الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الشيخوخة والتشبع سكين في ظهر أسود الرافدين

الشيخوخة والتشبع سكين في ظهر أسود الرافدين
6 يناير 2009 02:00
خسارة منطقية وهروب من مأساة حقيقية، لا أجد سوى تلك الكلمات الثقيلة على القلب، وأنا أتابع بطل آسيا ،2007 كنت وما زلت أتوقع له أن يكون الحصان الأسود والقادر على صناعة الفارق للعرب في المحافل الدولية مستقبلاً· في افتتاحية ''خليجي ''19 وفي ثاني مواجهات المجموعة الأولى، كنت أتوقع بداية نارية لمنتخب العراق بطل آسيا تحت قيادة مدربه البرازيلي ''الملهم''، كما يراه الشعب العراقي يواجه منتخب البحرين في الافتتاح بالنسبة لكلا المنتخبين· العراق في ''خليجي ''19 كان مرشحاً لنيل اللقب، حتى عندما قرأت تشكيلته في الافتتاح، وجدت أنه يلعب بهدافه الأكبر رمز هذا الجيل يونس محمود الذي اكتمل شفاؤه طبياً، ولم يستعد بريقه القديم حتى الآن وبجواره أصدقاؤه الكبار هوار ملا محمد ونشأت أكرم أفضل من يلعب الكرة في وسط الخليج حالياً· دعونا نتحدث عن المباراة لنجد أننا كنا نشاهد بطلاً أجهده الزمن لا يملك الطموح رغم اسماء رنانة وشعب ينتظر منه الكثير، وأعتقد أن العراق الآن وبعد مباراتها أمام البحرين تعاني من فوز ولقب آسيوي تحقق فى العام الماضي، وأشعر أنه بث في صدور هذا الجيل ''قمة النجاح''، وأنهى الطموح بداخلهم· البحرين في 90 دقيقة نجحت في صناعة التاريخ، وفرضت الأسلوب والأداء من بداية اللقاء مع مدرب متمرس في النواحي الخططية ميلان ماتشالا، وبدأ الفريقان المباراة بالتشكيل الأمثل في كل المراكز مع بعض التعديل في نوعية تمركز لاعبين وخاصة الوسط لجورفان فييرا، وأيضاً للثعلب ماتشالا، ولكن الفروق الفردية كانت لصالح العراق على الورق من حيث الخبرة والفنيات والتكتيك، ولكن أعتقد أن الحال تبدل بأسلوب علمي متميز، ومن فريق يعرف كيف يتعامل مع مديره الفني القدير من خارج الخطوط، البداية كانت للعراق مع الطريقة غير المعتادة والتي تأقلم عليها في الفترة الأخيرة وهى 4-1-4-1 باعتماد كرار جاسم كلاعب ليبرو وسط الملعب فى ظل تواضع مستوى بعض العناصر المهمة للفريق، وهو ما يعطي عمقاً دفاعياً يستفيد منه خط الدفاع، وأيضاً الوسط براحة تامة، ولكن المفأجاة، كانت في تغير طريقة الأداء أثناء البطولة· وفي اليوم الأول إلى 4-2-3-1 باعتماد هيثم كاظم بجانب قصي منير المنهك كثيراً، وغير الجاهز للعب في العمق الدفاعي بجانب كاظم، مما أثر كثيراً على الانسجام والجماعية والتعود والحفظ الخططي للعراق في السنوات الأخيرة، وبالتالي وجدنا ثغرات كثيرة في وسط الملعب أدت إلى شوارع في الوسط وعلى الأطراف· وبالطبع أدت إلى حالة طرد للاعب نفسه ليبقى العراق بلاعب ارتكاز واحد قصي منير مع عودة نشأت أكرم للمساعدة في وسط الملعب بجانب قصي مع استعمال رأس حربة واحد، وهو يونس محمود غير الجاهز فنياً وبدنياً، وهو خطأ يحاسب عليه المدير الفني من البداية· وباستمرار التراجع اللياقي مع مرور الوقت نظراً للنقص العددي في الوسط عدل فييرا من طريق اللعب إلى 4-1-3-1 هجومياً ودفاعياً تتحــول إلى 4-4-1مع الاعتماد على الهجمة المرتدة لأفضل عنصر، وهو هوار ملا محمد الذي تحرك في كل