الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جهات الإنتاج تنقلب على كبار المؤلفين والمخرجين وتستعين بالشباب

جهات الإنتاج تنقلب على كبار المؤلفين والمخرجين وتستعين بالشباب
20 يوليو 2014 00:58
سعيد ياسين (القاهرة) للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، يشهد الموسم الدرامي خلال شهر رمضان غياباً جماعياً لكبار المؤلفين والمخرجين، الذين كان مجرد وجود أسمائهم على أي مسلسل يمثل أحد أهم عوامل الجذب سواء للنجوم، أو للجمهور، أو للمحطات الفضائية. ومن كبار المؤلفين والمخرجين الغائبين هذا العام وحيد حامد الذي حضر في رمضان الماضي بمسلسل «بدون ذكر أسماء» لأحمد الفيشاوي وروبي، ومن قبله «الجماعة» و«أوان الورد» و«الدم والنار» و«العائلة» و«البشاير» وغيرها. يغيب محفوظ عبدالرحمن، الذي عاد في رمضان الماضي بعد غياب طويل بمسلسل «أهل الهوى» لفاروق الفيشاوي وايمان البحر درويش، كما يغيب يسري الجندي صاحب النصيب الوافر من مسلسلات رمضان ومنها «شارع المواردي» و«سامحوني مكانش قصدي» و«التوأم» و«السيرة الهلالية» و«جمهورية زفتى» و«ناصر» و«سقوط الخلافة» و«خيبر». غياب للمرة الأولى ويغيب أيضاً محمد فاضل ومجدي صابر اللذان قدما العام الماضي «ربيع الغضب» لعزت العلايلي وفردوس عبدالحميد وتغيب المخرجة إنعام محمد علي والمؤلف محمد السيد عيد بعد تأجيل مشروعهما حول الاقتصادي الكبير طلعت حرب. ويواصل المؤلف محمد جلال عبدالقوي صاحب مسلسلات «موسى بن نصير» و«الرجل والحصان» و«أولاد أدم» و«غوايش» و«المال والبنون» و«نصف ربيع الآخر» و«حياة الجوهري» و«سوق العصر» و«الليل وآخره» و«حضرة المتهم أبي» و«شرف فتح الباب» غيابه بعد تأجيل مسلسله «خريف السادة». ويغيب لأول مرة منذ سنوات طويلة المخرج مجدي أبوعميرة الذي قدم العام الماضي «القاصرات» لصلاح السعدني وداليا البحيري، ومن قبله «يتربى في عزو» و«الرجل الآخر» و«أين قلبي» و«المال والبنون» و«التوأم» و«جحا المصري» و«الفرار من الحب» و«الضوء الشارد» و«ذئاب الجبل» وغيرها. صعود النجم وعن سبب انصراف جهات الإنتاج عن التعاون مع كبار المؤلفين والمخرجين، قالت المخرجة إنعام محمد علي إن الأسلوب التجاري أصبح هو السائد، والإعلان يشكل الدراما، وصعد النجم على رأس الهرم الإنتاجي الذي تم قلبه، وأصبح النص يتبع ولا يقود، لدرجة أن النصوص تصنع حالياً على مقاس النجوم. وأكدت أن استعانة شركات الإنتاج بالمؤلفين والمخرجين الجدد جرس إنذار للكبار، وقالت: أجورنا كبيرة، وهم يلجأون لأصحاب الأجور الأقل، وعلينا أن نبذل جهداً مضاعفاً ونواكب التطور حتى لا نختفي من الساحة، وما يطمئننا أن لنا رصيداً وتاريخاً مشرفاً، ونحتل جزءاً من تشكيل وجدان وعقل المشاهد. وقالت فردوس عبدالحميد إن سبب عدم استعانة شركات الإنتاج سواء الحكومية أو الخاصة بكبار المؤلفين والمخرجين لا يرجع الى نواح فنية