من المحزن جداً أن يعزف بعض الشباب عن الزواج إلى سن تجاوزت ال30 عاماً وتبقى الفتيات عانسات، فقد أصبح الزواج في أيامنا في مصاف الأحلام البعيدة وكأنه صعب المنال، بل العجب فعلاً أنها مشكلة وتحتاج إلى حل، وإذا سألتهم عن الأسباب؟ قالوا ليس لدينا مقدرة مالية كافية لتلبية متطلبات الزواج المكلفة، والجشع الذي أصاب العائلات بطلب مبالغ مالية تعجيزية كمهور، التعامل مع الفتاة كأنها سلعة تباع وتشترى لمن يدفع أكثر، وإقامة حفل الزواج في أفخم قاعات الفنادق والإسراف في تقديم الأطعمة الفاخرة، والبذخ في شراء الذهب ومجوهرات الألماس كنوع من التباهي والتفاخر في الوسط المجتمعي.
لا أعلم متى ستصحو بعض العائلات من غفلتها وتدرك أن غلاء المهور وتزايد تكاليف الزواج يكون حملاً ثقيلاً على العريس الشاب وهو في بداية حياته؟ لماذا لا تلجأ العائلات إلى إقامة حفلات الزواج التقليدية البسيطة، كما في عهد آبائنا وأجدادنا، فالزواج نعمة من نعم رب العالمين، في الذكر الحكيم قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) «سورة الروم: الآية21»، والمهر في الزواج حق مفروض للمرأة ليكون تعبيراً صادقاً عن رغبة الرجل فيها، وقال الله تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً...)، «سورة النساء: الآية 4» لماذا الزيادة في المهور؟ لماذا ترهقون العريس بطلباتكم التي لا تعد ولا تحصى؟ لماذا تقفون في وجه سعادة بناتكم؟
أحد الأصدقاء البالغ من العمر 25 عاماً يرى نفسه متأخراً كثيراً في الزواج، والسبب الرئيسي عدم مقدرته على توفير المال الكافي لتغطية مهر العروس، إضافة إلى تكاليف ومراسم الزواج المرهقة، والتأخر في الزواج يؤثر على نفسية الشاب وعمله وحياته اليومية بشكل عام، أرى بوابة من بوابات السعادة تغلق أمام الشباب، ويحرمون من إكمال نصف دينهم، بسبب ظاهرة باتت منتشرة في مجتمعنا وهي غلاء المهور.
صالح السويدي
عدد اليوم
