بكين-(اف ب): ينطلق في الاول من يوليو المقبل اول قطار يربط الصين بالتيبت عبر سكة حديد هي الاعلى في العالم، ما يعتبره التيبتيون المنفيون رمزا اضافيا للاستعمار الصيني فيما تصفه بكين بالمشروع الرائد لتطوير غرب البلاد·
وفي الاسابيع الاخيرة، وضع آلاف العمال اللمسة النهائية لتصبح السكة جاهزة في ذاك التاريخ الذي يكتسب رمزية كبيرة اذ يحتفل فيه الحزب الشيوعي الصيني الحاكم بعيد تأسيسه الخامس والثمانين·
وقد يكون الرئيس الصيني هو جينتاو الذي حكم التيبت من 1988 الى ،1992 اي الفترة التي قمعت فيها الحركات الانفصالية بقسوة، حاضرا في مدينة غولمود في ولاية كينغاي التي سينطلق منها الجزء الاخير من السكة البالغ طوله 1972 كلم· وكانت اعمال تشييد السكة التي بدأت في الخمسينات توقفت بعد انجاز الجزء الممتد من كزينينغ الى غولمود، واستؤنفت اعمال البناء عام 2001 بفضل استثمار يعادل 2,5 مليار دولار·
واعتبارا من الاول من يوليو، ستستغرق الرحلة بين بكين ولاسا (4561 كلم) يومين على متن عربات مكيفة الضغط· وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جيانغ يو ان ''هذا المشروع يرمز الى تطور غرب الصين''، وهي منطقة غير مزدهرة اقتصاديا مقارنة بشرق البلاد·
واعتبرت ان المشروع ''سيحسن جذريا وضع البنى التحتية المتدهور ويرفع مستوى معيشة جميع الاتنيات ويعزز التطور السريع للقطاع السياحي''· ومع تدشين المطار الثالث في التيبت المتوقع ايضا في يوليو، تتوقع السلطات المحلية ان يتضاعف عدد السياح الذين يزورون التيبت بحلول 2010 (يقدر عددهم بنحو ،2 5 مليون لهذه السنة) مع عائدات تبلغ ما يعادل 725 مليون دولار·
وفي يوم تدشين السكة، سيضع التيبتيون المنفيون شارة سوداء ''حدادا'' ويتظاهرون امام القنصليات الصينية في مختلف الدول· وقال نغاوانغ ووبر المسؤول عن مجموعة سجناء سياسيين قدامى من التيبت الذين ينظمون التحرك في مدينة دارامسالا الهندية ان ''خط سكة الحديد سيكون له تبعات كارثية على شعبنا فبكين تحاول الهيمنة علينا والغاء ثقافتنا واستغلال ارضنا''· وفي دارامسالا بالذات الواقعة في جبال شمال الهند، التجأ عام 1959 الزعيم الروحي للتيبت الدلاي لاما بعد انقلاب فاشل ضد بكين·
وحسب وكالات السفر، اسرع السياح الى شراء التذاكر الاولى لهذه الرحلة التي تتخلها مشاهد طبيعية من هضبة التيبت تخطف الانفاس، سيتمكنون من مشاهدتها من على علو اكثر من اربعة آلاف متر وحتى من جزء يصل العلو فيه الى 5072 مترا·
وتوضح تشاو هونغيو من ''سيتس'' احدى اولى وكالات السفر الصينية ان ''الصينيين يعتبرون السفر الى التيبت مثل الطريق الى السماء والكثير منهم انتظروا مدة طويلة للقيام بهذه الرحلة''·وتضيف ان الرحلة ''اقل كلفة من الطائرة، مع فرق يتراوح بين 125 و375 دولارا''·
وحتى الآن، كان يمكن الذهاب الى لاسا برا او بواسطة الطائرة مع تذاكر بقيمة ما يعادل 250 دولارا· والصين التي تشهد نموا اقتصاديا كبيرا مهتمة ايضا كثيرا باستغلال موارد التيبت ولا سيما النحاس·
ويقول جانغ كزياودي، الاقتصادي المتخصص في تطوير غرب البلاد ''انني على ثقة بان هذه السكة ستطور هذه المنطقة كثيرا فمنذ سنوات تشكل البنى التحتية للنقل مشكلة كبيرة تمنعها من التقدم''·
لكن هذا الخبير كما العديد من مناصري البيئة يشعر بالقلق ازاء التبعات على النظام البيئي الهش الذي لم يزره الانسان حتى الآن بكثرة حتى لو ان السلطات تقول انها انفقت 1,54 مليار يوان لحماية البيئة والحيوانات النادرة مثل الظبي التيبتي·
عدد اليوم