ولكن اقتصادية. وأضافت: يحسب المنتجون كل كبيرة وصغيرة في العملية الفنية، ويرون أن الاستعانة بالشباب تجعلهم يوفرون فارق السعر، ولم تعد الناحية الفنية أو الإبداعية أو الخبرة هي الفيصل، ولكن الناحية المادية تتحكم في كل الأمور. جيل جديد وقال المخرج صفوت القشيري الغائب عن الدراما منذ أكثر من خمسة أعوام بعدما قدم العديد من المسلسلات الناجحة من بينها «فارس الرومانسية» عن حياة يوسف السباعي، و«الخريف لن يأتي أبداً» لحسين فهمي، و«رجل طموح» لخالد النبوي إن من له تاريخ من كبار المؤلفين والمخرجين لا يستطيع أن يعرض نفسه على المنتجين، خصوصاً الجدد منهم، والذين قد يظنون أنه «دقة قديمة» ولا يستطيع التعامل مع التكنولوجيا الحديثة أو الموضوعات المواكبة لهذه الأيام. وأضاف: بحكم التطور الطبيعي دخل سوق العمل جيل جديد من المبدعين في مجال الدراما أنتجوا أعمالاً متميزة على المستوى الحرفي لكنها كثيراً ما تفتقد للرؤية، ولا يهتم الكثيرون بأن الدراما التلفزيونية هي أولاً رسالة إعلامية الغرض منها تكريس الوعي والقيم والارتقاء باللفظ، لا اتباع الرغبات السلبية لدى الجمهور. المعادلة اختلفت وقال المؤلف محمد عزيز البعيد عن الدراما منذ قدم مسلسل «نعمى» لكمال أبورية ورانيا فريد شوقي، إن نجاح الدراما في السابق اعتمد على معادلة بسيطة مكونة من ثلاثة عناصر هي نص جيد، ومخرج كبير، ونجم ونجمة و«النص الجيد كان على رأس معادلة النجاح وحين انقلب الأمر ليحتل النجم القمة اختفى النص واختفى معه كبار الكتاب، وبالتالي اختفت المسلسلات التي كانت تحمل قيماً فكرية وفنية، وفقدت الدراما دورها الرائد، وهذا ليس معناه فشلاً تاماً للدراما المصرية، فقد قدمت في السنوات الماضية مجموعة أعمال ناجحة لكتاب ومخرجين جدد، حققوا من خلالها نجاحاً ملحوظاً، وهناك أعمال لنجوم كبار حققت نجاحاً مبهراً، ولكنه نجاح اختفت منه القيمة الفكرية والفنية، والأمثلة كثيرة لمسلسلات تابعها وارتبط بها المشاهد وكانت للتسلية فقط من دون إثراء للعقل والوجدان. أنصاف موهوبين وأكد المؤلف نادر خليفة الذي قدم عشرات المسلسلات الناجحة من بينها «ألف ليلة وليلة» و«الحنين إلى الماضي» و«أزواج وزوجات» و«البنات» و«فلاح في بلاط صاحبة الجلالة» و«كارنتينا» وغيرها، أنه بجانب سيطرة النجم الأوحد على سوق الإنتاج وطلبه أجراً عالياً، وفرضه المؤلف والمخرج و«شلته» على جهة الإنتاج، يرفض غالبية كبار المؤلفين تحقيق رغبات بعض النجوم، والتأليف حسب الطلب، كما يرفضون أن يصبحوا خيال ظل للنجم ورغباته وترشيحاته، وما يفرضه من فنيين وفنانين على فريق العمل، كما أن القائمين على الجهات الإنتاجية لم يعد يشغلهم التميز والجودة لعدم خبرتهم وقصور نظرتهم، فيختارون كتاباً نصف موهوبين لضآلة أجورهم، وسهولة السيطرة عليهم، وأيضا مخرجين درجة ثانية وثالثة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©