عواصم-وكالات الأنباء:رفضت إيران أمس أي مهلة زمنية للرد على العرض الدولي بشأن برنامجها النووي، ردا على مطالبة الولايات المتحدة بالرد قبل قمة الدول الصناعية الكبرى في روسيا خلال شهر يوليو القادم· بينما تواصل الدبلوماسية الإيرانية حصد مواقف مؤيدة لها في اوروبا، حيث تجري مفاوضات مستترة حول تعريف التعليق للخروج من مأزق وقف التخصيب·
وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي أمس إن بلاده ترى أن تحديد مهلة زمنية للرد على العرض الدولي قبل اجتماع مجموعة الثماني أو أي اجتماع آخر غير منطقي''· وأضاف بعد لقائه نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان إيران لا تريد أي شروط من أجل بدء المحادثات· مؤكدا ''نرحب بالمفاوضات دون أي شروط مسبقة''·
من جانبه توقع شتاينماير ان يسعى الى الحصول على جواب ولو اولي من إيران على العرض· وقال أمس إن على إيران ان توقف تخصيب اليورانيوم إذا أرادت أن تبدأ مفاوضات مع القوى العالمية الست· وأضاف''''لا يمكنني إلا أن أوكد وأحث إيران على التنفيذ السريع لوقف التخصيب لجعل المفاوضات تبدأ·
وقال روبريشت بولينس رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الالماني إنه لا يمكن منع إيران من تخصيب اليورانيوم للابد· وأضاف إن إيران غير مطالبة بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم للابد كما أن طهران لا تعرض هذا التخلي· وأشار بولينس إلى أن تخصيب اليورانيوم لن يكون مجديا بالنسبة لايران حسب التجارب الدولية إلا إذا أنشأت إيران شبكة تضم أكثر من عشرة مفاعلات نووية وقال إن إيران مازالت بعيدة كثيرا عن ذلك·
وفي المقابل صرح تونى سنو المتحدث باسم البيت الابيض ان الصفقة عرض دولي وبالتالى فان الرئيس الاميركي جورج بوش لن يقرر وحده موعد الرد الايراني· وأضاف ان بوش يود لو رد الايرانيون غدا اذا كان ردهم بالايجاب واذا كانون مستعدين لوقف عمليات تخصيب اليورانيوم، وإنه بحث هذه القضية فى اوروبا الاسبوع الماضي واتفقت الاطراف جميعهاعلى ضرورة رد ايران فى غضون اسابيع وليس أشهرا·
وعرضت تركيا على إيران استعدادها لاستضافة اجتماع بين ايران والترويكا الاوروبية فى تركيا، خلال مكالمة هاتفية بين الرئيس الايرانى محمود احمدى نجاد ورئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوجان· من جانبها ابلغت اليابان حليفتها الولايات المتحدة انها ستدعم عقوبات قد تفرض على ايران من خلال تجميد الودائع المصرفة الايرانية في اليابان·
وذكرت صحيفة ''فايننشال تايمز'' أمس ان اليابان ستدعم فرض عقوبات محتملة وقد تجمد بشكل عاجل الودائع الايرانية كما سبق وفعلت بالنسبة لكوريا الشمالية·
واضافت انها تتوقع ان ترد ايران برفض دفع مستحقات القروض لكنها ''تراهن'' على ان ايران لن توقف صادرات النفط·
وقال دبلوماسي من فيينا إن وراء المواقف المعلنة تجرى مناقشات بمساعدة خبراء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ما إذا كان هناك مجال لابداء المرونة فيما يتعلق بتعريف مسألة ''التعليق'' بهدف بدء المحادثات·
وأضاف إن''القضية برمتها·هي التوصل لتعريف للتعليق يسمح للطرفين بأن يقولا بانهما حصلا على ما يريدانه· وإلا فإن هذا العرض لن يحقق شيئا·'' وقال دبلوماسي آخر من الاتحاد الاوروبي''تجري بعض المناقشات بشكل غير رسمي وتشارك فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية''·وذكر ان من بين السيناريوهات المطروحة السماح لايران تحت رقابة مشددة من الوكالة الدولية بتشغيل عدد محدود من اجهزة الطرد المركزي دون غاز سادس فلوريد الذي يضخ إلى هذه الاجهزة لتخصيبه إلى وقود نووي·واضاف ان هذا العملية يمكن ان تسمى''توقفا بغرض صيانة''او''حالة استعداد''ويناقشها حاليا مجموعة من المحللين النوويين الاميركيين·وقد يؤدي ذلك إلى اجراء مفاوضات بخصوص شروط تطبيق الحوافز وتجنب استخدام كلمة ''تعليق'' التي تنطوي بالنسبة لايران على شروط مسبقة مفروضة من الخارج تعتبرها مهينة لها·
ويرى محللون نوويون إن من المرجح ان تطلب ايران الآن من القوى الغربية ان تعرف مسألة وقف التخصيب بانها ''دوران دون ضخ''·وهو ما سيضع أوروبا وأميركا في موقف صعب·
عدد اليوم
