الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

للمرة الثالثة محلك سر والكرة السعودية تبحث عن السر

25 يونيو 2006 00:17
مع تلقي المنتخب السعودي للهزيمة الثانية على التوالي وخروجه من الدور الاول للبطولة برصيد نقطة واحدة أحرزها من التعادل مع تونس 2/2 تطفو على السطح من جديد أسئلة عديدة أبرزها عن الهدف الذي تضعه كرة القدم السعودية لنفسها فالكثيرون يتساءلون: إلى أين تسير ؟· والسؤال ليس وليد اللحظة وليس ناجما عن هزيمة الفريق أمام أوكرانيا أو إسبانيا أو خروجه من الدور الاول لبطولة كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي رغم البداية الجيدة للفريق في تاريخ مشاركاته بالبطولة عام 1994 ومن هذا السؤال تنبع العديد من الاستفسارات ويبدو أن أهمها هو ماذا تغير بين الامس واليوم ؟· فالفريق يخرج من الدور الاول للبطولة للمرة الثالثة على التوالي بل إنه يحتل المركز الرابع والاخير في مجموعته وهو ما يثير الدهشة لان الفريق ظل ''محلك سر'' منذ نهاية كأس العالم 1994 وحتى الان· وما يثير الدهشة في الحقيقة ليس إخفاق الفريق في عبور الدور الاول لكأس العالم ولكن لان الفريق تتوافر لديه من الامكانيات ومقومات النجاح ما لا يتوافر للعديد من المنتخبات في العالم كله ولكن يبقى الاخفاق هو سيد الموقف في البطولة العالمية· ورغم كثرة عوامل النجاح في كرة القدم بوجه عام وفي البطولات الكبرى للعبة بوجه خاص إلا أن أهمها بالتأكيد هو توافر الامكانيات المالية والخبرة والاستقرار وفرصة الاحتكاك والمهارات الفنية والعنصر الخططي والمثير للدهشة أن كل هذه العوامل متوافرة للفريق السعودي لكنه لا يحقق النجاح على المستوى العالمي· الفريق يجد الدعم المالي الكبير من الاتحاد السعودي للعبة والذي يرأسه الامير سلطان بن فهد الذي يشغل أيضا منصب الرئيس العام لرعاية الشباب بالسعودية· ولا يدخر المسؤولون بالاتحاد جهدا لتوفير أعلى المكافآت المالية تحفيزا للاعبين الذين يحصلون أيضا على رواتب ومكافآت مجزية من أنديتهم· وقد قرر الاتحاد السعودي قبل بداية كأس العالم الحالية أن تكون مكافأة اللاعب الواحد عن كل مباراة يفوز فيها الفريق مائة ألف ريال سعودي وهو ما يفوق بالطبع ما يحصل عليه أي لاعب في المنتخبات المشاركة بالبطولة عن كل فوز يحققه فريقه· وإذا كانت الامكانيات المالية متوافرة فإن عنصر الخبرة يبدو متوافرا بنفس الدرجة خاصة وأن الفريق يشارك في كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي وسبق للسعودية أن نظمت بطولة كأس العالم للقارات ثلاث مرات سابقة وكان المنتخب السعودي ضيفا شبه دائم في بطولة القارات الماضية· وبالتالي توفرت للفريق فرصة الحصول على الخبرة الكافية بالمشاركات الدولية الكبيرة وهو ما لا تتمتع به منتخبات أخرى تأهلت للدور الثاني في كأس العالم الحالية مثل المنتخب الغاني الذي يظهر على الساحة الدولية للمرة الاولى ومنتخب أوكرانيا الذي يشارك في البطولة للمرة الاولى أيضا· ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لعنصر الاحتكاك باللاعبين والفرق الاجنبية فالدوري السعودي يضم عددا من النجوم العالميين الذين يفيدون لاعبي السعودية ويمنحونهم الفرصة الدائمة للاحتكاك· كما أن المعسكر الطويل الذي انتظم فيه لاعبو السعودية والذي تصل مدته لنحو ثلاثة شهور قبل البطولة الحالية منح الفريق الفرصة الذهبية للاحتكاك مع مدارس كروية عديدة إما من خلال إقامة معسكرات خارجية أو بلعب مباريات ودية مع فرق أجنبية مختلفة الجنسيات· أما فيما يتعلق بالمهارات الفنية فيتضح من خلال الاستفتاءات الاسيوية