الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الرَّنَح» اضطراب في المخيخ يعيق انتظام الحركة

«الرَّنَح» اضطراب في المخيخ يعيق انتظام الحركة
4 يوليو 2011 20:30
هذا المرض يحدث نتيجة تفسخ في الأنسجة العصبية في النخاع الشوكي، خاصة الخلايا الحسية العصبية الأساسية عن طريق اتصالاتها بالمخيخ، لتوجيه عضلات الحركة في الأطراف، ومن ثم عُرف “الهزع أو الرَّنَح” على أنه “عدم القدرة على تنسيق الحركات العضلية الإرادية”، وهو مظهر من مظاهر الخلل في الجهاز العصبي المركزي، وعدم القدرة على التوازن أو الاتزان، والمصابون بهذا المرض يجب أن يقفوا على قاعدة عريضة بعيون يقظة، وإلا فإنهم سيترنحون أو حتى قد يسقطون، ولا سيما عندما يغمضون أعينهم. فما هي أسباب وحقيقة ومخاطر”الرَّنَح”؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟ تعريف المرض الدكتور حسام صلاح، أستاذ جراحة النخاع الشوكي والعمود الفقري بطب القاهرة، والاستشاري الزائر في مركز إكستر كير الطبي في أبوظبي، يوضح حقيقة “الأتاكسيا”، أو “الرَّنَح”، ويقول: “المرض عبارة عن عرض واضطراب وعدم انتظام أو انضباط حركة جسم الإنسان، وعادة تبدأ الأعراض في سن الطفولة أو الشباب، ما بين 5 - 25 سنة، بسبب اضطراب معين في المخيخ، المسؤول عن تنظيم الحركة، مع عدم وجود حركات لا إرادية، وهو ليس مرضاً في حد ذاته. ونلاحظ أن المريض يفتقد القدرة على عمل حركة سريعة منتظمة بيده، كأن يفرد كف يده ويديره يميناً ويساراً بسرعة، أو أن يفرد ذراعه ثم يلمس طرف أنفه بطرف إصبعه ويعيد الحركة بسرعة مرات عديدة وبانتظام فلا يستطيع أن يلمس طرف أنفه بدقة، كما أنه يعاني من رعشة مستمرة باليدين تظهر مع حركة اليد فقط، وتختفي الرعشة في حال عدم الحركة. صعوبة في النطق كما يعاني المريض من “تلعثم” وصعوبة في النطق، أما بالنسبة للمشي فإن المريض يترنَّح في مشيته فيمشي كما يمشي الثمل، ومن هنا جاءت تسمية هذا العرض بالرَّنَح”. يضيف الدكتور حسام صلاح: “تعتمد شدة الحالة على السبب المؤدي إلى ظهور العرض، فالهزع التحركي ربما يكون سببه الإصابة بمرض الزُهري، أو أي مرض آخر من شأنه تدمير الجهاز العصبي المركزي كأورام المخ والمخيخ وأمراض عوز المناعة، وأمراض النخاع الشوكي. فضلاً عن تعاطي الخمور والمخدرات، وتشترك الأعراض في: ترنح في المشي، وزغللة العين، وتيبس في العضلات، وضمور في العصب البصري، وفقدان للفعل المنعكس، واضطراب في الإحساس، وتحدب العمود الفقري واعتلال القلب والتقاعد المبكر عند سن الأربعين تقريباً، فـ “الرَّنَح” يحدث نتيجة تمدد الأوعية الدموية الواصلة للمخيخ. ويظهر في مرحلة الطفولة في صورة ترنح يزداد مع الوقت، مع وجود حركات لا إرادية بلا سبب، وتمدد في الأوعية الدموية بقزحية العين، وضعف في المناعة مع زيادة احتمالية الإصابة بالأورام الخبيثة”. الأسباب يُشير الدكتور صلاح إلى أن الأسباب تتمثل في: “أسباب وراثية تسبب خلل وضعف التمثيل الغذائي بخلايا المخيخ، وبالتالي حدوث قصور في وظيفتها، مما يؤدي لظهور المرض، وأسباب غير موروثة ليس لها علاقة بـ “الجينات” مثل التسمم ببعض المواد مثل تناول الكحوليات، أو أخذ جرعة زائدة من أدوية معينة، وإصابات الرأس والجمجمة، أو الإصابة بالحمى المخية، أو انسداد الأوعية الدموية الواصلة للمخيخ بجلطة أو نزيف أو قصور بالدورة الدموية الواصلة للمخ والمخيخ، أو لحدوث تحلل في قشرة المخيخ، أو وجود ضمور في أجزاء عديدة من المخ، أو لانخفاض نسبة هرمونات الغدة الدرقية، وكذلك وجود أورام سرطانية”. التشخيص ينصح الدكتور صلاح أسرة المريض بإجراء عدد من الفحوص المهمة في حالة وجود اضطرابات بحركة الطفل لتشخيص المرض بدقة، وعمل عمل أشعة مقطعية على المخ توضح المخيخ، لبيان وجود إصابة، نزيف، أو ورم به، أو وجود كسر بالجمجمة أو تحلل بقشرة المخ... إلخ، وعمل أشعة بالرنين المغناطيسي “MRI”، وهي أكثر دقة من الأشعة المقطعية، وقياس هرمونات الغدة الدرقية، وقياس نسبة فيتامين “E” بالدم، ونسبة البروتينات الدهنية بالدم، وفي حالة الشك بأن هناك أسباباً وراثية يجب عمل التحاليل اللازمة للمريض وأسرته، والكشف عن الخريطة “الجينية” لمعرفة مدى احتمالية إصابة فرد آخر من الأجيال القادمة بنفس المرض وخصوصاً في حالة زواج الأقارب، لذلك نحذر من إهمال الفحص الطبي قبل الزواج. أعراض “الأتاكسيا” عادة ما تبدأ الأعراض نتيجة تدهور في منطقة الدماغ التي تتحكم في التنسيق العضلي، النخاع الشوكي والأعصاب، وربما تتمثل الأعراض في عدد منها، وليس جميعها بالضرورة، مثل: عدم التوازن، وغياب ردود الأفعال الوترية العميقة، وضعف دائم في القدمين يظهر كتمايل “ترنح” في المشي، وتراجع التنسيق العضلي، وارتجاف عند الوقوف، كما يحدث فقدان جزئي في حاسة اللمس بالنسبة للألم والحرارة، وقد تصبح الأطراف خدرة أو ضعيفة، مع شلل في الأطراف السفلية في مرحلة لاحقة، وضعف وتلعثم النطق والسمع، ومشاكل في البلع، وقد يحدث انحناء في العمود الفقري في كثير من الحالات، وقد تصبح الأقدام متصلبة أو مشوهة، مع وجود مشاكل في الرؤية، والإصابة بمرض السكر، وضعف في عضلة القلب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©