الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

فيديو..السودان..رمضان وموائد على قارعة الطريق

فيديو..السودان..رمضان وموائد على قارعة الطريق
20 يوليو 2014 19:14
يفرقهم اختلاف المشارب والأصول، إلا أن السودانيين يوحدهم شهر رمضان الكريم الذي يبدؤون التحضير له قبل حلوله بشهر. عادات وتقاليد مختلفة يستقبل بها أهل هذا البلد، الذي وصل إليه الإسلام في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، شهر الصيام. عادات وتقاليد ما يزال الصحفي محمد خليل كاره يتذكرها ويحن إليها رغم سنوات الغربة الطويلة. حيثما يممت وجهك في السودان، عند موعد الإفطار، تشاهد ظاهرة فريدة هي الإفطار في الشوارع. يتجمع الرجال وقد "افترشوا الأرض في الهواء الطلق في حلقات للإفطار الجماعي. ومن العيب اجتماعيا أن يفطر أحد لوحده أو أسرة لوحدها"، يقول كاره. يطلق السودانيون على هذه العادة، التي تنم عن كرم أصيل، "موائد الرحمن". وتتمثل هذه العادة الجميلة في خروج الرجال لتناول طعام الإفطار في الشوارع أمام منازلهم. يتجمع الرجال من العوائل المتجاورة في مكان واحد ويأتي كل بطعامه لتناول الإفطار معا. ويدعى للمائدة كل من يمر في ذلك الشارع وقت الإفطار حتى لو لم يكن مسلما. فالبلد، الذي يناهز عدد سكانه 30 مليون نسمة، يضم أقلية مسيحية. كما تمثل "موائد الرحمن" فرصة لتنافس النساء في عرض الأواني المنزلية التي كانت قد طليت وتلك التي تم اقتناؤها من جديد استعداد للشهر. ربما تكون عادة "موائد الرحمن" من العادات الرمضانية القديمة التي ما تزال تقاوم عاديات الزمن لأنها استطاعت التكيف والظهور بشكل جديد. فقد بات البعض يقف عند تقاطعات الشوارع الكبيرة في المدن لتوزيع الماء والتمر على الصائمين لحظة الإفطار. في العاصمة الخرطوم، يدوي "مدفع رمضان" لإبلاغ الناس بموعد الإفطار. لكن مكبرات الصوت ووسائل الإعلام التي تبث الأذان باتت تهدد باختفاء هذا التقليد الرمضاني القديم. أما في القرى الصغيرة، فيعتمد الناس على المؤذن. بعد تناول الرطب أو التمر، لا شيء أفضل من سيد المشروبات في المائدة السودانية الرمضانية لإرواء العطش. "الحلو مر" الذي يقول كاره، المقيم في أبوظبي منذ سنوات، إنه "لا يخلو بيت سوداني ولا مائدة سودانية في الإفطار منه". يتم تحضير "الحلو مر" قبل شهر من هلال رمضان، حيث تتجمع النسوة كل يوم في بيت إحداهن لإعداد رقائق لتكون جاهزة كي تنقع في كل يوم من أيام رمضان في الماء البارد مع السكر لتعطي المشروب الفريد. تقوم النسوة بطحن الذرة الصفراء وخلطها مع ‏‏أنواع كثيرة ومختلفة من التوابل وإنضاجها على النار لإعداد الرقائق. وبسبب إيقاع العصر السريع، يبدو أن عادتي تجمع النساء وصنع رقائق "الحلو مر" ستختفيان بدورهما لأن أغلب النساء بتن يشترين الرقائق جاهزة من الأسواق بدلا من تحضيرها في البيوت. بعد أداء صلاة المغرب والتراويح في المساجد، تعقد "جلسات الأنس التلقائية" حيث يتسامر الناس و"يشتعل التنافس بين المطربين والفرق الموسيقية" لتقديم المدائح النبوية. يحضر طبق الفول والعصيدة المصنوعة من طحين الذرة والبامية الجافة المطحونة مع اللحم المفروم بقوة في مائدة سكان الخرطوم وأقاليم الوسط. أما سكان شمال السودان، فلهم عادات غذائية خاصة بهم في رمضان حيث يحرص النوبيون على وجبة "الملوحة"، التي يقول كاره إنها "عبارة عن خلاصة عجين من الأسماك النيئة". وقبل أن يطلع الفجر، يخرج "المسحراتي" في شوارع المدن بطبله وهو يكرر "يا صايم قوم اتسحر واعبد الدائم". إلا أن هذه العادة بدأت تختفي تدريجيا بسبب استمرار جلسات الأنس حتى وقت متأخر بفعل تأثير الترفيه التلفزيوني الذي بات رمضان من أكبر مواسمه. حيث تتسمر العوائل أمام الشاشات الصغيرة لمتابعة الدراما الرمضانية حتى طلوع الفجر. ورغم أكثر من ثلاثين عاما من الغربة، يؤكد كاره "لا تزال هذه التقاليد تسيطر على كياني. ومن شدة شوقي إليها، أجتهد في تمثيلها هنا ما استطعت". ويحرص الصحفي، على إقامة مائدة الإفطار في بيته بالطريقة نفسها في السودان ويجمع لها الأصدقاء عل ذلك يخفف عنه مرارة البعد عن الأهل، مشيرا إلى أن "ما أفتقده حقا هو المائدة المفتوحة على قارعة الطريق".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©