الطناجر الشمسية تغزو العالم

مثلما غزا الكمبيوتر حياة البشر بسرعة عجيبة حتى بلغ معدل الزيادة في عدد الأجهزة أكثر من مئة ألف في المئة كل عام منذ منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي وحتى الآن، فإن الخبراء يتوقعون غزواً مشابهاً لأجهزة امتصاص الطاقة الشمسية واستغلالها خلال السنوات القليلة المقبلة· وأصبحت الألواح الشمسية تنتشر في المساحات القريبة من المدن في العديد من الدول المتقدمة بسرعة مذهلة· وكل يوم، تظهر تقنيات جديدة لاستخلاص هذه الطاقة وتحويلها إلى طاقة كهربائية نظيفة؛ ومن أحدث ما تم ابتكاره في هذا المجال، (الطناجر الشمسية (solar cookers التي يوضع فيها خليط المواد التي تتألف منها الطبخة ثم يتم تعريضها لأشعة الشمس المباشرة لتنضج خلال بضع دقائق· وظهرت في الأسواق عدة أنواع من هذه الطناجر؛ بعضها على شكل صندوق مصمم لتجميع الضوء وإسقاطه على المواد المطبوخة؛ وبعضها الآخر أكثر تعقيداً ويتألف من صحن مقعّر مجمّع للضوء يشبه صحن التقاط الإرسال التلفزيوني· وهو يتألف من معدن مطلي بطبقة رقيقة من الفضة تعمل على تجميع الأشعة الضوئية في (المحرق) الذي توضع فيه الطنجرة كما هو موضح في الصورة· ونشر جو رادابو، خبير أجهزة الطاقات البديلة في موقع (باكوودز هوم ماجازين) على الإنترنت مقالاً بعنوان (الطناجر الشمسية·· البديل المقبل لأفران الغاز) أشار فيه إلى أن الطناجر المبتكرة المطروحة في الأسواق الآن أثبتت قدرتها الجيدة على الأداء وللدرجة التي جعلتها تكتسب شعبية متزايدة· ويذكر رادابو أن الطبخ على أشعة الشمس معروف لدى بعض الشعوب منذ عشرات السنين، خاصة في أفريقيا وأستراليا، إلا أن أحداً لم يلتفت إلى أهميته؛ كما لم يكن من المتوقع أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط وظاهرة التغير المناخي، إلى العودة للبحث في تطوير هذه الأساليب واستغلالها تجارياً على نطاق واسع· ومما سيسهّل من انتشار الطناجر الشمسية أن صناعتها سهلة للغاية حيث تتضمن مرايا عاكسة مجمعة للضوء يمكنها الدوران مع تغير المكان الظاهري للشمس أثناء دورانها باستخدام مجسّ ضوئي ومحرك صغير· وعبّر الكثير من ذوّاقي الأطعمة الذين تمت دعوتهم لتناول نتاج الطناجر الشمسية مؤخراً عن رضاهم عن لذّة الأطعمة المطبوخة بهذه الطريقة· كما أن هذه الطناجر سهلة الاستخدام وتوحي بالراحة النفسية لمستخدميها لأنها لا تسبب التلوث ولا تطلق روائح الغازات الناتجة عن حرق الوقود التقليدي· ويعلّق بعض الطباخين على طريقة عمل الطناجر الشمسية بالإشارة إلى أنها قد تتطلب في معظم الأحيان تغيير طريقة إضافة المواد الموصوفة في كل أكلة عما لو استخدمت في طبخها الأفران التقليدية· وربما يتطلب الأمر أيضاً إعادة النظر في ابتداع وصفات أو طبخات جديدة تماماً تتفق مع هذه الطريقة الجديدة في طهيها· وأغلب الظن أن هذه الطريقة في الطبخ سوف تستخدم فيها أوراق الألمنيوم بكثرة لأنها تعدّ طريقة جيدة للتوزيع الجيّد للحرارة على المواد المطبوخة فضلاً عن عزلها عن الهواء·