cyber security، وفاز فيها بالمركز الثاني. وأشار إن تحقيقه مكانة راقية بين متخصصي الأمن الإلكتروني في الإمارات والعالم، تطلب منه تنمية مهاراته وقدراته العلمية من خلال دورات فنية مكثفة في المعاهد المختصة، بالإضافة إلى اشتراكه في المعاهد الافتراضية والمواقع الإلكترونية على الإنترنت في مجال التعليم عن بعد، مقابل دفع مبالغ كبيرة في سبيل الحصول على أفضل التقنيات الإلكترونية، كما قام والده بشراء أجهزة حاسوب عالية السرعة له حتى يتدرب ويصقل مهاراته التقنية في بيئة متطورة. وحول تنمية مهاراته الرياضية، يقول إنه اشترك بنادٍ متخصص في مجال التزحلق المائي والفروسية لشغفه بهذه الأنواع من الرياضة، ما أسهم في تطوير مهاراته وقدراته بالعزيمة والصبر. اطلاع ذاتي في المجال ذاته، برع أحمد عادل الحوسني (16 سنة)، طالب الصف الثاني عشر بمدرسة ثانوية التكنولوجيا التطبيقية بأبوظبي، والذي يقول إنه يتمنى أن يعمل مهندساً متخصصاً في علوم الأمن الإلكتروني؛ ولذا يدرس الكمبيوتر الآن في المدرسة الثانوية، ليتابع دراسته الجامعية في المجال نفسه، مؤكداً أنه سيواصل مسيرته العلمية باستمرار، حتى يكون على اطلاع مستمر بأحدث علوم الكمبيوتر وما يرتبط بالأمن الإلكتروني، لافتاً إلى أنه حالياً يعمل على تنمية مهاراته بالإطلاع الذاتي والتبحر في هذا النوع من العلوم، فضلاً عن المشاركة في فعاليات ومسابقات متعددة منها، مسابقة سايبر كوست (Cyber Quest)، ومسابقة المهارات العالمية، كما حصل على شهادة تقدير من (Cyber Quest). وأضاف: «حصلت على المركز الثاني في مسابقة المهارات العالمية التي أقيمت مؤخراً في أبوظبي، وهذه الجوائز والتكريمات تعطيني حافزاً للسير قدماً في تحقيق مزيد من هذه الإنجازات، لخدمة الوطن في واحدة من أهم العلوم التي ستعتمد عليها الصناعة والأعمال المختلفة في السنوات المقبلة». العلم والاجتهاد وأكدت شيخة عادل الشاعر النقبي (14 سنة)، طالبة في الصف العاشر بمدرسة أم عمارة للتعليم الثانوي بخورفكان، إنها تخطط للعمل مهندسة كهربائية مستقبلاً، وهذا لن يتحقق سوى بالعلم والاجتهاد، واكتساب خبرات ومهارات من العالم الخارجي، فضلاً عن أن لديها موهبة التمثيل وشاركت في فعاليات عدة في هذا المجال، حيث سبق أن مثلت الإمارات في مهرجانات البحرين، والمغرب، وحصلت على جائزة أفضل تمثيل دور أول في مهرجان أصيلة في المغرب، وعن مشاركاتها العلمية، تذكر أنها شاركت مؤخراً في مسابقة مهارات الإمارات، ثم مسابقة المهارات العالمية مؤخراً في مجال التوصيلات الكهربائية، وسبق أن حصلت على جائزة الشارقة للتفوق التربوي فئة الطالب المتميز سنة 2012، وجائزة حمدان بن راشد، فئة الطالب المتميز أيضاً عام 2014. وقالت إن حصولها على هذه الجوائز والتكريمات يمثل أفضل دافع لها بعد حب الوطن، في السير على طريق النجاح والتفوق. رأس الأولويات ومن جانبه، أكد الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة، أن الاهتمام بمهارات وقدرات أبناء الإمارات والحرص على تنميتها لمساعدتهم في تحقيق آمالهم وطموحاتهم، يأتي في مقدمة الأولويات التي يضعها الجميع نصب أعينهم، متابعاً: «نعمل الآن على الاهتمام بالتخصصات ذات الرؤية المستقبلية التي تناسب تطلعات أبناء الإمارات، وكنا طرحنا تخصصات مثل الطب الحيوي وعلم الجينات، وبرنامج الفضاء، وهذا العام رأينا ظهور فكرة المشروع الإماراتي بإقامة أول مستوطنة بشرية على المريخ بعد 100 عام، ما يؤكد أهمية النظرة المستقبلية في دفع أبناء الإمارات وتشجيعهم على طريق التفوق والنجاح». ويؤكد أن دور الجامعات، «هو تخريج أفراد قادرين على العمل والتميز في سوق العمل خلال السنوات المقبلة، والتي ستكون الوسائل المستخدمة في الحياة حينها مختلفة تماماً عن الذي نراه اليوم، لافتاً إلى أن الجميع لديه مهارات مختلفة في مجالات عملهم، ويجب التركيز على كل ما يتعلق بالتكنولوجيا، وتوظيف كل الإمكانات وربط كل المجالات بعلوم وتكنولوجيا المستقبل، وبالتالي مساعدة الأجيال على تحقيق طموحاتها وأحلامها الشخصية والمجتمعية». مصانع مصغرة فك وتركيب وبرمجة المصانع المصغرة، أحد التقنيات الحديثة التي برع فيها عيضة الراشدي (21 سنة) الطالب في معهد أبوظبي بوليتكنك، والذي شارك في هذه الفئة من المسابقات الميكانيكية في مسابقة المهارات العالمية، وفاز فيها بالمركز الأول، مؤكداً أنه يطمح لأن يكون مهندساً ناجحاً قادراً على الإسهام بفاعلية في منظومة الارتقاء والنمو التي تعيشها الدولة حالياً، إلى جانب نقل خبراته للأجيال القادمة من أبناء الإمارات ليصبحوا عناصر إيجابيين في المجتمع، ومن ذلك مشاركتهم في المسابقات المختلفة محلياً وعالمياً. يذكر أنه يعمل على تنمية مهاراته وقدراته بالتدرب في مختبر معهد أبوظبي بوليتكنك، المجهز بأرقى مستوى، وسيصل إلى هدفه ليكون مهندساً ناجحاً من خلال الاهتمام بترقية مهاراته واكتساب معارف جديدة متعلقه بمجال عمله، فضلاً عن إيجاد فريق العمل الجاد والبيئة المحفزة للتدريب المستمر. سوق العمل المستقبلي يقول الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة، إن هناك إقبالاً من شباب الإمارات على مهارات وعلوم المستقبل، وهي مرتبطة بسوق العمل مثل الأمن الإلكتروني والطائرات من دون طيار، موضحاً أن هذين المجالين لهما أهمية قصوى في السنوات المقبلة، خاصة أن «الوظائف والأعمال تتغير مستقبلاً، وبالتالي تتغير المهارات، وعلينا أن نسبق العالم بالاهتمام بمهارات جديدة تتناسب مع سوق العمل المستقبلي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©