الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حرب «المعلوماتية» تقترب من الواقع و «الناتو» يبحثها في قمة لشبونة

1 أكتوبر 2010 00:33
الهجوم المعلوماتي الإلكتروني الغامض الذي ضرب بنى تحتية حساسة ولا سيما في إيران، يجعل سيناريو وقوع حرب معلوماتية لا هوادة فيها في أي نزاع مسلح قد يصبح مستقبلاً أمراً واقعاً، ما يبرر تركيز حلف شمال الأطلسي “الناتو” على هذا التهديد الجديد بحسب محللين، وذكر دبلوماسيون أن الحلف الذي يشدد منذ سنوات لدى الدول الـ28 الأعضاء فيه، على واقع هذا التهديد الجديد، سيؤكد على الخطر في “مفهومه الاستراتيجي” الذي سيعتمده خلال قمته في 19 و20 نوفمبر المقبل في لشبونة، وقال دانيال فانتر من المركز الوطني للبحث العلمية في باريس ومؤلف كتاب صدر مؤخراً عن “حرب الإنترنت وحرب المعلومات”، إن “الصيغ الأولى لمثل هذه التهديدات بدأت في 1992 عند الأميركيين، وهؤلاء الأميركيون هم الذين غذوا شبكات القيادة العراقية بمعلومات خاطئة اعتباراً من 2003”. وأياً كان مدبرو وهدف الهجوم الحالي، من المبكر جداً “هذه المرة تحديد ما إذا كانت العملية هادفة إلى تدمير شبكات معلوماتية أساسية وليس مجرد عمل شائع من أعمال القرصنة والتجسس أاو بث معلومات خاطئة”. ويصيب الفيروس “ستاكسنت” برنامجاً من انتاج سيمنز مخصصاً للتحكم بالتشغيل الآلي الصناعي، وقال “هل نحن على أهبة الاستعداد لمواجهة عمليات مماثلة؟ يمكننا أن نتساءل عن أمن أنظمة الإدارة (سكادا) التي تسمح بتشغيل المصانع وشبكات توزيع الطاقة او النقل”، وفي بروكسل رأى اكسيل دييفر مدير الشركة الأوروبية للدراسات الاستراتيجية، الشركة الاستشارية للشؤون الاستراتيجية وإدارة المخاطر، أن الأمر “تصعيد باتجاه استغلال محتمل عسكري وسياسي” للثغرات التي يمكن أن تعتري أي نظام معلوماتي، وقد يبدأ النزاع المقبل بهجوم وقائي من هذا النوع استكمالاً لعمليات قصف تقليدية، بما يشبه “بيرل هاربر” الكتروني يشل الخصم، في إشارة إلى الهجوم الصاعق الياباني الذي تعرضت له القاعدة الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية. وفي مواجهة تهديد من هذا النوع عزز الحلف الأطلسي الذي تعرض لهجمات إلكترونية من “قراصنة” صرب خلال حرب كوسوفو في 1999، تدريجياً منذ 2002، حماية شبكاته الخاصة والبحث عن وسائل للتعاون الدفاعي بين أعضائه الـ28، وقد شهد في الأيام الأخيرة تدريباً وهمياً على هجوم من نوع “سايبر ستروم 3” يستهدف على نطاق واسع الشبكات المعلوماتية للمرافق الحيوية في الولايات المتحدة بمشاركة مختلف المؤسسات الأميركية الحيوية ونحو 60 شركة و12 بلداً أوروبيا. لكن ستيفان دو شبيجلايري المحلل البلجيكي في المسائل الدفاعية في مركز الدراسات الاستراتيجية في لاهاي، رأى أن العسكريين ليسوا الوحيدين الذين يجب أن يستعدوا لهذا الاحتمال، بل على المدنيين أن يفعلوا ذلك. وقال “الأمر لن يكون كما في النزوح الذي حدث في مايو 1940 عندما فر ملايين البلجيكيين والفرنسيين براً، بل يتعلق بسكان يحرمون فجأة من الكهرباء والمياه الساخنة والتدفئة والتلفزيون”.
المصدر: بروكسل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©