الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

مَنْ ?هُمْ ?خيرُ ?الناس؟ ?

مَنْ ?هُمْ ?خيرُ ?الناس؟ ?
26 أكتوبر 2017 20:52
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ) (أخرجه البخاري)?. هذا الحديث حديث صحيح أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، في كتاب الشهادات، باب لا يَشْهَدُ عَلَى شَهَادَةِ جَوْرٍ إذَا أُشْهِدَ. لقد بزغ الفجر النبوي ليحيي هذه الأمة ويبعثها من جديد، وليجعل منها أمة مميزة، فهي تتميز بميزتين، وهما: الخيرية كما قال سبحانه وتعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) (سورة آل عمران الآية (110)، والوسطية: فهي أمة الوسط (الخيار والأفضل)، كما قال سبحانه وتعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (سورة البقرة الآية (143) وعند دراستنا للحديث السابق يتبين لنا أن الخيريَّة الكاملة كانت في تلك القرون الثلاثة، ولا يزال الخير في الأمة الإسلامية إلى يوم القيامة، إن شاء الله تعالى. ومن فضل الله سبحانه وتعالى أن جعل معيار الخيريَّة والكرامة في الأمة الإسلامية هو تقوى الله سبحانه وتعالى، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (سورة الحجرات الآية (13)، وإن لهذه الخيريَّة مظاهر عديدة منها: خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ عَنْ عُثْمَانَ‏? ?- رَضِيَ ?اللَّهُ ?عَنْهُ- عَنْ ?النَّبِيِّ ?-صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ- ?قَالَ : (?خَيْرُكُمْ ?مَنْ ?تَعَلَّمَ ?الْقُرْآنَ ?وَعَلَّمَهُ) (?أخرجه البخاري)?. من المعلوم أن للقرآن الكريم منزلة قدسية رفيعة، وفضائل جليلة مهيبة، منشؤها أنه كلام الحق سبحانه وتعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو العاصم من الضلال لمن تَمَسَّكَ به، واعتصم بحبله المتين. إن القرآن الكريم مصدر عزتنا وكرامتنا، به نهتدي وإليه نحتكم وبأوامره ونواهيه نقتدي، وعند حدوده نقف، وسعادتنا في اتّباع منهجه، وشقاؤنا في اجتناب تعاليمه والبُعْدِ عنه، لذلك فمن الواجب علينا أن نتعهده بالحفظ والتلاوة والتعلّم والتعليم حتى لا يُنسى، كما يجب علينا أن نتعهد أبناءنا بذلك، وأن نَحُثَّهم دوماً على حفظ كتاب الله- عز وجل- وَحُسْنِ تلاوته امتثالاً لقوله- صلى الله عليه وسلم-: (أدِّبُوا أولادَكْم على ثَلاثِ خصالٍ : حُبِّ نَبيّكُمْ، وحُبِّ آلِ بَيْتِهِ، وتِلاوةِ القُرآنِ، فإنَّ حَملةَ القُرآنِ في ظِلِّ عرشِ اللهِ، يَوْم لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ مَعَ أنبيائِه وأصْفيَائِهِ) (أخرجه الطبراني). خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِه عَنْ عَائِشَةَ - قَالَتْ : قَالَ ?رَسُولُ ?اللَّهِ- ?صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ ?: (?خَيْرُكُمْ ?خَيْرُكُمْ ?لأَهْلِهِ ?وَأَنَا ?خَيْرُكُمْ ?لأَهْلِي) (?أخرجه الترمذي). في هذا الحديث النبوي الشريف يرشدنا رسولنا- صلى الله عليه وسلم- إلى حُسن العشرة مع الزوجة والأبناء والأهل، وحُسْن العشرة مع الزوجة يقتضي الإحسان إليها وحُسْن معاملتها وعدم إهانتها وإيذائها إذا ظهرت بعض هفواتها، وقد بيَّن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن حُسْن العشرة مع الزوجة من الإيمان، كما جاء في قوله- صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِنْ أَكْمَلِ ?المُؤْمِنِينَ ?إِيمَانًا ?أَحْسَنُهُمْ ?خُلُقًا، ?وَأَلْطَفُهُمْ ?بِأَهْلِهِ) (?أخرجه الترمذي)?. كما بيَّن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فضل النفقة التي ينفقها الرجل على زوجته وأهله، من غير إسراف وبذخ، فيقول- عليه الصلاة والسلام: (دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ) (أخرجه مسلم). فَمَنْ بَرَّ والديه وأهله وأحسن إلى زوجته وأكرم قرابته وذويه أكرمه الله سبحانه وتعالى بأبنائه ووفَّقهم إلى الإحسان إليه، فكما تَدين تُدان. خَيْركُمْ أَحْسَنكُمْ قَضَاءً عَنْ أَبِي ?هُرَيْرَةَ- رَضِيَ ?اللَّهُ ?عَنْهُ?):?أَنَّ ?رَجُلا ?أَتَى ?النَّبِيَّ ?-صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ- ?يَتَقَاضَاهُ ?فَأَغْلَظَ، ?فَهَمَّ ?بِهِ ?أَصْحَابُهُ، ?فَقَالَ ?رَسُولُ ?اللَّهِ - ?صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ- ?: «?دَعُوهُ فَإِنَّ ?لِصَاحِبِ ?الْحَقِّ ?مَقَالاً»?، ?ثُمَّ ?قَالَ : «?أَعْطُوهُ ?سِنًّا ?مِثْلَ ?سِنِّهِ»?، ?قَالُوا: ?يَا ?رَسُولَ ?اللَّهِ، ?إِلاَّ ?أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ، ?فَقَالَ : «?أَعْطُوهُ، ? فَإِنَّ ?مِنْ ?خَيْرِكُمْ ?أَحْسَنَكُمْ ?قَضَاءً»?) (أخرجه مسلم)?. فأحسن الناس أحسنهم قضاء، يعني أحسنهم وفاء وأداءً لما عليه من حق، ومعنى هذا أن يحترم المدين كلمته، ويَفِي بوعده، ويؤدي ما عليه من حَقٍّ أو دَيْنٍ، فلا يُماطل في أداء الحقوق متى كان قادراً على ذلك، كما جاء في قوله- صلى الله عليه وسلم: (مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْم) (أخرجه البخاري)، وحسن القضاء والوفاء من سمات النفوس الخيِّرة الكريمة، وهو دليل واضح على التزام الصدق في العهود والوعود والرغبة في أداء الحقوق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©