الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرسول حث على الاعتدال والابتعاد عن الغلو

20 يوليو 2014 01:01
يعتبر التيسير على البشر من أهم مظاهر الرحمة في سيرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد كثرت أحاديثه وأقواله التي تحض على التيسير. ودعا النبي الكريم إلى التيسير في أكثر من حديث، وما خُير صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، وذلك لأن اتباع الأيسر هو الأرحم بالنفس، والأرفق بها، والأفضل عند الله. كما تقول الدكتورة آمنة نصير - الأستاذ بجامعة الأزهر. وتؤكد الدكتورة نصير أن السنة النبوية تدعو إلى الوسطية والاعتدال، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله، أن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا»، أي اسلكوا ما فيه اليسر والسهولة فيما يتعلَّق بأعمالكم، ومعاملاتكم، وعباداتكم، وفي المقابل نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن اتباع طرق العسر في العبادات، والمعاملات رفعاً للمعاناة، ودفعاً للمشقة في حياة الإنسان، ونهى أيضاً عن التنفير الذي يؤدي إلى حدوث المشقة والمعاناة، ومن أمثلة ذلك عدم الإطالة في صلاة الجماعة ومن ذلك قوله، صلى الله عليه وسلم: «إن منكم منفرين فأيكم أَمَّ الناس فليخفف». الاقتصاد في العبادة وتضيف د. آمنة: والمقصود بالاقتصاد في العبادة أن يأخذ الإنسان منها ما يطيق المداومة عليه، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم وإن قل». وفي رواية «أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل»، وفي هذين الحديثين وغيرهما حث على الاقتصاد في العبادة، والأخذ من العبادة ما يطيق الإنسان الدوام عليه بلا ضرر، وهو من باب كمال رحمته وشفقته صلى الله عليه وسلم ورأفته بأمته، حيث أرشدهم إلى ما يصلحهم، وهو ما يمكنهم الدوام عليه بلا مشقة، ولا ضرر بهدف تخفيف العبادة ومجانبة التشدد، والقليل الدائم خير من الكثير المتقطع، حيث بدوام التعليل تدوم الطاعة والذكر، والمراقبة، والنية، والإخلاص، والإقبال على الله سبحانه وتعالى. ومن وجوه الحث على الاقتصاد في العبادة، والنهي عن التعمق والتشديد، والأمر بالإقبال على العبادة بنشاط وخشوع أنه إذا فتر الإنسان فليقعد حتى يذهب الفتور، وإذا نعس فليرقد حتى يذهب عنه النوم، وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم: «إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه». والصيام في الإسلام أفضل من حيث الكمية لأنه لم يطل فيُمل كصوم الرهاب، ولم يقصر فيقل كصوم المجوس، وعن أنس رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي، صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي، صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالُوها وقالوا أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدا، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الآخر: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم الله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء: فمن رغب عن سنتي فليس مني». والحديث يؤكد ضرورة الاقتصاد في العبادة، وفي جميع الأمور لأن الإنسان إذا قصر فاته خير كثير، وإذا شدد، فإنه سوف يكل ويعجز ويرجع، والاقتصاد في العبادة من سنن النبي، صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي على الإنسان أن يشق على نفسه، بل يرحم نفسه. وروي عن الرسول، صلى الله عليه وسلم قوله: «والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة»، (رواه مسلم)، والمعنى ساعة للرب عز وجل وساعة للأهل والأولاد وساعة للنفس حتى يعطي الإنسان نفسه راحتها ويعطي ذوي الحقوق حقوقهم. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©