الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خلايا وقود قزمة

26 يونيو 2006 00:03
إعداد - عدنان عضيمة: لعل من أغرب الظواهر التي رافقت ثورة الابتكار والاختراع هي تلك التي تتعلق بتجاوز الأجهزة والآلات الأهداف الرئيسية التي ابتكرت من أجلها· ومن ذلك مثلاً الكمبيوتر أو ''الحاسوب'' الذي لم يعد أبداً مجرد آلة للحساب، والموبايل الذي فاقت مجالات استخدامه أهداف الاتصال والتواصل· وباتت هذه الظاهرة تنطبق أيضاً على خلايا الوقود التي ابتكرت أصلاً لتعويض محرك الانفجار الداخلي في السيارات بحيث تحرر الطاقة الكهربائية من تفاعل أكسدة الهيدروجين بأكسجين الهواء بطريقة مضبوطة ومقننة ولا تطلق المواد الملوثة للهواء· وتشبه خلية الوقود البطارية لأنها تحول الطاقة الكيميائية الكامنة في كل من الوقود (الهيدروجين) والغاز المؤكسد (الأوكسيجين) إلى طاقة كهربائية يمكن استخدامها في دفع سيارة عن طريق محرك كهربائي· ومع التزايد المستمر في معدل تلوّث جوّ الأرض بغاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يقف وراء الارتفاع المتواصل في درجة حرارته، أصبحت خلايا الوقود تشكل الحل الأمثل لهذه المشكلة على المدى البعيد· ويسود توجّه قوي في أوساط العلماء المتخصصين بتطوير خلايا الوقود لتنويع أحجامها حتى تصبح جاهزة للاستخدام في مختلف الأدوات الكهربائية الصغيرة منها والكبيرة· وجاء في تقرير نشرته الإيكونوميست مؤخراً أن خلايا الوقود الصغيرة الخاصة بتشغيل الأجهزة الإلكترونية المحمولة دخلت الأسواق بالفعل ومن المتوقع أن تسجل مبيعات كبيرة وأن تستبدل البطاريات الجافة التي تستخدم لهذا الغرض· والآن تعمل عشرات الشركات الأميركية واليابانية على استغلال هذه الفكرة؛ ومن بينها شركة (ميديس تكنولوجيز) الصغيرة التي تأسست حديثاً في نيويورك ويخطط خبراؤها الآن لتوزيع نماذج مبتكرة من خلية وقود قابلة للحمل على فئات مختارة من نخبة الاقتصاديين والسياسيين ورجال الأعمال وأصحاب الحظوة والرأي على سبيل الدعاية· ولا يزيد حجم الخلية الجديدة عن حجم علبة سجائر ويبلغ وزنها 150 غراماً فقط ويمكنها أن تولد الطاقة الكهربائية بنفس مبدأ خلايا الوقود الكبيرة وتستخدم في الأجهزة الإلكترونية المحمولة كالموبايل ومشغلات الموسيقى اليدوية ومنصّات الألعاب الإلكترونية المحمولة وهي تعمل إما على تزويد هذه الأجهزة بالطاقة أو لشحن بطارياتها· ومن الناحية التقنية، تمتلك هذه الخلية الطاقة الكافية لتشغيل الموبايل لفترة 30 ساعة من الاتصال ولتشغيل أجهزة الاستماع الموسيقية لفترة تتراوح بين 60 و80 ساعة· وأشار روبرت ليفتون مدير عام شركة ''ميديس'' إلى أن الخلية الجديدة سوف تطرح في الأسواق مع نهاية العام الجاري· وهكذا يمكن اعتبار خلايا الوقود المصغّرة إحدى الإضافات التقنية المتطورة التي أصبحت تعجّ بها الأسواق· ويشير تقرير الإيكونوميست إلى ما قالته سارة برادفورد المحللة في مركز فروست أند سوليفان في الولايات المتحدة من أن خلية الوقود الجديدة تمثل قفزة نوعية مهمة في مجال نقلها من مختبرات البحوث إلى الأسواق· ولعل من أغرب العوائق التي تقف في طريق هذا الاستثمار المتطور لشركة ''ميديس'' هو أن السلطات الأميركية المسؤولة عن ضبط المعايير والمقاييس لم تتمكن حتى الآن من وضع المعايير والمقاييس المتعلقة بالخرطوشة الخاصة بإعادة ملء الوقود في الخلية الجديدة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©