الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بطولة خارج الملعب

1 يناير 2013 23:12
بعد أقل من 72 ساعة، تنطلق دورة كأس الخليج في نسختها الـ 21 في المنامة بمملكة البحرين، بمشاركة ثمانية منتخبات بعد أن استعد الجميع لهذا العرس الكروي وفق المقاييس المتعارف عليها، هدف جميعها الظفر بالكأس، لأنها البطولة الأهم لأبناء المنطقة والعالم العربي، إلا أن البطولة بدأت قبل موعدها بأكثر من أسبوعين، من خلال تصريحات المسؤولين من إداريين وفنيين، تمحورت بين ترشيح منتخباتها أو المنتخبات الأخرى، ونادراً ما تصب هذه التصريحات لمصلحة منتخباتها بهدف إبعادها عن الشحن الإعلامي والجماهيري، وتركيزها على المنتخبات الأخرى المنافسة، وكأن هذه المنتخبات تشارك للمرة الأولى، ولا تدرك تأثير هذا الشحن، أو أن لاعبيها هواة لا خبرة لهم بالبطولات الإقليمية المفرطة الحساسية بين الدول المتجاورة. نسي المسؤولون أن معظم لاعبي منتخباتهم محترفون، سواء في الدوريات المحلية، أو مع أندية محترفة في الدول المشاركة، كما تناسى الإداريون بأن لعبة التصريحات باتت معروفة منذ الدورة الرابعة في الكويت عام 1976، ووصلت ذروتها في النسخ الأخيرة منها، كما وصل النضج الإدارى مراحل متقدمة، وبات الجميع مدركاً لأبعادها، إلا أن بعضها يقع في الفخ، وكأنها المشاركة الأولى لها، وقد يتمادى البعض ظناً بأن منتخباتهم الأوفر حظاً من غيرها باستعدادات قد يراها الأفضل، وتملك لاعبين ومواهب لا تتوافر لسواها، متناسين بأن منتخبات كانت تملك من المواهب والنجوم في مراحل سابقة، ولم تحقق البطولة. بطولة الخليج عادة لا تنصف المنتخبات الأفضل إعداداً والأكثر استحواذاً على نجوم اللعبة، لأن البطولة ليست في المستطيل الأخضر فقط، وإنما خارجه أيضاً إلا ما ندر، وكما قال الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، البطولة لاتذهب للمنتخب الأفضل، وإنما للمنتخب الأكثر حظاً، لأنها لا تعترف بالفنيات والنجومية والتاريخ، وإنما لعوامل أخرى لا تقل عما سبق، وبالتالي هي تذهب للمحنكين في الملعب وخارجه، وتنحاز كثيراً لمن يجيد التعامل مع كل عواملها الفنية والإدارية، ومن يعرف كيفية التعامل مع إعلامها الساخن والمؤثر جداً على مجرياتها. صحيح أننا فقدنا رموزها السابقين الذين كانوا يثرون الدورة إعلامياً في ظل محدودية وسائل الإعلام، إلا أن ما يعوض ذلك تعدد الوسائل الإعلامية والفضائيات والمنافسة الشرسة بينها منذ إجراء القرعة، وتصاعدت شيئاً إلى أن وصلت ذروتها في الأسبوعين الماضيين نتيجة لتسابق القنوات الرياضية لتسخينها، من خلال لقاءاتها مع رؤساء الاتحادات المشاركة ومديري منتخباتها ومدربيها ومحلليها، وإظهار مكامن ضعف البعض ومواقع القوى لديها، والعكس في أحيان كثيرة. الدورة بدأت مبكراً، وقد يخرج البعض منها مبكراً أيضاً إن لم يحسنوا استغلال كل عواملها لمصلحة منتخباتهم، والإعلام أحد أهم ركائزها بجانب مهارات نجومها، وقد يدفع الثمن غالياً من لا يستطيع الجمع بين الاثنين معاً، لأن كأس الخليج بطولة المفارقات في كل شيء، ونادراً ما حسم الأمر لمصلحة أكثرهم إعداداً واستحواذاً للنجوم والمدربين.. فهل أدرك نجومها وقادتها هذه الحقيقة الحاضرة في نسخها العشرين الماضية، أم يبتسم الحظ لمستضيفها، أو من تسلح بالعدة والعتاد للمضي فيها حتى التتويج، فلننتظر حتى النهاية لنعرف لمن يبتسم الحظ هذه المرة. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©