الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"برازيل أوروبا" تفاعل كيميائي بين الجديد والقديم

25 يونيو 2006 00:14
لا شك في ان هناك محطات عدة يفترض التوقف عندها في تاريخ كأس العالم لكرة القدم، الا انه في قراءة سريعة لتاريخ بعض المنتخبات المشاركة في المونديال تبرز قواسم مشتركة بين منتخبات حالية واخرى سبقتها الى الساحة العالمية منذ زمن بعيد· من هنا، لم يكن هناك صعوبة لاستخراج اوجه التشابه بين منتخب البرتغال عام 1966 والمنتخب الحالي في ،2006 اذ بحسب المصادر تسلح الاول بخليط من الشبان واصحاب الخبرة في آن معا، وهذا الامر الذي ميز الثاني في بطولة امم اوروبا التي استضافها عام 2004 وبلغ مباراتها النهائية قبل ان يخسر امام اليونان (صفر-1)، وفي الدور الاول للمونديال حيث ظهرت ''كيميائية'' فعالة بين ابناء الجيلين القديم والجديد· وفي قراءة اخرى لطريقة لعب المنتخب البرتغالي في ستينات القرن الماضي، تبدو الصورة مطابقة للاسلوب التكتيكي والاستراتيجي الذي يعتمده منتخب الالفية الجديدة اثناء المباريات· ويمكن القول ان اوجه التشابه هذه ناتجة عن ابرز النقاط المشتركة بين المنتخبين، الا وهي العقلية الكروية التي سادت قبل 40 عاما بوجود مدرب برازيلي على غرار ما هو عليه الامر حاليا· وعرفت البرتغال المجد الكروي في التصفيات المؤهلة الى مونديال 1966 في انجلترا ونهائيات المونديال عينه مع المدرب البرازيلي اوتو جلوريا الذي صنع اسمه لاعبا ومدربا في البرتغال نفسها على الرغم من انه ابصر النور في ولاية ريو دي جانيرو البرازيلية· واكتسب جلوريا شهرته الواسعة كمدرب مبدع في البلاد الايبيرية بعد احرازه لقب الدوري خمس مرات والكأس ست مرات مع نوادي بنفيكا وبيليننسس وسبورتينغ لشبونة على التوالي· ويقال ان جلوريا الذي توفي عام 1986 عن عمر يناهز الـ69 عاما بعد ستة اعوام على قيادته نيجيريا الى الفوز بكأس الامم الافريقية، عرف بنظامه الانضباطي الذي فرضه على لاعبيه اثناء التمارين والمباريات، اضافة الى نزعته الهجومية حيث منح دائما حرية التحرك للمهاجمين·ومما لا شك فيه انه مرة اخرى يسهل ايجاد نقاط مشتركة بين الماضي والحاضر البرتغالي، اذ معلوم عن مدرب المنتخب الحالي البرازيلي لويس فيليبي سكولاري صرامته التامة تجاه لاعبيه واسلوبه الهجومي على غرار الذي اتبعه مواطنه في الايام الغابرة· كما يتميز سكولاري بروح الفوز والحماسة التي تترافق مع عصبيته الطريفة حتى اصبح محط النكات في البرتغال، اذ قال عنه البعض انه يحب الوقوع في المشاكل لتكون لديه الفرصة للرد على منتقديه! واللافت ان ''فيليباو'' عايش الصراعات مع الصحافة منذ دخوله عالم التدريب، اذ لاقى انتقادات واسعة حول الاسلوب الذي اعتمده حيث اتهمه البعض بتشويه صورة الكرة البرازيلية، وهذا الامر مرده ان سكولاري معروف بادخاله الطابع الاوروبي الى الفرق التي يدربها، الا ان رده على منتقديه جاء عبر قيادة غريميو الى لقب كأس ليبرتادوريس عام 1995 وتواصلت نجاحاته حتى عرض عليه تدريب منتخب البرازيل حيث اكمل مسلسل مفاجآته على طريقته الخاصة في ظل وابل من الانتقادات اللاذعة التي انهالت عليه· وكانت اشهر خطوة قام بها سكولاري على ابواب مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، استبعاده المهاجم روماريو من التشكيلة المونديالية على الرغم من المطالبة الشعبية الواسعة بالنجم المخضرم للذهاب مع ''السيليساو'' الى آسيا· الا ان عناد سكولاري الذي هدده البعض بالقتل في حال فشلت البرازيل في الفوز باللقب، لاقى ثماره بخطف الكأس الذهبية للمرة الخامسة بقيادة ''ثلاثي الراء'' الشهير رونالدو وريفالدو ورونالدينهو، قبل ان يترك وطنه متجها الى اوروبا لتدريب البرتغال· وفي البرتغال، لم يخف سكولاري من اتخاذ قرارات مثيرة للجدل، وخصوصا عقب اقناعه مواطنه ديكو باللعب مع المنتخب البرتغالي على حساب نظيره البرازيلي، قبل ان يبرهن الاخير صحة قرار المدرب الفذ بتسجيله هدف الفوز في مرمى بلاده الاصلية في مباراة ودية جمعت المنتخبين· ويتطلع البرتغاليون اليوم بحنين لاستعادة ايام المجد التي سطرها ''الفهد الاسود'' اوزيبيو الذي كان وراء تحقيق البرتغال افضل نتيجة لها في المونديال باحرازها المركز الثالث في 1966 في موازاة اختياره افضل لاعب في البطولة التي انهاها متربعا على عرش الهدافين برصيد 9 اهداف· وتبدو المفارقة ان البرتغال تملك اليوم هدافا لا يقل شأنا عن اوزيبيو، وهو مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي بدرو باوليتا الذي تخطى سلفه متوجا نفسه افضل هداف في تاريخ ''برازيل اوروبا''· ولا تتوقف اوجه التشابه عند هذا الحد، اذ في المرة الوحيدة التي تخطت بها البرتغال الدور الاول (1966) في مشاركاتها الثلاث السابقة، فازت على احدى مستعمراتها القديمة البرازيل (3-1)، وكانت المرة الثانية التي تخطو فيها الى الدور عينه في المونديال الحالي بعدما استهلت مشوارها بفوزها على انجولا (1-صفر) البلد الذي استعمرته طويلا! وعلى الرغم من ان سكولاري اعتبر دائما ان بلوغ الدور نصف النهائي على غرار ما فعل منتخب 1966 سيكون انجازا يفتخر به، اختلفت طموحات اللاعبين الذين ظهروا عبر ادائهم في الملعب انهم مصرين على اعادة كتابة التاريخ بطريقتهم الخاصة وحجب هالة اسلافهم اوزيبيو وجوزيه توريس وماريو كولونا، ليصبح جيل باوليتا وديكو ولويس فيجو وكريستيانو رونالدو واجهة الكرة البرتغالية ورأسمالها في المستقبل القريب·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©