مكان، ولكن لم يجد المعاونة للنقص العددي والهبوط اللياقي وانتهاء الطموح لأسود الرافدين· وفى المقابل وجدنا البحرين متماسكاً من البداية التعديل طفيف في الاسماء وليس في التكتيك، وهو ما فضل أن يفعله ماتشالا على الرغم من تواضع المستوى في اللقاءات التحضيرية قبل البطولة دون النظر إلى الضغط الجماهيري وتحفيظ لاعبيه على كيفية تخطى عملاق اسمه العراق أتصور كان هذا هو الشغل الشاغل للثعلب التشيكي· الجانب الذهني والبدني لتعويض الجانب الفني الذي يصب في صالح المنتخب العراقي· منتخب البحرين بدأ المباراة بتعديل بسيط وجود محمد حبيل في الناحية اليمنى وأمامه سيلمان عيسى لإيقاف خطورة جبهة تعد هي الأخطر في العراق المتمثلة في هوار وباسم عباس ونجح بالفعل في السيطرة على مفاتح مهم جدا للمنافس مع اعتماد طريقة الكثافة في وسط الملعب وإعطاء حرية وتأمين دفاعي لهمزة الوصل محمد سالمين المتحرك في كل مكان في النواحي الهجومية لإحداث الفارق على وسط العراق وخط الدفاع· ماتشالا لعب بتكتيك هجومي من البداية بإشراكه عبدالله عمر في وسط الملعب اليسار مع التنبيه عليه بالتقدم الأمامي بين قلبي دفاع العراق واستغلال الكرات الطولية لمحمد سالمين وإشراك فتاي كرأس حربة ثاني· ويعتبر مساعداً جيداً لعلاء حبيل والتذكير الدائم من خارج الخطوط لفتاي أنه لاعب الوسط الخامس أمام محمود جلال حتى لا يعطي فرصة لتقدم نشأت أكرم للأمام، وهو ما أتاح السيطرة على كل المفاتيح، وخاصة في بداية الشوط الثاني، وتنفيذ طريقة 4-1-4-1 دفاعيا وليبرو وسط الملعب الدفاعي هو محمود جلال، وتنفيذ 4-1-3-2 برأسي حربة حبيل وفتاي وأطراف متقاربة جداً وسريعة سيلمان وعبدالله عمر وصانع لعب ماهر محمد سالمين، مع تقدم أحد المدافعين الممتازين سيد عدنان في ظل نقص عددي ولياقي للعراق في الشوط الثاني، واختلف أسلوب الفريقين، البحرين يريد الاحتفاظ أكثر فترة ممكنة بالكرة في وسط الملعب، وهي تعليمات من ماتشالا لأسباب كثيرة الأول عدم إعطاء فرصة لاعبي العراق الدخول في المباراة وأيضا للابتعاد عن الأخطاء الفردية أمام منطقة الـ 18 خوفا من التسديد الثابت المميز لنشأت أكرم· والثاني الأداء الجماعي لصالح الفريق وتدوير الكرة لإرهاق المنتخب العراقي في ظل النقص العددي، وثالثاً اسغلال المساحات الموجودة بالجملة من وسط الملعب العراق والحرية التامة للنجم محمد سالمين دون رقابة مفروضة· ورابعاً زيادة السرعة للأطراف عيسى سلمان وعبدالله عمر في النواحي الهجومية وخاصة أن العراق أصبح بدون خطورة بعد الطرد الثاني لنور صبرى، وخروج أيضاً نشأت للإصابة انتهت كل الفاعلية الهجومية للعراق على الرغم من إحرازه هدفاً جاء من تقاعس لاعبي البحرين وخبرة مهاجم العراق الذي تحول بعد ذلك إلى 4-3-1 بوجود قصي منير وكرار في العمق للوسط هوار متحرك في كل الملعب ويونس للأمام، وبالتالي عدل البحريين من أوراقه إلى نواحي هجومية في كل مكان واللعب بوجود لاعبين في الدفاع و4 لاعبين في وسط الملعب و4 في خط الهجوم في العشرين دقيقة الأخيرة 2-4-4 وأيضا الدفاع كان متقدماً إلى وسط الملعب وخاصة أن المنتخب العراقي كان انتهى تماماً لياقياً
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©