التي تقام بشكل دوري أن كرة القدم السعودية تشتمل على لاعبين كثيرين من أصحاب المهارات الفنية العالية· ولا يخفى على أحد أن الاتحاد السعودي يتعاقد دائما مع مدربين من أصحاب الخبرة وقد سبق له أن تعاقد مع كارلوس ألبرتو باريرا الفائز مع المنتخب البرازيلي بكأس العالم 1994 والذي يدرب المنتخب البرازيلي في كأس العالم الحالية أيضا· كما تعاقد مع المدرب الارجنتيني الشهير جابرييل كالديرون وأخيرا مع المدرب الحالي البرازيلي ماركوس باكيتا الذي قاد من قبل منتخبي البرازيل للفوز بكأسي العالم للناشئين (تحت 17 عاما) والشباب (تحت 20 عاما) في عام 2003 ولكن على الرغم من توافر كل هذه العناصر بالاضافة إلى الاستقرار الذي تعيشه كرة القدم السعودية بشكل عام لا يترجم ذلك إلى نجاح فعلي لكرة القدم السعودية في بطولات كأس العالم· وعلى الرغم من نجاح الفريق في عبور الدور الاول للبطولة في أول مشاركة له عام 1994 فشل الفريق في تجاوز هذا الدور في المشاركات الثلاث التالية بل وتلقى الفريق ضربتين قاضيتين في البطولتين الماضية والحالية فقد مني بهزيمة ساحقة صفر/8 أمام ألمانيا في كأس العالم 2002 ثم بهزيمة قاسية أمام أوكرانيا برباعية في البطولة الحالية· وفتحت الهزيمة أمام أوكرانيا الباب على مصراعيه أمام الانتقادات الموجهة للاعبين ومديرهم الفني رغم أنهم لا يتحملون المسؤولية بمفردهم فالهزيمة لم تكن وليدة الصدفة ولم تكن مجرد كبوة عابرة كما يصر المسؤولون بالجهاز الفني وإنما كانت نتيجة رواسب إذا ظلت قائمة فربما ربما تتكرر هذه الهزائم الثقيلة في كأس العالم القادمة إذا تأهل الفريق لها وربما في البطولات الاسيوية والخليجية الاخرى التي يخوضها· وتعاني كرة القدم السعودية من عدم وجود منهج ثابت في الاعداد لمستقبلها فمن الصعب التعرف على برنامج إعداد ثابت وتدريجي للمنتخب السعودي بل إن التعامل بالقطعة أصبح هو الامر الثابت فمع أي إخفاق يقال المدرب ويأتي المسؤولون بمدرب آخر· وأقرب مثال على ذلك إقالة كالديرون في شهر ديسمبر الماضي قبل سبعة شهور فقط من خوض الفريق لكأس العالم وتعيين باكيتا مدربا للفريق في وقت قاتل بل إنه في الوقت الضائع· وربما يكون باكيتا قد أخطأ في اختياراته للاعبين أو حساباته في المباريات ولكن الخطأ الاكبر يكمن في الاتيان بباكيتا في الوقت الضائع فلم يكن تغيير الجهاز الفني في هذا التوقيت أمرا صائبا· أضف إلى ذلك أن سبب الاقالة لم يكن مقنعا بدرجة كبيرة وهو الاخفاق في مسابقة كرة القدم بدورة ألعاب غرب آسيا رغم أن الفريق شارك بلاعبي الصف الثاني حرصا من كالديرون على منح لاعبيه الكبار فرصة للراحة والتركيز في الدوري المحلي ومنح الفرصة للاعبين الصغار على إظهار قدراتهم تمهيدا لضم أي منهم للفريق الاول· ولكن على ما يبدو أن هذا السبب الظاهري لاقالة كالديرون وهو الاخفاق في دورة ألعاب غرب آسيا كان مجرد ستار لسبب آخر وهو أن كالديرون يبدو غير مقنع للجماهير السعودية· وعلى الرغم من الانتصارات والعروض الجيدة التي قدمها الفريق تحت قيادة كالديرون والتي حجز على أثرها بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم عن جدارة كان استبعاد كالديرون لبعض اللاعبين الكبار من حساباته مثل حسين عبد الغني وأحمد الدوخي ومحمد نور لم يكن أمرا سهلا بالنسبة للجماهير وبالتالي كانت دورة ألعاب غرب آسيا هي التعليل السهل لاقالة كالديرون· ويتفق العديد من الاعلاميين المرافقين لبعثة السعودية في كأس العالم الحالية على أن بقاء كالديرون كان أفضل من رحيله في هذا التوقيت·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©