الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفريقيا... مساعدات أميركية جديدة

2 يوليو 2013 22:41
من المقرر أن يدشن أوباما برنامجاً بقيمة 7 مليارات دولار، بتمويل من الولايات المتحدة، لمضاعفة أعداد القادرين على الحصول على التيار الكهربائي في الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء، في أول مبادرة جديدة، مرتفعة التكلفة يقوم بها في إطار جولته بالقارة. وتم الإعلان عن الخطة المسماة «طاقة أفريقيا» -كما كان متوقعاً- خلال الزيارة التي قام بها يوم الأحد لمدينة «كيب تاون»، ويأتي الإعلان الجديد بعد سلسلة من الإعلانان عن خطط تمويل أميركية لتحقيق الأمن الغذائي وتنفيذ مشروعات لتدريب القادة يستفيد منها الشبان الأفارقة. وإذا تم النظر لتلك الخطط والمشروعات معاً، فإننا سندرك أنها تؤشر على حدوث تغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه أفريقيا، بهدف جعل تلك القارة التي تعد أفقر قارات العالم «أقل اعتماداً» على غيرها، وأقل انتظاراً للمساعدات الخيرية من الآخرين، وتحولها إلى «شريك»- إذا شئنا استخدام الكلمة المفضلة، التي دأب الرئيس على استخدامها خلال زيارته الحالية. ففي هذا الزمن من أزمنة التقشف والاستقطاعات التلقائية، يعتبر هذا النهج الجديد للمساعدات الخارجية «الجزء الأقل شعبياً من بين بنود الميزانية الفيدرالية»- كما يقر أوباما بنفسه- كما أنه يمثل فصلاً من فصول تطور المساعدات للقارة، يستفيد من الأدوات المالية المبتكرة للقطاعين العام والخاص في الولايات المتحدة. وهذا التركيز المتجدد يركز على «الدروس المستفادة من حياة مانديلا»، كما قال أوباما للصحفيين على متن الطائرة «آيرفورس -1» مستعيداً سيرة الرجل الذي قال عنه إنه «كان يمثل إلهاماً شخصياً لي وإلهاماً شخصياً للعالم بأسره». وعلى الرغم من أن صحة مانديلا المعتلة، قد غطت على زيارة أوباما لجنوب أفريقيا، فإن الرئيس الأميركي تحدث كثيراً عن العلاقات الوثيقة بين فكره الجديد، بشأن كيفية مساعدة أفريقيا، والأمثلة التي قدمها أيقونة النضال ضد نظام الفصل العنصري. ومن ضمن ما قاله في هذا الخصوص «إذا ركزنا على ما تستطيع دول أفريقيا أن تقوم به إذا ما اتحدت مع بعضها بعضاً، بدلاً من أن تكون منقسمة بعوامل القبيلة أو العرق أو الدين، فإن صعود القارة سيستمر». وأضاف أوباما قائلاً:«وهذا واحد من الدروس المركزية لما أنجزه مانديلا ليس فقط كرئيس، وإنما من خلال نضاله للتغلب على الفصل العنصري وسنواته في السجن». تلك كلمات عظيمة ما في ذلك شك، أما في الواقع فإن الرسالة بسيطة للغاية وهي: إن الولايات المتحدة وعن طريق اتباع مقاربة غير مباشرة، تريد أن تساعد الدول الأفريقية على مساعدة نفسها من أجل الحصول على غذاء أفضل، ومشروعات أفضل، وحكومات أفضل. في المحطة الأولى من رحلته للسنغال الأسبوع الماضي، ركز أوباما على الأمن الغذائي، وبشكل خاص على الوسائل، التي يتمكن من خلالها المزارعون الصغار من زارعة المزيد من المحاصيل التي تتيح لهم الفرصة للحصول على المزيد من الأموال. وهناك -كما فعل مرة ثانية بعد ذلك في جنوب أفريقيا- أثنى أوباما على الحكومات المنتخبة ديمقراطياً لضيوفه وأجندات إصلاحهم المؤسسي، وأثنى على نيلسون مانديلا لقيامه بالتنازل عن الحكم بعد نهاية فترته الأولى. وفي زيارته لتنزانيا تحدث أوباما من خلال مائدة مستديرة تضم بعضاً من المديرين التنفيذيين للشركات المحلية، عن التجارة، ويضيف تفصيلات بشأن مبادرة الحصول على الكهرباء الجديدة أثناء زيارته لمحطة توليد كهرباء تقع خارج العاصمة «دار السلام». وهدف شعار «التجارة لا المساعدات» المعروف في أميركا، والذي استخدمه أوباما، هو جعل الأفراد أكثر ثراء، وجعل المشروعات أكثر ربحية في المجتمعات التي تستخدم القوانين، بما يخلق فرصاً للمستثمرين الجدد من ناحية ويفتح الأسواق أمام البضائع الأميركية من ناحية أخرى. وعلى النقيض من برنامج جورج بوش الشعبي لحد هائل، والمكلف لحد هائل أيضاً، لمقاومة انتشار مرض الإيدز في القارة الأفريقية، تأتي خطط أوباما بتكلفة أخف وطأة على دافعي الضرائب الأميركيين. وهناك انتقادات مؤداها أن مقاربة أوباما خلال زيارته لأفريقيا التي استغرقت أسبوعاً، وتنتهي اليوم الأربعاء كانت تركز على الشق التجاري في المقام الأول. فبينما كان أوباما يلقي كلمة أمام طلاب في «سويتو» السبت الماضي، أثار شعوراً بالامتعاض لدى الحاضرين عندما قال «إن الولايات المتحدة تفضل جداً أن تبيع لكم «الآي بود» والطائرات من أن تتدخل عسكرياً لوقف الفظائع في القارة». وفي الحقيقة أن أقل موضوع تطرق إليه أوباما كان هو موضوع الأمن، على الرغم من حقيقة أن الانخراط الدفاعي الأميركي في أفريقيا قد ازداد كثيراً أثناء ولاية أوباما، وذلك من خلال إنشاء القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) وإرسال الطائرات من دون طيار لتحلق فوق الصومال وإثيوبيا ومالي، بالإضافة لوجود المدربين العسكريين الأميركيين في أوغندا. أوضح أوباما أن السياسات «الناعمة» التي اتبعها في السنغال وجنوب أفريقيا، مصممة بحيث تؤدي في نهاية المطاف لانتشال الناس من ذلك النوع من الفقر والاضطهاد، الذي يغذي الشعور بالسخط ويقود للتطرف. يعلق «اندورز اتا- اسمواه» الباحث الرئيسي في معهد جنوب أفريقيا للدراسات الأمنية في بريتوريا على زيارة أوباما الأفريقية بقوله: إن على الولايات المتحدة أن تدرك أن أفضل فرصة لها لتحقيق ما تريده هو أن تدعم جهود أفريقيا الخاصة، وتكملّها... وفي هذه الرحلة اعتقد أن أوباما قد نجح في توصيل هذا المعنى». مايك فلانز ماثاثا - جنوب أفريقيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©