القاهرة تحتجز مئات العائدين من غزة للتحقيق

أعلنت مصادر أمنية مصرية أمس، أن أجهزة الأمن المصرية بدأت التحقيق مع مئات المصريين العائدين من قطاع غزة الفلسطيني خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعد ورود معلومات عن محاولتهم الانضمام إلى حركة ''حماس''، وافادت المصادر بأن معلومات وصلت الى أجهزة الأمن المصرية، تفيد بأن بعض العناصر المصرية المتشددة تمكنت من دخول الأراضي الفلسطينية بعد اقتحام الفلسطينيين الحدود مع مصر يوم 23 يناير الماضي، وأن بعضهم حاول الانضمام إلى حركة ''حماس'' للجهاد ضد إسرائيل إلا أن الحركة طلبت منهم العودة إلى مصر بعد تقديم الشكر لهم· وقالت المصادر لوكالة ''رويترز'' إن عدد المصريين المحتجزين للتحقيق بلغ نحو 600 شخص في حين سمح للأطفال والسيدات بالعودة إلى منازلهم، وتابعت المصادر أن التحقيقات مع المحتجزين ركزت على أسباب تواجدهم داخل قطاع غزة، ومعرفة وقت دخولهم إلى القطاع وعلاقتهم بالجماعات المحظورة والعناصر المتشددة في مصر· وقالت المصادر إن مصر بدأت هذه التحقيقات بعد أن لاحظت أن معظم المصريين العائدين من القطاع ليسوا تجارا أو من أهالي سيناء الذين تربطهم علاقات نسب ومصاهرة مع الفلسطينيين في رفح الفلسطينية، كما أن بعضهم لم يعط مبررات واقعية حول أسباب دخوله غزة· وقدرت المصادر عدد المصريين الذين دخلوا قطاع غزة بعد اقتحام الحدود بنحو 20 ألف مصري معظمهم دخل للتجارة والتنزه وزيارة أقارب لهم على الجانب الفلسطيني· وكانت الشرطة المصرية قد احبطت عشرات المحاولات التي قام بها صبية مصريون من مختلف المحافظات، للتسلل إلى قطاع غزة في أعقاب انتفاضة الأقصى التي اندلعت في سبتمبر 2000 للانضمام للمقاومة الفلسطينية متأثرين بمشاهد العنف الإسرائيلي على شاشات التلفزيون· وقال مصدر أمني مصري أمس، إن صاروخا فلسطينيا سقط مساء الخميس داخل الأراضي المصرية قرب الحدود مع إسرائيل من دون أن يوقع اصابات او ضحايا، واوضح المصدر ان الصاروخ الفلسطيني محلي الصنع وسقط عند العلامة 6 بالقرب من معبر كرم ابو سالم على بعد عشرة امتار من خط الحدود المصرية-الإسرائيلية· واكد المصدر أنه من المرجح أن يكون هذا الصاروخ اطلقه نشطاء فلسطينيون على معبر كرم ابو سالم على الجانب الإسرائيلي، الا أنه اخطأ الهدف وسقط في منطقة صحراوية داخل الأراضي المصرية، ويقع معبر كرم ابو سالم عند نقطة التقاء الحدود بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة· ومن جهة أخرى،أكدت صحيفة ''هاآرتس'' العبرية أمس ، أن موجة التصعيد العدوانية التي تنتهجها حكومة الاحتلال بحق غزة لا تؤثر بالمطلق عليها، موضحةً أن عمليات الجيش الإسرائيلي في القطاع عديمة الجدوى وتجر المزيد من الصواريخ على ''سيديروت'' ومستوطنات النقب الغربي· وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن الهدوء القصير لإطلاق الصواريخ نحو ''سيديروت'' الذي استمر طيلة أحد عشر يوماً، لم يكن صدفة، ''ففتح المعبر هو الذي أوقف نار الصواريخ على النقب الغربي''· واضافت الصحيفة انه كان ''للفلسطينيين في تلك الأيام القليلة حرية نسبية تشكل ما يمكن خسرانه، معظم سكان غزة استغلوا هذه الفترة الزمنية للتزود بالمواد التموينية الأساسية، الوقود، الغذاء، الأدوية، بعد فترة طويلة وثقيلة جداً من الحصار''، مطالبة حكومة ''إسرائيل'' بأن تكون معنية ''بفتح مرتب'' للمعبر إلى مصر وإزالة الحصار ·