الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاميم تحقق معادلة الأناقة والحشمة في إطار من الخصوصية

تصاميم تحقق معادلة الأناقة والحشمة في إطار من الخصوصية
4 يوليو 2011 20:36
لطالما بقيت كلمة “موضة” ولسنوات طويلة رديفة للتحرر والانفتاح والانفلات من كل قيد أو شرط، وكأنها جاءت فقط لتعكس اتجاهات التطور الثقافي والتمرد الفكري، ولتتخلص من كل ماهو مألوف ومتعارف عليه من عرف أو عادات أو تقاليد، عابرة إلى عوالم أخرى من الخيال والابتكار، ولتستمر اتجاهاتها بالتغيير والتبديل عبر المواسم والسنوات، وبالرغم من ذلك يبقى لكل مجتمع وجزء من العالم خصوصيته وحضارته الإنسانية، ويبقى لنا نحن كشرقيين ومسلمين أعرافنا التي نعتز بها. بما أن العالم أصبح قرية صغيرة واتجاهات الموضة والأزياء الغربية باتت تغزو كل الأسواق في كل مكان، وتؤثر في أذواق جميع الأفراد والمجتمعات، فقد بدأنا نرى بالفعل تغيرات كبيرة تطرأ على ملابسنا التقليدية حتى في مجتمعاتنا الخليجية المحافظة، وبدأنا نرى من يرتدين بنطلونات الجينز الضيقة تارة والعريضة تارة أخرى مع قمصان أو أثواب فوقها طويلة نوعاً ما تسمى “الدرسي”، يزينها في بعض الأحيان حجاب عصري ملفوف بعناية، وأحياناً أخرى عباءة مبتكرة ووشاح حريري مطبع بألوان زاهية عوضا عن الشيلة التقليدية. محاولات التغيير إنهن جيل جديد من الفتيات الشابات اللواتي بدأن بالتغيير ويحاولن وضع بصماتهن الرشيقة على ثقافة العولمة، بل ويفرضن تأثيرهن على الاتجاه السائد للموضة العالمية، إنهن فتيات محتشمات من مجتمعنا، مهتمات بالأناقة وضرورة مواكبة العصر وتطوير المظهر العام بنفس مقدار التزامهن بالعادات والتقاليد، فابتكرن مفهوماً جديداً للحجاب والحشمة، بحيث وجدن حلا وسطا يوازن بين المعاصرة والمحافظة على التقاليد، فجمعن بين الالتزام الديني ومواكبة أحدث صيحات الموضة. إلى ذلك، تقول المصممة الإماراتية رابية زي “الأناقة والذوق الرفيع وحسن اختيار الأزياء المناسبة لا تتعارض أبدا مع الالتزام ولبس الحجاب. كما أن الحجاب في رأيي لا يعني أن تلبس المرأة الملابس غير الجذابة أو العصرية أو البعيدة عن نطاق الأناقة ولا يعني أيضا ألا تتمتع بالألوان الجميلة والزاهية، أو أن تبدو بمظهر فرح ومقبل على الحياة، فالموضوع متعلق فقط ببعض التنسيق والترتيب، وقليلا من إعمال الخيال للحصول على نتائج جيدة بل ومبهرة أحيانا، خاصة عندما تعرف المرأة طبيعة قوامها ولون بشرتها وما يلائمها من الملابس”. وتكمل “أما فيما يتعلق بأمور الأنوثة والجاذبية، فإنه على عكس ما يعتقده الكثيرون بأن الالتزام بالاحتشام أو الحجاب قد يفقد المرأة جزءا من أناقة مظهرها وجاذبيتها، أو يحد من أنوثتها، فكما يعلم الجميع بأن مراكز التسوق في كل مكان، وما تعرضه من كما هائلاً من الخيارات وطرحها لنوعيات مختلفة من الأزياء في كل موسم من مواسم العام، يفتح المجال واسعا والأبواب مشرعة أمام كل النساء ومن كافة الأجناس والأعمار، ليخترن ما يتماشى مع ذوقهن الخاص وحسب إمكانياتهن المادية”. أريحية وعفوية ظهرت مؤخرا في الأسواق الكثير من الخيارات والموديلات الجديدة التي تلاءم الفتيات الملتزمات والراغبات بالحجاب، حيث يجدن كل ما يندرج ضمن نطاق الأناقة وحسن الهندام، ويجعلهن يظهرن بشكل أكثر جمالا وحيوية، كما أن تصميم العباءات الخليجية السـوداء تطـور بشكـل لافـت وأصبحت تنافس حتى أكثر الأزياء الأوروبية رقيا وابتكارا. في هذا السياق، تقول مصممة الأزياء الشرقية الإماراتية زرينة يوسف “أفضل دائماً أن أقدم للمرأة شكلا جديد ومعاصرا من الأزياء الشرقية، نماذج من الفساتين والجلابيات التي تتسم بالأناقة والرقي، وتتمتع بخطوط من الأريحية والعفوية، فيها الكثير من الأنوثة وشيء من الإغواء المستتر، أوظفه بشكل مدروس ومقنن، لأقدم نوعا محتشما ورزينا من الموضة الخليجية والعربية، فيها كل عناصر الحشمة والوقار، مع حس عال بالجمال والرقي، فلا تنتقص من مكانة المرأة ولا ترخصها أبدا، بأن تفرض عليها نوعية مبتذلة من العري، بمعنى آخر لا تجبرها على الكشف عن أجزاء محرمة من جسدها فقط لتبدو جميلة ومقبولة في نظر الآخرين”. وتضيف “من هذا الهدف بالذات انطلقت شخصياً كمصممة إماراتية في عالم الأزياء، حيث وضعت ضمن أهم أولوياتي أن أصمم نماذج محسوبة من الملابس الراقية، تلك التي تحافظ على كرامة المرأة وتمنح من ترتديها نوعاً من الإحساس بالرضا والثقة، فتبدو أنيقة وجذابة دون ابتذال أو خروج عن التزامنا الديني والأدبي الذي نعتز به كعربيات”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©