مرحباً الساع

من الصعوبة بمكان أن يتحدث الإنسان عن مآثر من سبقوه من الأسلاف أو في تبيين مناقبهم، وبالخصوص إذا كان الإنسان لا يجيد الحديث عن المناقب، ولكن هنالك أشياء تفرض نفسها فينقاد لها بكل طوع لأسباب عدة، مثل الكرم والسماحة وحسن الخلق واحتواء الآخر، مما يجعلها مدعاة لسقوط الصعوبات من حساباته، لوجود ما يمهد له الاسترسال وكأنه يتفيأ ريحاً شرقية في أواخر سبتمبر، وتتحول ما كانت توصم بالصعوبات في مخيلته إلى متعة لا يريد بأن يعثر في سطرها الأخير، مما يوحي له بأنه قد امتلك جناحين حام بها في مرابع ''أسطورة المدينة الفاضلة''، ولكن كيف يكون وهي لم تكن أسطورة هذه المرّة بل واقعاً ملموساً؟ وكيف يكون وهي لم تكن مدينة واحدة بل سبع مدن تسحب عددها لمحاكاة العجائب السبع؟ إنّها سبع دانات لم تطلها أيدي جامعي اللؤلؤ، فهي أعز وأثمن من كل ذلك، فلم تكن من دانات المياه المالحة، بل كانت من سلسبيل الكرم والخلق الحسن·· يكفي المتحدث أن يقول ''الإمارات العربية المتحدة'' حتى يزول العجب وتتجدد الأماني برؤية تلك السبع الشمّخ في عنان المجد والحضارة، فبعض العشق لا يتحدث به الإنسان لقلة ملكته في وصف من يعشق، ولكنه يبقى عشقاً ماثلاً في فلتات اللسان وفي سوق الأمثلة لكل ما هو نبيل، ؟فكيف هي حالتي وأنا أسعد وأتشرف بمصافحة تلك الوجوه النيّرة في أحد صباحات فبراير الجميلة من الأرض المعطاء الإمارات العربية المتحدة، ومن هذا المنبر المشرق والصفحة المضيئة بالأفكار الجميلة·· بالتأكيد أن المشاعر هنا مختلفة كل الاختلاف عن كل ما سبق في حياة الإنسان، خصوصاً أن الإنسان القطري وهو يلتقي بأعز جوار يكتنز له كل الحب والتقدير ويعلم أن الآخر يبادله نفس الشعور لا يتبقى إلا أن يقول ''مرحباً الساع''· محمد السالم كاتب قطري