الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الحافظ ابن الجوزي.. العالم الموسوعي

26 أكتوبر 2017 20:54
أحمد مراد (القاهرة) هو الإمام جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي المعروف بـ«أبو الفرج ابن الجوزي»، والذي ينتهي نسبه إلى خليفة رسول الله أبي بكر الصديق، ولقب بـ«الجوزي» نسبة إلى شجرة جوز كانت في داره بواسط ولم يكن بواسط غيرها. ولد ابن الجوزي في درب حبيب ببغداد سنة «511 هجرية - 1117 ميلادية»، ونشأ في أسرة غنية، حيث كان أهله يعملون في تجارة النحاس، توفي والده وعمره ثلاث سنوات، فكفلته أمه وعمته، فأحسنتا رعايته وتربته، وأرسلته عمته إلى مسجد أبي الفضل ابن ناصر وهو خاله، فلزم الشيخ ابن ناصر وقرأ عليه وسمع عليه الحديث، ومن بعدها شرع في تلقي مختلف فنون العلم، وبرغم ما كان يتمتع به من الغنى والثراء إلا أنه كان يجاهد نفسه لترويضها على القليل من متاع الدنيا، حيث نشأ على العفاف والصلاح وحب العلم. قال: إنني رجل حبب إلي العلم من زمن الطفولة، فتشاغلت به، ثم لم يحبب إلي فن واحد منه، بل فنونه كلها، ثم لا تقتصر همتي في فن على بعضه، بل أروم استقصاءه، والزمان لا يسع، والعمر أضيق، والشوق يقوى، والعجز يظهر، فيبقى وقوف بعض المطلوبات حسرات. كما قال: لقد كنت في حلاوة طلبي العلم ألقى من الشدائد ما هو عندي أحلى من العسل، لأجل ما أطلب وأرجو، كنت في زمان الصبا آخذ معي أرغفة يابسة، فأخرج في طلب الحديث، وأقعد على النهر، فلا أقدر على أكلها إلا عند الماء، فكلما أكلت لقمة، شربت عليها، وعين همتي لا ترى إلا لذة تحصيل العلم. وذكر العلماء الذين تلقى العلم على أيديهم في كتاب خاص سماه «مشيخة ابن الجوزي»، وضم 86 عالماً وثلاث نسوة. كان ابن الجوزي عالماً موسوعياً كبيراً، برز في علوم كثيرة، وانفرد بها عن غيره، وألف فيها نحواً من 300 مصنف، وكتب بيده نحواً من 200 مجلد، وكانت له مشاركات في علوم التفسير والحديث والتاريخ والفقه واللغة والنحو والطب والحساب والنجوم. يقول ابن رجب الحنبلي: ولم يترك ابن الجوزي فناً من الفنون إلا وله فيه مصنف، وله في كل علم مشاركة، لكنه كان في التفسير من الأعيان، وفي الحديث من الحفاظ، وفي التاريخ من المتوسعين، ولديه فقه كافٍ. تنوعت أعمال ابن الجوزي بين الوعظ والتدريس والتأليف والخطابة، حيث درس بمدارس عدة، وبنى لنفسه مدرسة بدرب دينار، ووقف عليها كتبه، ولسعة شهرة مجالس ابن الجوزي في التدريس والوعظ تعلقت به دار الخلافة، حتى كان الخليفة ووزراؤه وأعيان الخلافة والفقهاء يحضرون مجالس وعظه في دار الخلافة نفسها. وقال ابن الجوزي: أول ما صنفت وألفت ولي من العمر 13 سنة، ومن هذه المؤلفات: المغني في التفسير، زاد المسير في علم التفسير، تيسير البيان في تفسير القرآن، تذكرة الأريب في تفسير الغريب، الوجوه والنظائر، الناسخ والمنسوخ، جامع المسانيد، فنون الأفنان في عيون علوم القرآن، تذكرة المنتبه في عيون المشتبه، العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، المسلسلات، مناقب أحمد بن حنبل، صفوة الصفوة، تلقيح فهوم أهل الأثر، تلبيس إبليس، صيد الخاطر، الثبات عند الممات، غريب الحديث، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، بستان الواعظين ورياض السامعين. توفي ابن الجوزي في شهر رمضان سنة 597 هجرية، وعمره 86 عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©