الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«يوتيوب».. يهدد عرش التلفزيون ويقهر قراصنة الغناء

«يوتيوب».. يهدد عرش التلفزيون ويقهر قراصنة الغناء
27 أكتوبر 2017 00:32
أصبحت قنوات «يوتيوب» هي الوسيلة الأهم بالنسبة للكثير من المطربين، خصوصاً بعد تراجع المبيعات، وهبوط أسهم سوق الكاسيت والسي دي بسبب قراصنة الغناء، فلغة الأرقام باتت هي الفيصل في نجاح الأغنية من عدمها، وذلك عن طريق نسب المشاهدة سواء عبر «يوتيوب» أو مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يحقق انتشاراً أوسع وردود أفعال أكبر، ما دفع مجموعة كبيرة من المطربين إلى تأسيس قنوات رسمية خاصة بهم عبر «يوتيوب» لبث أعمالهم الغنائية الجديدة والقديمة. تامر عبد الحميد (أبوظبي) «يوتيوب» لم يعد مجرد موقع إلكتروني لمشاركة مقاطع الفيديو فقط، بل أصبح ساحة واسعة للتعبير عن الرأي والتعلم ومتابعة كافة أخبار العالم، وفي بعض الأحيان يصبح وسيلة للربح، كما أصبح عند بعض الناس وسيلة تغني عن التلفزيون ومواقع الأخبار العالمية، لدرجة أن القنوات الرسمية أصبحت تملك قنوات أخرى على الموقع ذاته بهدف عرض برامجها وإعلاناتها. تواصل مباشر ومع احتلال موقع «يوتيوب» مكانة مهمة لدى معظم نجوم الغناء، خصوصاً أنه أصبح بمثابة البديل الرسمي للقنوات الفضائية الغنائية، يقول الفنان فايز السعيد: أصبحت قنوات «يوتيوب» التي أطلقها الكثير من الفنانين في الفترة الأخيرة، ضرورة وبديلاً في الوقت نفسه عن توزيع الألبومات في الأسواق، التي يتم اختراقها من قبل قراصنة الغناء أو ما يسمون بقراصنة «الشبكة العنكبوتية»، لافتاً إلى أن هذا البديل حقق الانتشار لمطربين كانوا في بداياتهم الفنية، وفي الوقت نفسه أتاح الفرصة لكبار المطربين أن يتواصلوا عبر هذه القنوات التي تعد تواصلاً مباشراً مع الجمهور، وتعطي لهم أحدث الأعمال لنجوم الغناء بسهولة. ويشير إلى أن اعتماد المطربين على هذه القنوات ساهم في أن يعرف الجمهور أحدث الأعمال، ويتابع أيضاً الأعمال القديمة، فالقناة بمثابة انطلاقة تلفزيونية موجهة لشخص واحد، بينما ما يبث من خلال القنوات التلفزيونية والفضائية لا ينحصر في مطرب واحد، متوقعاً أنه في المستقبل قد تؤثر قنوات «يوتيوب» الخاصة بالفنانين، على متابعتهم للقنوات المتخصصة الغنائية على الفضائيات العربية. انتشار أسرع ويرى السعيد، الذي أسس قناة رسمية خاصة بأعماله الغنائية منذ فترة، أن قنوات الـ«يوتيوب» الرسمية الخاصة بالفنان، ساهمت في انتشار أغنياته المسجلة والمصورة فيديو كليب بشكل أكبر وأسرع عن بثها عبر القنوات التلفزيونية، إلى جانب إمكانية التواصل مع الجمهور من خلال القناة، ومعرفة آراء الناس حول أعماله الجديدة والقديمة، بالإضافة إلى أن الفنان استطاع أن يعرف مدى النجاح الذي حققته أغنيته من خلال الأرقام الفعلية لعدد المشاهدات والمتابعات بالنسبة للجمهور. محطة محترفة وتعتقد الفنانة شمس، أن القنوات المنتشرة عبر «يوتيوب» للكثير من المشاهير وغير المشـــاهير تحتاج إلى إعداد جيد وتنظيم من فريق عمل متخصص، لكي تكون بمثابة محطــة محترفة للفنان، خصوصاً أن كل فنان وفــنانة يطمح لأن يحقق شهرة من خلالها، لذلك فمن الممكن أن تكون هذه القنوات منافساً قوياً لما تبثه القنوات التلفزيونية من أغان. وتلفت شمس إلى تطوير هذه القنوات عبر «يوتيوب» واستغلالها الجيد من قبل الفنانين في وضع أحدث أعمالهم وأغنياتهم وبشكل متناسق، سيكون لها تأثيرها الأكبر بالسلب على قنوات