أحمد مرسي (الشارقة)
تعيش 18 أسرة من جنسيات عربية وآسيوية منذ 5 أيام في بناية بدوار الساعة بالشارقة، من دون كهرباء أو مياه، بسبب عطل في لوحة الكهرباء الرئيسة في العقار، وعدم تواصل الحارس القضائي المكلف بالإشراف على البناية معهم، حيث كان صاحب البناية قد سجن على ذمة قضية، وبالتالي، فإنه يتم إدارتها حالياً من قبل حارس قضائي. وقام فريق من قسم الطوارئ بهيئة كهرباء ومياه الشارقة طوال ليل الخميس وحتى نحو الساعة الثالثة من صباح الجمعة بجهود كبيرة لإصلاح العطل من خلال مهندسي الهيئة، وبحضور أشخاص مختصين من الشارقة، لإنهاء معاناة الأهالي من المتضررين، وانتهى الأمر بتكليف أحد أصحاب الاختصاص بتبديل لوحة المفاتيح، حيث سيتم تجهيزها اليوم السبت، كونها تحتاج لجهد تصنيع من جديد، ومن ثم تركيبها وإعادة الكهرباء والمياه للعقار في المساء. وأكدت هيئة كهرباء ومياه الشارقة أن المشكلة ليست من اختصاصها، وإنما الأمر يعود للملاك والحارس القضائي على العقار، إلا أنها تدخلت لحلها تجاوباً مع الأهالي المتضررين من الأمر، بعدما لم يتم التواصل مع الشخص المعني، وعدم رده على جميع الاتصالات الهاتفية من قبل الجميع.
وشكا سكان البناية من سوء أحوالهم المعيشية، وكذلك صاحب مطعم أسفل العقار ومتجرين ممن تعرضوا للخسائر بسبب مشكلة انقطاع الكهرباء والمياه طوال هذه المدة، خاصة في تلك الأجواء شديدة الحرارة.
وأكدوا أن الأمر فاض بهم بعد تهرب الحارس القضائي من التواصل معهم، وعدم إقدامه على إصلاح العطل، والذي يكلفه مبلغ يتراوح بين 12 و15 ألف درهم، وأنهم لجأوا لهيئة الكهرباء والمياه بالإمارة، وحضرت للموقع واقدمت على إيجاد حل للمشكلة بصورة سريعة تخفيفاً على الأهالي. وأضافوا أنهم لجأوا للشرطة لتسجيل شكوها، وإثبات تعرضهم لتلك المشكلات مادياً ونفسياً في وجود أطفال وكبار في السن والمعيشة الصعبة التي يعيشونها جراء الأجواء الحارة جداً، وكذلك عدم وجود مياه لمستلزماتهم الحياتية اليومية، واضطرارهم للاستعانة بالمساجد القريبة، وكذلك تحويل عبوات مياه، من خلال الأطفال والصعود محملين بها للطابق التاسع، وكذلك إفطارهم خلال شهر رمضان في الحدائق والأماكن العامة، هرباً من حرارة الجو القاسية في تلك الفترة. وقال عبد الرزاق محمد علي: إن هناك 18 أسرة من جنسيات عربية وآسيوية تقطن في هذا العقار وأنهم ومنذ خمسة أيام يعيشون مع أطفالهم ونسائهم بدون مياه ولا كهرباء، خلال هذه الأجواء شديدة الحرارة، وأنهم يعانون بصورة كبيرة جراء هذه الظروف، وقال إنه ومعظم سكان البناية لديهم أطفال، وهناك اناس من كبار السن والبناية تتكون من تسعة طوابق في كل طابق شقتان، ويقومون بسداد القيمة الإيجارية المحددة لديهم إلا أنهم تفاجئوا بانقطاع الكهرباء والمياه عنهم، وأنه ونظراً لوجود صاحب البناية في السجن على ذمه قضايا، تم تعيين حارس قضائي للإشراف عليها، وعليه تواصلوا معه إلا أنه يتهرب منهم ولا يستجيب وبات لا يرد على اتصالاتهم. بدوره، أكد ماجد وطفة صاحب مطعم أسفل البناية أنه اضطر إلى التخلص من كميات كبيرة من اللحوم والخضراوات والمواد الغذائية، بعد أن تلفت خلال الأيام الماضية كما أن زبائن المطعم لا يقدمون عل تناول وجبة الإفطار بداخله بعد التأكد من عدم وجود مكيفات، وكذلك انقطاع المياه.
وقال إنه تكبد خسائر كبيرة خلال هذه الأيام غير الأضرار التي لحقت بـ 18 أسرة تضم ما يزيد على نحو 100 فرد من أعمار مختلفة، ويضطر البعض منهم للصعود للطابق التاسع دون مصعد. وأشار نصحي عطاني راشد، صاحب متجر في البناية إلى أن الجميع يعاني بصورة كبيرة خلال هذه الفترة، وزاد الأمر عن الحد في ظل تهرب الحارس القضائي من مسؤولية الإصلاح وأنهم حاولوا ومن خلال التواصل مع جهات معنية أن يوجدوا حلاً لمشكلة المياه، من خلال توصيلات مؤقتة من بناية قريبة إلا أن الأمر رفض.
وطالب بضرورة أن يكون هناك تدخل فوري وسريع من قبل الجهات المعنية لوضع حد لمعاناة 18 أسرة، اضطرت وأبناؤها الخروج للشارع والأماكن العامة، هرباً من الأجواء شديدة الحرارة والرطوبة المرتفعة التي تشهدها البلاد خلال هذه الفترة.
عدد اليوم