الشاشة الصغيرة، موضحه أن المستقبل قد يستحدث أساليب أخرى لا نعلمها في عملية انتشار أعمال الفنانين، خصوصاً أن عملية العودة إلى الماضي من خلال طرح أسواق جديدة بدلاً من الكاسيت أو السي دي، تكون أكثر أماناً وغير قابلة للتقليد ليست أكيدة، وربما من خلال البحث والابتكار، التوصل لطريقة تمنع القراصنة من نسخ الألبومات، الأمر الذي يترتب عليه وقف الخسائر الفادحة للفنان وشركات الإنتاج، والتي تقدر بالملايين بعد طرح الألبوم في الأسواق. تغيير مسار الأغنية ويرى الفنان فيصل الجاسم أن قنوات «يوتيوب»، تعد من أبرز التطورات التي حدثت مؤخراً في الساحة الفنية، فإطلاق العديد من نجوم الغناء الكبار والهواة قنوات على الموقع، من الممكن أن يحدث تغييراً كبيراً في ذوق الجمهور، خصوصاً أن أكثر هذه القنوات نجحت بشكل كبير في إحداث تواصل مباشر مع الفنان وجمهوره، وحتى الجمهور الذي لم يكن يتابعه في السابق، موضحاً أيضاً أن قنوات «يوتيوب» حققت نجومية لبعض المطربين الذين يخطون خطواتهم الأولى في عالم الغناء، مما يؤكد أن هذه القنوات ستلعب دوراً رئيساً في تغيير مسار الأغنية العربية من حيث عدد المشاهدات وسرعة الانتشار. ويلفت الجاسم إلى أن التنافس في المستقبل سيكون محصوراً بين هذه القنوات، وهذا بالتأكيد سيكون له التأثير السلبي على القنوات المتخصصة في الموسيقى والغناء، ويضيف: أصبح بإمكان الجمهور من خلال قنوات «يوتيوب» أن يتابع الفنان المفضل لديه بشكل أكبر، بل بإمكانه أيضاً أن يتابع جميع أعماله، خصوصاً أن كل مطرب عندما يطرح ألبوماً جديداً يبثه على قناته الخاصة، ثم بعد فترة يعيد بث أغنياته الشهيرة القديمة بشكل متواصل، ما يتيح لمشاهدي هذه القنوات الاطلاع بطريقة مباشرة على آخر الأخبار الفنية لكل فنان. مكتبة غنائية أرشيفية وتوضح الفنانة ديانا حداد التي أطلقت مؤخراً أغنيتها الجديد «إلى هنا» على قناة «يوتيوب» الرسمية الخاصة بها، أن «يوتيوب» أصبح بمثابة الأرشيف المرئي والمسموع بالنسبة للفنان، حيث يستطيع الفنان أن يجمع كل أعماله الغنائية على قناته الرسمية من دون أن يتعدى عليها أي شخص مهما كان، وهذا يحفظ أرشيف الفنان وما حققه خلال مسيرته الفنية، وتقول: التلفزيون لديه إمكانات محدودة للحفاظ على التراث الغنائي والفني، ومن السهل ضياعه لأنها محفوظة في أماكن معرضة للتلف بعكس «يوتيوب» باعتباره مكتبة غنائية أرشيفية، حيث يمكن الاحتفاظ بالأغاني المسجلة والمصورة على طريقة الفيديو كليب، وإعادة صناعتها أيضاً بأشكال وأساليب فنية جديدة، ما يثري أرشيف الفنان ويجدد أعماله. «مكتشف المواهب» وتوضح الفنانة بلقيس أن قنوات الفنانين الرسمية تعد شكلاً جديداً من أشكال القنوات الموسيقية التي تستعرض أعمال الفنان الكاملة على قناة واحدة، ما يساعد الجمهور في البحث عن الألبومات والاستماع إليها في مكان واحد، وتقول: «يوتيوب» هو ذاكرة الماضي ومعرفة الحاضر، وإحدى الوسائل الإعلامية التي عرفت كيف تسبق القنوات التلفزيونية إلى نقل الخبر وإبداء الآراء بلا رقابة أو تدخل. وبلقيس التي تحقق أعلى نسب متابعة ومشاهدة من الجمهور على أغنياتها المصورة فيديو كليب عبر قناتها الرسمية، أطلقت على «يوتيوب» لقب «مكتشف المواهب»، موضحة أن هذه المنصة الإلكترونية شهدت ولادة أشهر النجوم في الوطن العربي والعالم، وبرز من خلاله أسماء عديدة ذات المواهب المختلفة، الذين أصبح لديهم بصمة في الساحتين الفنية والإعلامية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©